الدعاء لك بكل خير وبعد : كم تجدني أذوب شفقة ولهفة على كل من يتعب قلبه ويورده يم الهلاك والوقوف على مدارك السكتة القلبية وأمراض الشرايين التاجية وأدواء ارتفاع الضغط جراء متابعته اللصيقة لما تمور به الدور الرياضية عندنا من عك كروي لا يمت إلى فنون اللعبة بأدنى صلة بالرغم من أن جميع شعوب العالم من حولنا ومن فوقنا تقدمت في مضمار حذق فنون لعبة كرة الكرم وحذقت ضروب الإبداع فيها فأتتها منقادة خاضعة ذليلة فعرضت منتخباتها وفرقها المنافسة محليا وإقليميا أحلى العروض، إلا نحن ما زلنا محلك سر نقبع في الذيلية ولا تفتر ألسنتنا من اجترار ماض مشرق في المحفل الأفريقي وربما العربي ونتناسى ونتعامى عن مناقشة واقعنا المرير حد الغصة والازدلاف في الحلق من واقع التردي المريع الذي نعاني من تخلفنا كرويا وسائر خلق الله في مشارق الأرض ومغاربها تقدموا وتركونا نصارع في قاع جب (المرمطة والملطشة) وكم انتابتني موجة من الحسرة واعتصار الألم بين حنايا قلبي على كل من يقتطع من قوت أبنائه ويأتي على نفسه بغية مشاهدة مباراة في كرة القدم بالدوري الممتاز عندنا من داخل الاستاد وأنا أجبر نفسي على متابعة بعض لقطات من أربع مباريات القمة (المريخ والهلال) في مستهل بطولة الدوري الممتاز الذي مر منها الآن أسبوعان حتى الآن فللأمانة وبكل صراحة لم أقو على المكوث والتسمر خلف الشاشة البلورية أكثر من ثلث ساعة من مجمل الأربع مباريات لجهة أنني لم أجد فيها ما يشدني على مواصلة متابعة أية مباراة منها فلكأن الوجوه هي هي إذ ما فتئت الطرائق ذاتها والملاعب برداءتها والجماهير تسبل في رفد المسامع ببذاءاتها . وكم ازدادت حسرتي على واقعنا الماثل المائل كرويا الذي لم يدع فرصة من بين ثناياه لمجرد فتح كوة لبصيص أمل في جدار المستقبل شديد العتمة فحتى متى سنظل نقبع وندور في فلك تخلفنا الكروي يا من توهمون أنفسكم قبل الآخرين بأننا تقدمنا في محافل التنافس الأفريقي والعربي ؟ وليعقد أي ذي بال مقارنة بسيطة بين ما يجري عندنا بملاعبنا من أدنى مستوى بلوغا ووصولا لطرفي القمة التي هي بحق مصدر للغمة . فالرأي عندي إن أردنا التقدم في محافل كرة القدم محليا وإقليميا ودوليا (الأخيرة هذه بعد خرف) أن نعترف أولا بأننا نمارس لعبة تخلف تماما جوهرا ومظهرا عن ما يسمى عند الآخرين كرة قدم لجهة أننا ما عندنا كوووووووووورة ولا يغب عن مخيلتنا برهة من عمر الزمان أن الاعتراف بأي مرض يعد أول مراحل التعافي من الداء ومن ثم لنعكف على معرفة الأسباب التي أقعدتنا عن اللحاق بالآخرين في منشط كرة القدم وما هي العقبات التي تقف في طريقنا وحتى يتسنى للمختصين الوقوف على الأسباب ومن ثم رسم خارطة الطريق المفضية بنا إلى وصول مصاف المتقدمين من الأمم لابد من التداعي والتدافع لعقد مؤتمر رياضي جامع يؤمه كل من له صلة وباع بكرة القدم، ولتبدِ الدولة حرصا منها على عقده ومن ثم التعهد على إنزال مخرجاته إلى حيز الوجود لا أن تترك وراء ظهرها نسيا منسيا لجهة أن الرياضة لاسيما كرة القدم لم تعد مدعاة لتزجية الوقت فحسب إذ إنها غدت مصدرا اقتصاديا وداعما اجتماعيا واتصالا سياسيا فلما التهاون في حقها . فابعدوا الديناصورات الإدارية والفنية التي ظلت جاثمة على قلوب العامة ردحا من الزمن دون أن تقدم شيئا يفرحنا إلى يوم الناس هذا ولتفسحوا المجال إلى دماء شابة يطلق لها المقود تحت قبة أهلية الرياضة بعيدا عن ضغائن وكمائن السياسة . أخوك .. محمد صديق أحمد