طالبت الحكومة، المنظمات الأجنبية التي تعمل في دارفور بأن يكون موقفها واضحاً تجاه حفظ السلام والأمن وتحقيق الاستقرار بالإقليم، في وقت حملت فيه قوات اليوناميد مسؤولية عملية اختطاف (31) نازحاً بولاية شرق دارفور. وأدان نائب الرئيس الحاج آدم العمل الإجرامي الذي يقوم به المتمردون من خطف وتشريد للمواطنين. وقال لدى مخاطبته ظهر امس بمدينة نيالا الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العودة الطوعية وإعادة التوطين إن قضية دارفور لا تحل إلا عبر أبنائها. من جانبه، أدان رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التيجاني السيسي سلوك بعثة اليوناميد بتسليمها لواحد وثلاثين نازحاً من ولاية وسط دارفور في طريقهم لمؤتمر العودة الطوعية المنعقد بنيالا إلى الحركات المسلحة دون أدنى مقاومة. وأضاف: بدلاً من أن تحمي اليوناميد نفسها والآخرين فهي في ذاتها تحتاج لحماية. الي ذلك استنفرت حكومة ولاية وسط دارفور جميع أجهزتها الأمنية لإطلاق سراح (31) نازحاً تم إختطافهم من قبل فصيل عبدالواحد، مؤكدة إقتراب الأجهزة الأمنية من إطلاق سراح النازحين بعد أن تأكد لها مكان إحتجازهم بجبل مرة. وحمّل والي وسط دارفور بالإنابة محمد موسى للمركز السوداني للخدمات الصحافية بعثة اليوناميد مسؤولية إختطاف النازحين الذين كانوا في طريقهم إلى ولاية جنوب دارفور للمشاركة في مؤتمر النازحين وتجاهلها لتحذيرات الجهات المختصة بالدولة بخطورة ترحيلهم عبر البر، مشيراً إلى أن اليوناميد لم تخطر السلطات قبل ترحيل النازحين مما عرض حياتهم للخطر. وأوضح أن قوات اليوناميد التي كانت في حراسة النازحين قوامها (35) جنديا على متن عدد من العربات والآليات التابعة لليوناميد وأنها لم تظهر أدنى مقاومة تذكرعندما تمت عملية الإعتداء، بالرغم من أنها كانت مسلحة تسليحاً كاملاً، مشيراً إلى أن قوة اليوناميد واصلت طريقها إلى إحد معسكراتها بمدينة كاس تاركة النازحين في قبضة المتمردين الذين تمكنوا من الإستيلاء على حمولة القافلة من أغذية وتشوين وقطع غيار كانت داخل البصات. ومن جهته، قال محمد يوسف التليب وزير شؤون مجلس السلطة الإقليمية إن تقصير اليوناميد وإهمالها في عملية التنسيق مع الأجهزة الرسمية بولايات دارفور عرّض حياة مواطنين أبرياء للخطر، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الحركات المسلحة للكف عن إيذاء المواطنين. وأكد التليب أن مؤتمر العودة الطوعية عقد بنجاح تام وبمشاركة جميع الأطراف المهمة رغم التوترات الأمنية التي تسعى لخلقها بعض الجهات الضعيفة، مضيفاً ان مسيرة السلام ستمضى بدارفور في ظل التحديات الماثلة. من جهة أخرى أفاد مصدر للمركز السوداني للخدمات الصحافية أن الجهات المختصة بالدولة حذرت قوات الأممالمتحدة قبل يوم واحد من عملية الخطف بوجود نوايا وخطط لدى المتمردين لخطف النازحين، وطلبت منهم ترحيلهم جواً إلى المؤتمر وعدم تعريضهم لخطر الخطف إلا أن الأممالمتحدة لم تأخذ الأمر كما ينبغي، موضحاً أن النازحين تم تجميعهم من عدد من معسكرات وسط دارفور أبرزها معسكر (الحميدية) لحضور المؤتمر الجامع للنازحين بولايات دارفور بنيالا، تمهيداً لمؤتمر دعم التنمية بدارفور المزمع عقده بدولة قطر، وأنهم تحركوا على متن (4) بصات تتبع للأمم المتحدة و(6) عربات حراسة منها أربع عربات لاندكروزر بك أب مسلحة تسليحاً كاملاً برشاشات ودوشكات إضافة ل(2)عربة مدرعة مسلحة بعدد من الدوشكات، كاشفاً أن (35) جنديا من اليوناميد كانوا على متن عربات الحراسة المرافقة لوفد النازحين. وكشف المصدر أن المتمردين اعترضوا القافلة في السابعة من مساء الأحد بمنطقة اللالوبة على مقربة من مدينة كاس بجنوب دارفور، بعدد (12) عربة لاندكروزر دون إطلاق النار وقاموا باختطاف النازحين وتركوا قوات اليوناميد التي لم تبد أية مقاومة أو محاولة إعتراض، مشيراً إلى تجميع المتمردين للمختطفين في أحد البصات والإتجاه بهم إلى معسكرات تتبع لحركة عبد الواحد بجبل مرة بينما تم تسليم قوات الأممالمتحدة ثلاثة بصات خالية بعد الأستيلاء على حمولتها من الأغذية.