يمعن أنور أحمد طه النظر بحسرة وأسى على آخر بئر تضخ المياه بمنطقة «سيتراب» في محلية طوكر بولاية البحر الأحمر، ويقول ان 7 من 8 آبار تعطلت ولم تعد تعمل ، موضحا ان آبار سيتراب تزود محليات طوكروسواكن وبورتسودان بالمياه العذبة على مدار العام. وتصطف على مقربة من البئر الوحيدة التي تضخ الماء عشرات من تناكر نقل المياه بانتظار دورها لتحميلها بالمياه، وتجتهد امرأة اربعينية لملء «باقتين» على ظهر بعيرها، ويعتبر تنافسها على الماء فرصة حظ نادرة مع تناكر نقل الماء التي يحتاج الواحد منها ل «30» دقيقة لملء صهاريجها مع سعة ضخ البئر التي لا تزيد عن بوصة ونصف البوصة. وتتناثر عشرات الآبار المتعطلة في محيط سيتراب وتشكل مع أشجار المسكيت النهمة في استهلاك المياه الجوفية علامات جغرافية للمكان، ويمضي المنتظرون وقتهم في غسل ملابسهم والقيلولة تحت ظلال المسكيت. ويقول سائق التانكر «محمود» الذي يعمل على نقل المياه الى مدينة طوكر، انه يبيع برميل الماء ب«5» جنيهات، مشيرا الى ارتفاع أسعار الماء في سواكن وبورتسودان. ويؤكد معتمد طوكر ابراهيم حسين عبدالله ل»الصحافة» انهم يعتمدون على منطقة سيتراب في تزويد المحلية بالمياه، مشيرا الى ان البئر الواحدة تكفي المنطقة واعدا بإصلاح باقي الآبار. من جانبه، يقول معتمد سواكن محمد محمود ، ان منطقة سيتراب تقع خارج الحدود الادارية لمحليته، واقر بانهم يتأثرون بتعطل الآبار، لافتا الى ان سيتراب احد مصادر المياه المهمة لمحليته، وكشف ان الأمطار الشحيحة العام المنصرم أثرت على مخزون المياه بالمحلية . واعلن ل»الصحافة» عن معالجات عاجلة لحل مشكلة المياه، تشمل تنفيذ صندوق إعمار الشرق ، وبناء محطة تحلية مياه جديدة، وقيام هيئة الموانئ البحرية بصيانة محطة التحلية القائمة، ومساهمات بعض الخيرين لحل الضائقة. ويلقي تعطل الآبار بظلاله على اكثر من 150 ألف نسمة من سكان محليات طوكروسواكن وبورتسودان. وفي الضفة الغربية لخور بركة ، وعلى تخوم الحدود الاريترية، يشكو مواطنو «ادوان» من تعطل البئر التي تخدم اكثر من 1500 نسمة هم مجموع سكان القرى المحيطة بالمنطقة. ويقول الشاب العشريني محمود شنقري، ان وابور محطة المياه تعطل قبل أكثر من شهر بسبب عدم المتابعة ، وعطب «بطارية الوابور» ، واوضح انهم باتوا يعتمدون على بئر بعيدة «تتطلب جهدا متواصلا طيلة الليل». ويؤكد مسئول المياه بصندوق إعمار شرق السودان ولاية البحر الأحمر أحمد كاظم، ان الصندوق نفذ وحدة متكاملة في قرية «ادوان» تتكون من مولد كهربائي وطلمبة ضخ وصهريج يسع 25 متراً مكعبا ما يعادل 125 برميلاً. واقر كاظم ل»الصحافة» بتعطل المولد منذ شهر ، واشار الى ان الصندوق مهمته تنفيذ وحدات الماء المتكاملة، بينما تتولى الولاية تشغيل المحطة، لافتا الى تعطل عشرات المحطات بسبب توقف التشغيل، وطالب باعادة تشغيل تلك المحطات لحاجة الريفيين اليها. وكانت الجهات المختصة بشأن المياه بولاية البحر الأحمر اعلنت الاسبوع الماضي عن ضعف امدادات المياه من خور أربعات لشح الأمطار الموسم المنصرم. ويتوقع الاهالي والمهتمون بالمياه تفاقم مشكلات العطش بولايات الشرق الثلاث خلال الاونة القادمة.