السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، رمضان كريم والله اكرم.. انا عبدالباقي محمد عبد الباقي، معلم سابقا ، ما عرفت يوما بالانتماء لأي حزب او رابطة، ولا الانتساب لأية طائفة او تنظيم، ولكني كأي مواطن اقرأ الصحف اليومية واتابع ما يجري حول الوطن، وقد شدني اليها في الشهور الاخيرة ما يجري في داخل السودان وخارجه، وما يحاك حوله من حصار وكيد وغدر وتربص، مما يشير الى المصير المظلم الذي ينتظر اهله وعليه فقد انتابني القلق وانا ارى الصراع الدائر بين قياداته السياسية المتعددة في الداخل والخارج، وتدخل الدول الاخرى من الاعداء والاصدقاء على وجه سواء ، مما دفعني دفعا ان امسك القلم واسطر هذه الرسالة عساها تجد مكانا في صحيفتكم الغراء، وكيف لا افعل وانا اسمع واقرأ ما جرى في الاسبوع الماضي مما اقلق وازعج الكثيرين غيري من الساسة وغير الساسة. ذهب الحادبون والمخلصون والمنصحون زرافات ووحدانا ينبهون للخطر الماثل للعيان، ويحثون اولى الامر على تلافي الامر سريعا قبل ان تحل الطامة الكبرى بنا فنندم حيث لا ينفع الندم. السيد رئيس التحرير.. ذكرت لك اني كنت اتابع الاحداث منذ ايام وقد صاحبني شيء من التفاؤل عندما ظهرت بوادر اللقاء بين القائمين بأمر الحكم والمعارضين لهم في الخارج والداخل. بدءا بلقاء جنيف بين الترابي والصادق وصولا للقاء نيروبي بين البشير والصادق املا بأن يلحق ذلك لقاء مع الميرغني والآخرين، وذلك بقصد ان يكتمل اللقاء بين القيادات السياسية المختلفة ليتفاكروا ويتدبروا ليخرجوا بالسودان من هذا الموقف الحرج سريعا، لكن فوجئنا مساء الرابع من رمضان الكريم بانقلاب الاوضاع رأسا على عقب وتغير الحال الى وجوم وحيرة وطرح السوال ماذا جرى؟! وماذا بعد؟ هل هي النهاية لكل شيء..؟! الاخ رئيس التحرير : رسالتي اوجهها اولا لابني الحسن عبدالله الترابي، تلميذي في مدني الوسطى في الاربعينيات وهو اليوم شيخ وقور يصول ويجول ويجوب الآفاق داعيا حتى كندا، وثانيا لابني عمر حسن احمد البشير تلميذي في الخرطوم الثانوية في الستينيات ، وهو اليوم ضابط عظيم حمل السلاح لثلاثة عقود واكثر، دفاعا عن الوطن ووحدته وترابه وعزته وكرامته، هذان الرجلان جلسا على قمة حكومة الانقاذ من البداية ، فهي ما كانت بالشير دون الترابي، ولا واصلت مسيرتها حتى الامس، بالترابي دون البشير، كان احدهما اللحمة والآخر السدى الذي نُسج منه الثوب الذي غطى السودان كله لمدة عشر سنوات من كان اللحمة ومن كان السدى، لا يهم ولكن المهم هو تكاملهما نحو السودان الواحد الواسع الذي اصبح في كف عفريت، والاعداء يتربصون به علنا ويتحينون الفرص للانقضاض عليه بغير هوادة، وحينها لن يبقى الحسن، ولا عمر، ولا انا، ولا الصادق ولا الميرغني ولا مشار، وها هي امريكا قد اعلنتها صراحة ان تتدخل في الحرب الاهلية الدائرة فيه والتي حصدت مواطنين من الناطقين بالعربية والناطقين بغيرها .. ابني الحسن ، ابني عمر ان حكومتكما حكومة الانقاذ لم تكمل مهمتها لانقاذ السودان، وما قاربت الغاية المنشودة بكما معا، متعاونين ولا بكما ورياك مشار لاحقا، فكيف بها وانتما على خلاف؟ انكما اصحاب مبدأ واحد وتوجه واحد ففيم الخلاف..؟!! وفيم الصراع...؟!! لا . لا. لا. يا الحسن ولا . ولا. ولا ، يا عمر ومن معكما، وبهذا اناشدكم ان تضعوا السودان اولا واخيرا نصب اعينكم وتدعوا الخلاف والصراع جانبا وان تنسوا ولو الى حين ما حدث، فتحكمون العقل في روية وليغفر كل واحد منكم لأخيه سيئته ان كانت حتى تعود المياه الى مجاريها، ويعم الود والصفاء... ابني الحسن، وابني عمر.. ان رحلة الوطن طويلة وشاقة، وتتطلب المزيد من الصبر والتسامح وسعة الافق، وما زال في انتظاركما لتكملة مرحلة الوفاق، ولقاء فصائل المعارضة ، فهل انتما سامعان..؟! ختاما، اسأل الله ان يعينكما وان يحفظ السودان الموحد، وان يتم لنا النماء والرخاء .. انه قريب مجيب الدعاء. والله الموفق. أستاذكما / عبدالباقي محمد عبدالباقي شمباتالخرطوم بحري ت: 312572