أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    مناوي ل "المحقق": الفاشر ستكون مقبرة للدعم السريع وشرعنا في الجهود العسكرية لإزالة الحصار عنها    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 24 - 03 - 2013

برغم ندرة مياه الشرب في الأبيض .. الجهنمية تتسلق أسوار كل البيوت
الأبيض / الرشيد يوسف بشير
الأبيض مدينة تحتفى بالأشجار والزهور ولا يوجد منزل يخلو من الزهور واشجار الفاكهة من ليمون وجوافة ومانجو وعنب وغيرها ، رغم ماتعانيه المدينة من مشكلة في المياه على طول السنين الماضية واللاحقة ما لم يتم حلها جذريا من مشروع النيل الابيض الذى تشكل كردفان جزءا من حوضه وترفده سنويا بمياه الامطار او المشروع الآخر المتمثل فى حصاد المياه عبر السدود وهى ايضا حل جذري لما تعانيه كردفان من مآس وآلام في الحصول على المياه .
عرفت الاسر الكردفانية بأنها تهتم وتتقاسم نقطة المياه مع اشجارها وتعتنى بها كأطفالها وحتى الاحياء الطرفية الجديدة بالمدينة تهتم اولا بزراعة الاشجار داخل وخارج المنزل ...وساهم المرحوم الدكتور الفاتح النور بقدر كبير فى انتشار هذه الثقافة والسنة الحسنة عبر مشروعه الرائد (عيد الشجرة ) فى ستينيات القرن الماضى. وبفضل الفاتح النور والابيض بات للشجرة في السودان عيدا قوميا ثم عالميا حيث كانت توزع ادارة الغابات بكردفان اشجار الظل والفاكهة والزينة مجانا لطلاب المدارس ويمنح الطالب ثلاث شجرات لتزرع واحدة فى المدرسة والثانية فى المنزل والاخيرة فى الشارع امام المنزل وهذا ماساهم بان تنال الابيض شرف المدينة الخضراء وتفوز عدة مرات بالجائزة القومية .
انتشرت ثقافة تشجير الابيض منذ ذلك الزمن وقامت حديقة عبود وميدان الحرية وحديقة البلدية وفلورانس وغيرها و مما اضفى على المدينة رونقا وبهاء حالة النظافة التى كانت تتمتع بها المدينة .
ولان عروس الرمال مدينة المبادرات فقد قدم الضابط الادارى الموهوب احمد عبدالمجيد والذى لقب بأحمد (كوشة ) مبادرة رائعة بإقامة مشتل محل اى كوشة بالمدينة فتحولت كل كوش المدينة الى مشاتل فزادت المدينة جمالا وحاربت ظاهرة الاوساخ فى اخريات القرن الماضى قبل ان تعود الكوش من جديد بوجهها القبيح ومظهرها الكالح الذى يؤذى النفوس .
ويقول عبدالحميد سليمان الشيخ جحا ان الابيض عرفت بجمالها ومحبة اهلها للزهور وكانت تمثل حديقة فلورانس الواقعة جنوب نادى البنوك والنادى السورى سابقا قمة الاناقة والروعة فى تناسق الزهور وكان يرتادها الحاكم العام لاحتساء القهوة والشاى مع ضيوفه واضاف انهم قد اطلقوا مبادرة المشاتل مكان الكوش مع الضابط احمد عبدالمجيد الذى قدم نموذجا لدحض نظرية الامكانات، وقال ان السياسة اخذت احمد الى امانة الحكومة وكانت الحاجة له فى نظافة وتجميل المدينة اكبر.
اما الجزولى ابن العالم عبد الباقى اميز منسقى الحدائق والناشط فى مجال المشاتل فيرى ان اهتمام اهل الابيض بالازهار والاشجار يعود الى الروح الاليفة والجميلة التى يتمتع بها انسان المدينة وتنعكس تلك الاشياء السمحة على تعامله وحب للجمال. وعن شجرة الجهنمية يقول انها شجرة ليس لديها بذور تعقل وهى شجرة اليفة وجميلة وسريعة النمو وتمنح النفس راحة لذا تزرع فى مداخل المنازل لتتسلق الجدران واحيانا تبنى لها مظلة لتنمو عليها واشاد بفكرة العيد السنوى الذى تقيمه وزارة الزراعة احتفالا بالزهور والشجرة .
بابكر الزين عبيد المهتم بالزهور والذى تظلل الجهنمية مدخل منزلهم بحى القبة بالابيض الذى لم تقلق ابوابه لاكثر من مئتى عام عدة انواع من اشجار الجهنمية بالوانها الجميلة الزاهية قال ان هذه الاشجار معمرة وزرعت قبل اكثرمن خمسين عاما ولازالت، مبينا انها تحتاج الى الرعاية عبر السقاية المنتظمة وتجديد شبابها بالقص والنظافة والاعتناء وحول تفرد عروس الرمال بأشجار الجهنمية والزهور يؤكد انها ثقافة قديمة تدل على احترام وتقدير انسان المدينة الى الزهور والجمال، و يقول بابكر كنت اسافر الى اليونان وبريطانيا وفرنسا فى اوربا للاستمتاع بتنسيق الحدائق وانواع الاشجار والزهور وفى افريقيا اعجبت بازهار اديس ابابا واسمرا ويناشد كل اهل المدينة والولاية للاهتمام والاعتناء بزراعة الاشجار لانها تجلب الخير عبر هطول الامطار ويناشد بايجاد حل جذرى لمشكلة مياه شمال كردفان حتى تعود الغابات والاشجار وايضا الازهار. ويرى ان تجارة الزهور اضحت رائجة فى المدينة مما يدلل على الاهتمام البالغ من قبل المواطنين بالازهار والاشجار وطالب بحملات قومية تقودها وزارة التربية عبر الطلاب والمدارس لاعادة تشجير الطرق القومية واطراف المدن .
وترى فاطمة رملى الخبيرة بالغابات ان الزهور هى اكسير الراحة للنفوس وتمنح الانسان بداية يوم جميل لذا اهتمت الدول الكبرى بالاشجار والازهار فى المكاتب والشوارع والمنازل واعتقد اننا هنا فى الابيض سبقنا العالم من حولنا ومنذ امد بعيد نناشد المواطنين بالاهتمام بالاشجار لانها تمنع الزحف الصحراوى الذى يخرب الاقتصاد ويجعل الارض قاحلة بدلا من رونقها وجمالها .
إيثار الآخر.. أقصر الطرق نحو السعادة الزوجية
الخرطوم: هويدا المكي
تعتبر السعادة الزوجية المدخل لسلامة المجتمع، وهي ايضا جواز مرور لاستدامة حياة مستقرة وجميلة، لكن ليس كل زوجين يستطيعان خلق السعادة التى لها مفاتيح يصعب على الكثير استخدامها، وكثير من الناس يختلفون في تعريف مفهوم الحياة الزوجية كما يختلفون في تحديد الاسباب التى تحقق السعادة الزوجية.. «الصحافة» استطلعت مجموعة من الازواج لمعرفة الاسباب التى تجعل الزوجين فى سعادة دائمة وجاءت الآراء متباينة.
وتقول الاستاذة نجود: السعادة الزوجية تحتاج الى ذكاء عالٍ من الطرفين، ولكى يحقق الزوجان سعادة دائمة لا بد ان يضع كل واحد منهما فى حساباته المحافظه على الآخر والسعى الى سعادته بكل ما يستطيع، لكن للاسف اغلبية الازواج يجهلون مفاتيح السعادة الزوجية، وسرعان ما تتحول حياتهما الى جحيم، مبينة اغلبية اسباب الطلاق هى اسباب سطحية وعدم تفاهم بين الطرفين، وترى نجود أن نجاح الزواج يكمن فى التعامل الراقى وعدم الاشتداد فى الحديث بينهما اذا تناقشا فى موضوع ما، لذلك لا بد ان يحدث تنازل من احد الاطراف، لأنه كثيراً ما يؤدى التمسك بالرأي الى الفشل. وتضيف قائلة: ان الحفاظ على مملكة الزواج ليس سهلا، ويحتاج الأمر الى فهم عميق بين الطرفين.
من جانبها قالت سهى عبد العزيز: كثير من الناس يعتقدون المال من الاسباب الرئيسة فى تحقيق السعادة الزوجية، مع ان لدينا كثيراً من النماذج التى تمتلك ثروات طائلة، ولكنهم يعيشون فى عدم استقرار ويقضون اغلبية اوقاتهم بالمحاكم، وفى ذات الوقت نجد فقراء يفتقرون الى ابسط مقومات الحياة اليومية وهم فى قمة السعادة، لذلك ليس المال وسيلة لجلب السعادة.
ويقول الاستاذ شريف عثمان: إن هنالك الكثيرين يرون ان السعادة الزوجية مسؤولية المرأة لأنها منبع الحنان، لكن كيف يستطيع الرجل رعايتها حتى ينعم بكل ما تستطيع ان تعطيه من اهتمام ورعاية، فالمرأة عطاء بلا حدود بشرط أن نفهمها، إن هذا اليقين لا يأتي من فراغ فهو قائم على الملاحظة المستمرة ومتابعة العديد من النماذج، فالمرأة عندما تذرف الدمع تريد أن تُشعر بأن هناك من يستقبل هذه الدموع ويتأثر بها ويسأل عن سببها.. والأهم من ذلك هو ألا يستخف بها أو يقلل من أهميتها، وأن يبين لها رغبته في حل مشاكلها، حتى وإن لم ينجح في ذلك، إن ما يهم المرأة هو الشعور بالاهتمام مع من تعيش معه، وهي لن تكتفي ولن تكف عن الاحتياج والمطالبة للحصول على هذا الاهتمام، فهو غذاؤها النفسي واليومي الذى من الممكن ان يساهم فى دوام سعادة ابدية.
وفى ذات السياق يقول الوسيلة ان الظروف الاقتصادية من الاسباب التى ادت الى انعدام السعادة الزوجية وحولت الحياة الى جحيم، مؤكداً أن من اهم اسباب الاستقرار قبول الزوجين لظروف بعضهما، وان يسعى كل واحد الى ارضاء الآخر بالكلمات الجميلة والحنان والعطف، وألا يسمح بدخول اطراف فى الخلافات التى تحدث بينهما، ومحاولة حلها مع بعضهما دون اشراك اى طرف آخر حتى اذا كان ابناءهما، فالحياة الزوجية تحتاج الى كثير من التضحيات حتى تعبر الى بر الامان، مبيناً أن الزوجين إذا استطاعا ان يصمدا فى الاعوام الاولى من حياتهم الزوجية، فمن المؤكد ان السعادة الزوجية تأتى اليهم من كل باب ونافذة.
مياه البنك العقاري.. حسابات التلوث والأمراض
الخرطوم: شمس الدين حاج بخيت
المياه من الاهمية بمكان، فهي العنصر الرئيس لحياة الانسان، وحتمت القوانين الدولية على الحكومات توفير مياه صالحة ونقية لمواطنيها، الا ان البعض مازال يعتمد على مياه ابار غير صالحة للاستعمال الادمي في كثير من المناطق، اذ اكد الفحص المعملي تلوث تلك المياه، وغالباً ما يتم ذلك عبر الاهالي، اما الجهات ذات الاختصاص فكثيرا ما غضت النظر عن ذلك، مثل حالة المياه بالبنك العقاري التي ظل سكانها يجأرون بالشكوى منذ زمن لعدم صلاحية المياه بالمنطقة.
وقد تم تكوين لجنة بتاريخ 7/6 /2003 باسم الوحدات الادارية قبل تحويلها فيما بعد الى اللجان الشعبية، وقد اجتمعت كل اللجان الادارية غرب الأسفلت واعدت الخرائط اللازمة لتغيير الشبكات، واتصلت بجهات الاختصاص، وبحثت مسألة الصادر والشبكات، واسفرت هذه الاتصالات عن التصديق بخط جديد لمدينة ابو سعد من محطة المقرن مباشرة الذي عرف بالخط التركي، وتم التصديق بشبكة مياه داخل المربعات بالبنك العقاري من «2» بوصة الى «4» بوصة، وتساهم وزاره الاسكان بما يعادل 60% والمواطن بما يعادل 40%. وكان الوالي وقتها الدكتور عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة حالياً مهتماً جداً بقضية المياه بهذه المنطقة، الا انه ومنذ ذلك الحين توقفت كل الجهود، وظل انسان المنطقة يشرب هذه المياه على الرغم من عدم صحتها كما يؤكد بعض سكان المنطقة.
يقول ايمن فاروق عطية من سكان البنك العقاري مربع «22» انهم قاموا بفحص المياه بواسطة المعامل على ثلاث مراحل، الاولى كانت عام 2004م والثانية عام 2008 والثالثة عام 2012م، وكل النتائج اكدت ان نسبة الاملاح تبلغ 60%، واضاف ايمن انهم اتصلوا بالجهات المسؤولة واخبروها بهذه النتائج، كما ذهبوا الى معتمد امدرمان الذي وعدهم بحل هذه المشكلة، الا انهم وبرغم الوعود يعتمدون علي تلك المياه،. وقد ظهرت آثارها بين الكثير من المواطنين الذين اصيبوا بالفشل الكلوي، ويقول ايمن ان لديهم ما يثبت خطورة استخدام تلك المياه، وعن المعاناة الناجمة عن ذلك فإن البعض يضطر الى الذهاب يومياً الى منطقة سراج لاستجلاب مياه صحية، اما مزمل عبد الرحمن عبد الجبار الذي يسكن هو الآخر في مباني البنك العقاري فقد أكد ان قضية المياه بالمربعات صارت هاجساً يؤرق سكان الحي الذين سعوا كثيرا من اجل ايجاد حل جذري لهذه المشكلة مع الجهات المسؤولة، الا انهم كثيرا ما اصطدموا بالتجاهل بالمياه، ليزداد الوضع سوءاً عندما اختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، واضحت رائحتها كريهة ولا تستعمل حتى للغسيل. ويقول الخضر ابن عوف الذي يسكن المنطقة قبل عشرات السنين، انه بات يفكر جادا في هجر المنطقة في اعقاب تأزم مشكلة الامداد المائي وظهور العديد من الامراض المرتبطة بالتلوث، بعد اختلاط شبكة مياه الشرب مع الصرف الصحي، مما جعلها غير صالحة، علما بأنه لا احد من المسؤولين يهتم بالقضية رغم علمهم بها، وقد عرضناها عليهم مع الفحوصات، ونتمنى هذه المرة وعبركم ان يسمعوا نداءنا ويعملوا على علاجها.
رامي احمد عوض احد شباب الحي المهمومين بهذه القضية، قال: «ان حال سكان المربعات صار مؤلماً، ونحن نرى بأم أعيننا تغير لون المياه الى اللون الداكن ذي الرائحة الكريهة نتيجة لاختلاطها بمياه الصرف الصحي، مما اصاب الكثيرين بالامراض، وهنالك كثير من المواطنين فضلوا المغادرة الى مناطق اخرى، وما يؤسف له ان الخط الرئيس متوقف عند مربع «19»، حيث يقطن في هذا المربع مسؤولون وضباط، وتتوفر هنالك الخدمات كاملة، أما نحن فلا تعرف الخدمات لنا طريقاً، وما نريد ان نقوله عبركم أن تستشعر جهات الاختصاص بقطاع المياه بالولاية والمحلية المسؤولية ويزوروا المنطقة للوقوف على المشكلة والسعي لحلها».
ليالي النيل الأزرق الثقافية.. الوعد والأماني
الثقافة كائن حي يمشي بين الناس، بل هو يشب عن الطوق وينمو ويزدهر وربما يضمحل ويندثر..
ونحن في السودان نهوي أوطاننا.. وقد رزقنا الله فيها بثقافات متعددة، البعض أطلق عليها ثقافة الغابة والصحراء، في إشارة للثقافة العربية والثقافة الزنجية، أو كما كان ينشد الراحل محمد وردي من كلمات مرسي صالح سراج «عربا نحن حملناها ونوبة».. والنيل الأزرق ارض حضارات.. ومستودع ثقافات، وفوق ذلك كله هي ارض بطولات قدمت لتاريخ السودان الحديث سيرة عطرة لمعاني البطولة والفداء والانتماء للتراث.
وشهد السودان فيها شموخ أول دولة إسلامية بعد أفول شمس الأندلس.. وهي السلطنة الزرقاء، وكانت دولة نسيج اجتماعي وحدها تقدم الأنموذج الحي للحكم الفيدرالي، كما يكون بلغة اليوم.
وشهدنا فيها أول نحاس يدل على القوة والسلطنة قبل نحاس السلطان علي دينار، وشهدنا فيها ازدهار الغناء في بلاط أمراء السلطنة السنارية، فكانت أغاني الدلوكة والطنابرة.. وعبقت فيها أغنيات مثل «الليل مابي لي» أو الكنداكة أو «سمحة القدلة فوق مختار» ومختار هذا هو ناظر منطقة العبيدية أيام السلطنة السنارية.
لقد كانت هذه الأغنيات وغيرها بمثابة معالم للأغنية السودانية قبل أن يأتي بها محمد ود الفكي من كبوشية في النصف الأول من القرن العشرين إلى أم درمان وتصبح مدخلاً لغناء المدرسة الأولى لفن الغناء السوداني وهو ما رمز له لاحقاً بالحقيبة.
كل هذه التداعيات تقودنا مدخلا ونحن ننطلق في ركب المشروع الثقافي الذي أطلقته وزارة الثقافة والإعلام بولاية النيل الأزرق، وقدح شرارته وزيرها الهمام الأستاذ كمال الدين خلف الله عبد الكريم تحت شمس «ليالي النيل الأزرق الثقافية» في نسختها الثانية.. كما قاد النسخة الأولى منها حتى وصل بها إلى مسرح قاعة الصداقة بالخرطوم في ليالي السودان الباهرة.
هذا المشروع ترجمة لحوار ومطارحات وسباقات ودوري بين المبدعين في محليات الولاية في فرقانها وقراها وحواريها وأزقتها.. لتنطلق الكلمة ويشع اللحن وينبري التعبير الحركي والدراما الإنسانية، لترسم صورة لمعالم مجتمع النيل الأزرق الذي ينشد المحبة والسلام.. وكما يقول أهلنا في ثقافتهم الشعبية: «الما عندو محبة.. ما عندو الحبة».
ويهدف المشروع الذي يتخذ شعار «تراث زاخر.. وعطاء وافر» إلى خلق حراك ثقافي، ورفع الوعي الثقافي، ودعم المبدعين، وتوفير البنيات والمواعين الثقافية لهم.
إذن الثقافة التي ننشدها عبر مشروع ليالي النيل الأزرق هي أساس التطور البشري.. فمن همس النساء في آذان الأطفال دخلت «اللولاية» في ثقافة الأطفال وأدبهم. ومن الهام النساء كانت أغاني الصبا وصبوات الجمال .. ومن وحيهن كانت المثل والقيم الفاضلة. ولولا هن ما كان في حرم الجمال جمال. إذا هذه هي الثقافة التي ننشدها في ليالي النيل الأزرق. ونسعى إليها بحثاً ومسحاً وتحليلاً وتوثيقاً من اجل تطور المجتمع ورفع قدراته الإنسانية.
وأخيراً:
لم يتبق لنا إلا أن نقول: التحية لكل من يقف خلف وأمام وحول ليالي النيل الأزرق الثقافية فكرة وبرنامجاً وإعداداً وتنفيذاً كما نصبو له، ونغماً في ليالينا لتثمر لنا قمحاً ووعداً وتمني.. وأيضاً التحية إلى ذلك الصامت الذي يقف بعيداً ويرنو إلينا ونحن نثق انه يتمتع بليالينا .
وأيضا نقول:
الما عندو محبة.. ما عندو الحبة
علي مختار عمر
رئيس اللجنة العليا لليالي النيل الأزرق الثقافية
الدمازين
يرى فيها البعض مؤشراً للفقر
(الشقيانة).. أحذية من مخلفات الاطارات
الدمازين: مكي ماهل
ليس بغريب على الإنسان أن يبتكر ويبدع في كل مجال يرتاده، لأن الإنسان السوداني بطبعه مبدع ومتعدد المهارات. وهنالك الكثير من الأمثلة والنماذج الإبداعية، ففي وولاية النيل الأزرق تنتشر صناعة الأحذية من مخلفات إطارات السيارات التي يتم الاستغناء عنها، وابداع صانعي هذه الاحذية جعلهم اكثر شهرة، فيقوم بعضهم بتصنيع أنواع من الأحذية بإشكال مختلفة جميلة وبمسميات مختلفة.
ويأتي على رأس هذه الأحذية نوع خاص صنع ليصلح لكل البيئات، وهو حذاء لا يكلف كثيراً سوى قطع صغيرة من إطار السيارة، علاوة على مسامير صغيرة خاصة جداً ومتوفرة بكثرة.. وهذه الأحذية حظيت بعدة أسماء «حاجة ساترة» «حاجة كافرة» «الجامايكا» «تموت تخلي» «الشقيانة» و «ما نتوفلي».
وهذه الأحذية ينتعلها المزارعون لأنها تساعدهم علي كل عمليات الزراعة، وهي خفيفة وتمكنهم من السير على الأرض الطينية، وبها فتحات جانبية، وأيضاً الرعاة يفضلونها لأن لها ميزات يدركونها أكثر من غيرهم، لأنها تساعدهم علي السير مع الماشية في السهول والوديان والجبال، لذلك يفضلونها على غيرها من الأحذية، والصيادون لهم معها مواقف خاصة عند مطاردة الحيوانات وصيد الأسماك، ويلبسها المنقبون عن الذهب في مناطق التعدين الأهلي خاصة المناطق الجبلية وغيرها .. أيضا هنالك بعض الشباب والطلاب ينتعلون هذه الأحذية لأن منها أنواع صارت موضة وبألوان زاهية.
وهذا النوع من الأحذية منتشر بأسواق مدن وقرى ولاية النيل الأزرق الشعبية، ويعمر أكثر من عشرين عاماً، وأسعارها في متناول اليد ولا تزيد عن العشرة جنيهات، لذلك يزيد الطلب عليها والإقبال من الزبائن، وهنالك رغبة من السيدات في أن تصنع لهن أحذية من هذا النوع من إطارات السيارات التي تم الاستغناء عنها .
يقول محمد ابراهيم الحاج ان نعل الشقيانة برز قبل عقود غير انه اختفي تماماً في عقدي التسعينات والعقد الاول من الالفية الثالثة بسبب تحسن الاوضاع الاقتصادية في السودان، غير ان الظروف الاقتصادية الخانقة دفعت البعض الى العودة للموروث القديم. ولا يرى محمد أن نعل «الشقيانة» مرتبطة بالأمس الغريب، مؤكداً براءة الزمن الماضي من ذلك، ولكن عودتها تعتبر ادانة دامغة لعصر اليوم الذي تغلبت فيه الماديات.
الدكتور محمد موسي الصديق اقتصادي قال ان هنالك العديد من الظواهر التي انتشرت أخيراً وهي تعكس مردود السياسات التي تنتهجها الحكومة، كما انها تعتبر مؤشراً ومقياساً للواقع الاقتصادي، وعلى سبيل المثال فإن ثقل قفة الملاح واحتواءها علي عينات عديدة من اللحوم والخبز والفواكه دليل عافية ونمو اقتصادي، اما ان تكون الغالبية من الناس تعاني الهزال وتلبس الاسبال البالية فإن ذلك مؤشر لوجود مشكلة اقتصادية، ولعل العودة الي ارتداء «الشقيانة» وغيرها من تلك الاحذية المصنعة من مخلفات الاطارات فإنها تعني ان هنالك تنامياً في ظاهرة الفقر، مما يستوجب علي الحكومة مراجعة سياساتها الراهنة.
«جنا النديهة».. اعتلال دائم
الخرطوم: تهاني عثمان
خمس سنوات من عمر زواجها ولكنها لم ترزق بطفل يملأ عليها حياتها، مما جعل بالقلق يتسرب في داخلها خاصة مع كثرة استفسارات من حولها، وأكثر ما رفع وتيرة تلك القلق تلك الحدة التي اخذت نسيبتها تعاملها بها إلى ان سمعتها تحدث ابنها بضرورة ان يتزوج، والأفضل ان يطلق زوجته طالما انها لم تنجب له، واستدرت عطف ابنها حين قالت له انها ترغب في حمل ابنه قبل وفاتها، وبعدها وجدت ان زوجها اصبح في موقف لا يحسد عليه، فما كان منها الا اللجوء الي امها ووجهها قد تورم من البكاء على ما صار عليه موقفها، لتجد جارتهم ست الجيل حاضرة في منزل والدتها، فعلمت بتفاصيل الموضوع، فما كان منها إلا أن اشارت عليهما بتسجيل زيارة الي شيخ فلان، وان تذهب وتحكي له الموضوع، وخلال ثلاثة ايام ذهبت سارة برفقة امها وجارتهم الى الشيخ صاحب الكرامات، ونده لها الشيخ، وبعد اقل من اربعة شهور من زياراتها المتكررة للشيخ واتباعها توجيهاته بالحرف الواحد اصبحت حاملاً لتعود الفرحة الى قلبها ويهدأ حال زوجها الذي اصبح متنازعاً ما بين رغبته في البقاء معها وعدم الزواج من اخرى والحاح والدته ورغبته في الابوة، ولكن ما ان وضعته وقبل ان يكتمل الفرح اخذت دوامات القلق تعود من جديد من تكرار مرض الطفل .
و «جنا النديهة» هو الطفل الذي يأتي للدنيا بعد انتظار طويل وبعد تردد طويل على الفكي الذي الى بركته ينسب الطفل، ومن مسلماته انه اذا شعر بأية علة مهما كانت طفيفة يعرض على الشيخ قبل الذهاب به الى الطبيب، والشيخ هو الذي يوجه امه بأن تذهب به الي الطبيب او يكتفي ببعض العلاجات التي يمنحها له، وغالباً ما تكون بخرات ومحايات وفق برنامج زمني محدد، كما يقيد بأنه بعد ان يدخل مرحلة الصبا يزال «شعر رأسه» ويدفع مبلغ وقدرة للشيخ، وهذا اعتقاد ساد في المجتمع ولفترة طويلة من الزمن.
وتقول الحرم بت أحمد في حديثها ل «الصحافة» ان «جنا النديهة» هو الطفل الذي يولد بعد ان تكون والدته قد الحت في طلبه عند احد الشيوخ، ويكون الطفل عادة مختلفا عن انداده لنقص فيه يجعله دائماً عرضة للأمراض المتكررة، كما يعتقد أن حجمه لا يكون طبيعياً مقارنة بعمره، وترى الحاجة ست الجيل حسن ان «جنا النديهة» يكون كثير المرض لأن الامهات نادرا ما يلتزمن بتعاليم الشيخ، ومن المفترض ان تزور به الشيخ في حالات المرض والعافية وليس في حالات المرض فقط، بالاضافة لذلك يجب ان تقدم بين كل فترة وأخرى ما تجود به الايام الى الشيخ.
وتقول الطالبة الجامعية سلمي الطيب إنها لم تسمع ب «جنا النديهة» الا من خلال حديث جدتها في وصف احد ابنائها الذي كان كثير المرض، فكانت تقول لها: ولدك ده التقول «جنا نديهة» مرضه كثير؟
بينما ترى حسينة عبد القادر أن «جنا النديهة» يعود الى تقاليد مجتمع متخلف ساد في فترة من الزمن، ولكن تكاد تكون قد انمحت هذه التفاصيل ولم يتبق منها الا الذكرى واحاديث السابقين، وفي وقت زادت فيه ايمانيات الناس واعتقاداتهم بالله وانمحت فيه الكثير من آثار الجهالة والتخلف الاجتماعي السابق، وانتشر فيه العلم والطب ولم يعد هناك مجال لانتشار مثل هذه الخزعبلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.