يعتبر الغذاء الذي يطلق عملياً على جميع ما يتناوله الإنسان من المواد الجافة من طعام نباتي أو حيواني عضوي أو خلافه ، أو المواد السائلة المختلفة المتمثلة بالماء والمشروبات الأخرى للإنسان، المصدر الرئيسي للطاقة، وبدون هذه الطاقة التي تؤمن للجسم القيام بمختلف العمليات الحيوية اللازمة للبقاء لا يمكن للانسان العيش في هذه الدنيا ويتكامل الغذاء الجيد مع البيئة الصحية في ضمان استمرار وجوده، وبهذاالتكامل النظيف ترقي الأمم او تنزل الي اسفل سافلين وتدهورهما دون المعايير الصحية العالمية يعني مرض الامم وهلاكها، وفي حين تبدو هذه المعايير مهمة وتقدم كبرامج للانتخابات وجذب نقاط التصويت في بلدان العالم المتقدمة وضمان لنجاح المرشح تبدو غير ذات اهمية في بلدان العالم المتراجعة اقتصادياً التي لديها الانسان لا يساوي طلقة رصاصة لحماية حكامها !!!!!! ان الفرد مهما كان موقعه وفهمه لا يسعه الا ان يقف اعجاباً لبرنامج الرئيس الامريكي اوباما في الانتخابات الاخيرة حيث قام برنامجه علي تحسين نظام التأمين الصحي ودارت الآلة الامريكية الضخمة للدعاية للعمل في هذا الاتجاه وفاز الرئيس اوباما بمشروعه وضمن الانسان الأمريكي سلامته من المرض و تمتع بطول العمر في صحة وهناء طالما الدولة تهتم به، وان كانت المقارنة خاسرة مع دول العالم العاشر الا ان هنالك مؤشرا مهما هو انك ايها المواطن المسكين الدولة تهتم بك وان الميزانية مرصودة لتوفير غذاء صحي وماء صالح للشرب لك وسكن يظللك من حر الشمس والعلاج اذا مرضت!!!!! لكن حينما تكون غير ذي قيمة في نظر حكامك فلتأكل السم الهاري وتشرب الدود وتموت وفي نفسك حلم بسرير نظيف في مستشفي عام وممرضة تبتسم وطبيب يعلم ماذا يفعل!!!!! تحدث لي احدهم بأنه اشتري بطيخة من سوق الله اكبر بسعر عال وانهم حينما قاموا بفتحها نفست كما ينفس العجل الكاوتش بصوت ادخل الرهبة والخوف في نفسه فقام برميها وقلبه يتحسر علي ما دفع فيها وتساءل ماذا يمكن ان تحويه تلك البطيخة !!!! وزاد خوفي علي اطفال الكوش الذين يأكلون كل مايرمي فيها فهل عثر عليها احدهم وكانت وجبته الهنيئة في ذلك اليوم !!!! وتساءلت في نفسي هل انضم البطيخ اكلتنا المحبوبة في قيظ السودان وحره الي القائمة السوداء التي ضمت الدجاج المسرطن بالهرمونات والطماطم ذات العيون الكبيرة والبطاطس الذي يمكنك استخدامه كعصا طويلة تتكئ عليها!!! ماذا يحدث حولنا لماذا تغيرت الوان واشكال خضرواتنا بماذا تسقى وكيف تنمو واختفي خضار الموسم واصبح كل المواسم والاسواق مليئة والناس تأكل نهارا لتقضي مساءها في عيادات الاطباء والموت يخيم علينا صباح مساء!!!!!! ان الغذاء يبدو ملوثا!!! يقصد بالتلوث الغذائي أو تلوث الأغذية وصول الكائنات الحية الدقيقة أو أي أجسام غريبة غير مرغوب بوجودها الى المادة الغذائية،حيث يعتبر الغذاء ملوثاً إذا احتوى على جراثيم ممرضة أو تلوث بالمواد المشعة أو اختلط بمواد كيمائية سامة، ويتسبب ذلك في حدوث ما يسمى التسمم الغذائي ، لهذا فإن التلوث الغذائي يأخذ أشكالاً عدة. مما يعجل في ظهور علامات الفساد عليها وبالتالي جعلها غير مرغوبة أو غير صالحة للاستهلاك البشري،وهنا لابد من التنويه الى أن التلوث الغذائي بالجراثيم من أهم أسباب تسمم جسم الكائن الحي والذي يظهر على شكل أمراض تعرف بالأمراض المعدية حيث إن الميكروبات التي تدخل إلى جسم الكائن الحي(الإنسان أو الحيوان) ، تعمل على مهاجمة أنسجة الجسم وتظهر حالات المرض الذي عادة ما يصنف بنوع الميكروبات او البكتيريا التي تغزو الجسم مثل حمى التيفوئيد التي يصاب بها الانسان عند اصابته بميكروب التيفوئيد ،أما التلوث الغذائي الجرثومي ( الميكروبي ) فهو ينتج بفعل تحلل المواد الغذائية بواسطة بعض الأحياء الدقيقة في حالات عديدة منها فساد الحليب ومشتقاته والفواكه وغيرها من الأطعمة. ويعتبر التلوث الغذائي الكيميائي الذي يحدث عند وصول أي مادة كيميائية خطرة أو سامة إلى المادة الغذائية، مما يجعلها ضارة وغير صالحة للاستهلاك ، كما أن تلوث الغذاء بالكيمائيات يؤدي إلى ما يعرف بالتسمم الغذائي الكيمائي وهو ينتج كنتيجة لتعرض الغذاء للمواد الكيماوية مثل المبيدات الحشرية التي تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية وعند رشها بكمية كبيرة يؤدي إلى تعرض المنتجات الزراعية إلى التلوث إضافة إلى ذلك يمكن أن يتعرض الغذاء من الخضار والفواكه إلى التلوث الكيميائي عن طريق الأسمدة الكيميائية. والتلوث الكيميائي للأغذية يحدث بطرق ووسائل متعددة، فهو قد يحدث عن طريق الخطأ والإهمال، أو عن طريق الاستخدام الخاطئ وغير السليم للمواد الكيميائية المختلفة. كما أن الأغذية المحفوظة تتعرض للتلوث الكيميائي بواسطة المواد الحافظة التي تضاف إليها مثل النيترات إضافة إلى بعض المعادن الثقيلة التي قد تحدث بفعل المواد الحافظة او تحلل الأوعية الحافظة لها . ان الحديث عن تلوث الدجاج يبدو اكثر علواً ويغيب الحديث عن تلوث الاسماك في السودان خاصة اسماك النيل الابيض الذي يأتي محملا بكل مخلفات مصانع السكر التي تغزو الولاية وما حالات الانتحار الجماعية للاسماك في النيل بالخرطوم الا دليل علي تلوث أسماك المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي ومخلفات التصنيع في النيل الابيض في مناطق العزوزاب بالخرطوم تتراقص فيه مجموعة الوان واضحة للعيان من التلوث اخضر اسود ازرق احمر!!!! ومنظر الخضر والفاكهة المفروشة على جوانب الطرق في الاسواق المركزية معرضة للتلوث بعادم السيارات واحذية المارة وقذارة الاسواق نفسها تجعلنا نتساءل اين اهل الخرطوم عاصمة حضارية اين العصي والعرضات!!!!!!!! ان عمليات تصنيع الغذاء من خلال إضافة المواد الضارة (الملونات- الحافظات- المنكهات- محليات- و مضادات الأكسدة ) تؤدي الي تلوث الغذاء أو التلوث من العبوة أو الغلاف. ان تحلل الزيوت بالحرارة، او تلوث المأكولات المعلبة نتيجة المواد المستخدمة لحفظها كالرصاص و الزرنيخ و الزئبق و الكوبالت إضافة إلى ملوثات أخرى، و معروف أن معظم تلك المواد تلعب دورا مهما في التسبب بأمراض السرطان ، لذلك تأتي اهمية المتابعة والاشراف اللصيق وليس كما قال احد المسؤولين في جهاز الرقابة علي الأغذية بولاية الخرطوم ان هنالك اماكن لا يمكنهم دخولها ولديها حصانة وتلك الحصانة علي صحتنا؟؟؟ والسؤال هل تصنع تلك الاماكن غذاء ام سلاحا سريا!؟. ان الجهات المسؤولة من عمليات انتاج الغذاء اوتصنيعه عليها ان تراعي ضمان وصول الغذاء للمواطن بصورة سليمة تقيه من المرض والموت وان عملية الاشراف المستمرة ومتابعة كل الخطوات سواء كان ذلك متابعة للعمليات الزراعية وتوعية للمزراعين في كيفية استخدام المبيدات ومنع استخدام المبيدات الخطرة على الصحة و البيئة، إضافة إلى الحد من استخدام الأسمدة الكيمائية و المبيدات الحشرية واستبدالها ب الأسمدة العضويةو المبيدات الحيوية. واستخدام مياه ري نظيفة لري المزروعات و خاصة الخضروات والفواكه وتوفير مياه شرب نظيفة ومنع بيع الأغذية المكشوفة بأي شكل من الأشكال واجراء فحص طبي و مخبري دوري للعاملين في مجالات التصنيع الغذائي و المطاعم و غيرها. ان تطبيق معايير السلامة في الغذاء يجب ان تكون في اولويات اهتمامات الدولة وبها تبقي وتزول وحينما تعجز الدولة عن حماية ما يدخل الي افواه مواطنيها تفقد ضرورة وجودها، فقسم حماية المواطنين ينتفي. والله وكيل الغافلين الصامتين الذين يشقون طوال نهارهم لكي يدخلوا آخر يومهم سموما الي بطونهم اي جحيم عيش نعانيه!!!!!!!