في حفل افتتاح فرع البنك بحي الرياض بالخرطوم ومركز فيصل الثقافي في نفس المكان، وهو تطور في نشاط البنك الثقافي والاجتماعي، قال السيد علي عمر إبراهيم المدير العام أمام السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الإدارة الأمير محمد الفيصل آل سعود وعدد كبير من المدعوين الرسميين ورجال الأعمال والمصارف: إن بنك فيصل يؤسس لعمل اقتصادي متكامل يكون بديلاً للنظام التقليدي بمفهومه الربوي ومنظوره الضيق في معاملاته المالية والاقتصادية. ومن تابع ورصد مسيرة مصرف فيصل الإسلامي على مدى 53 عاماً يجد أن الكثير مما قال السيد عمر قد تحقق ولاسيما في السنوات الأخيرة، سنوات الطفرة الإلكترونية في الأداء والانتشار والاسهام الكبير في التنمية والخدمات ومصالح المساهمين والعاملين والصناعة المصرفية الإسلامية بشكل عام والتي أخذت بعدها وسمعتها في الفترة الأخيرة عالمياً ومحلياً. ولما كان الاهتمام بأصحاب الحرف والصناعات الصغيرة والفقراء وعديمي الملاءة من المستثمرين هو مركز اهتمام الدول والمنظمات في الفترة الأخيرة، فإن بنك فيصل الإسلامي السوداني وهو يؤسس وفي أواخر عقد السبعين من القرن الماضي كان أول من عنى بنظام الزكاة ورصد حصة من قدراته التمويلية لأصحاب الحرف والصناعات الصغيرة بغرض الدفع بهم وردم الفجوة. وقد كان ذلك جديداً بحق في نظم التمويل التقليدية الربوية التي لا تعنى إلا بتمويل ذوي الملاءة والضمانات لتظل الفجوة بين الأغنياء والفقراء كبيرة. إلا أن ذلك الآن كما هو معلوم صار سياسة معتمدة للدولة وللبنك المركزي السوداني. تأتي بعد ذلك خطوة أخرى أو طفرة في الأداء المصرفي السوداني وربما غيره إجمالاً.. والمقصود هنا الطفرة التقانية التي رادها بنك فيصل السوداني وخطا فيها خطوات كبرى شهد له بها من جهات الاختصاص اتحاد المصارف وجمهور المتعاملين بتلك التقنية الذين حصدوا فوائدها وهي كثيرة. فللبنك في هذا الخصوص كما قال السيد المدير في تلك الاحتفالية تقنية خاصة به خصص لها الميزانيات الضخمة وقام باستيراد المعدات وأعد ودرب العاملين في ذلك المجال وغيره ليدخل في برنامج عمله أنشطة خدمية مصرفية جديدة جذبت إليه الكثير من المؤسسات المالية والاستثمارية والخدمية ومن لهم صلة وعلاقة بها. إذ هناك برامج للتحصيل الإلكتروني مع إدارة الجمارك ووزارة الداخلية وإدارة المرور والكهرباء وأخرى. ويعتبر فرع بنك فيصل الإسلامي بالرياض الذي افتتح الأسبوع الماضي من أكثر الفروع والبنوك في السودان وأفريقيا والشرق الأوسط تطورا في مجال التقانة المصرفية لما خُصّ به من تقنية وأجهزة ومعينات وبرامج وحلول تقانية مما كان محل دهشة وإعجاب للكثيرين ممن شاهدوا ذلك أو وقفوا عليه مع الفنيين الذين قاموا بشرح وتوضيح ذلك النوع من الخدمات المصرفية الحديثة. ويبقى المركز الثقافي الذي افتتح ودشن في ذات المساء والمكان شيء آخر. حيث أنه يتوقع منه الكثير في اكمال المشوار للخروج من النظام المصرفي الربوي التقليدي والذي يعتبر بنك فيصل الإسلامي السوداني ومن رافقه في المسيرة بديلاً له.