اعترف وزير الدفاع، الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، بوجود سلبيات غير مقلقة للقوات الموالية للجيش وقال ان هناك خططا لتجاوز وتدبر المشاكل المتعلقة بها، قائلا ان تلك القوات ادت ادوارا جيدة، وتعهد الوزير باستعادة منطقتي «مهاجرية ولبدو» بشرق دارفور خلال ايام، وقال ان الجيش على مقربة من البلدتين لخوض معركة فاصلة، بينما وصف مسؤول برلماني رواتب الجنود بالضئيلة ولا تفي بمتطلبات الحياة. وكانت عضوة البرلمان، سميرة المك، اتهمت خلال مداولات البرلمان امس حول بيان لوزير الدفاع، مليشيات باستخدام الاسلحة ضد المواطنين في دارفور واستدلت بما حدث في منجم جبل عامر، وقالت ان الحرب تحصد الاراوح في دارفور ولا تزال مستمرة، وطالبت بفرض هيبة الدولة وانعاش القوات المسلحة التي تعتبر اعرق جيش في افريقيا واعادة تشكيل القوات التي تقاتل في دارفور. واعلن وزير الدفاع في بيان تلاه لاعضاء البرلمان امس ان اللجنة الخاصة بمراقبة «مناطق ما وراء المناطق منزوعة السلاح» غادرت امس للشروع في عمليات المراقبة والتحقق، وقال ان السودان وجنوب السودان عملا على تنفيذ الالتزمات قبل موعدها وهو مؤشر على ان الاتفاق يسير بشكل جيد. وذكر حسين ان اللجنة السياسية الامنية ستغادر الى اديس ابابا في 15 ابريل الجاري لتكوين اللجنة الخاصة بمراقبة مناطق ما وراء المناطق منزوعة السلاح للشروع في اعمال التحقق الميداني ومراقبة عملية الايواء والدعم للحركات المعارضة بين البلدين. وكشف وزير الدفاع عن لقاء تم في جوبا بين رئيس شعبة الاستخبارات ونائب مدير جهاز الامن مع نظيريهما في جنوب السودان خلال الايام السابقة للنظر في الاتفاقيات الامنية ووصف الاجتماع بالناجح والمثمر، وعزا تأخر افتتاح المعابر الحدودية بين السودان وجنوب السودان الى اجراء ترتيبات لوجستية عبر وزارتي المالية والداخلية وتوفير الاموال اللازمة للعملية لانها تتعلق بإنشاء نقاط للجوازات والجمارك. واوضح حسين ان 35 مراقبا من السودان وجنوب السودان وخبراء اجانب شرعوا في عمليات التحقق في المناطق منزوعة السلاح. وتعهد حسين باستعادة منطقتي «مهاجرية ولبدو» خلال ايام، وقال ان الجيش على مقربة من البلديتن لخوض معركة فاصلة وشدد على ان القوات المسلحة ستردع المتمردين في منطقة «جنوب السكة حديد - ابقا راجل» بولاية جنوب دارفور، ورأى ان المتمردين والمرتزقة الى «زوال طال الزمن اوقصر» نسبة لتأمين الحدود مع جنوب السودان وتشاد وليبيا وافريقيا الوسطى. ونقل الوزير في بيانه ان القوات المسلحة اوقفت العمليات العسكرية وكثفت جهودها لتأمين الشاحنات التجارية وادخالها الى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور بعد تناقص قدرات قوات الشرطة، وافاد بأن والي الولاية ابلغهم بضرورة تأمينها قائلا ان الجيش تمكن من ادخال قوافل تجارية بطول 22 كلم ضمت 700 شاحنة محملة بالوقود والغذاء، واوضح انه بمحاولتهم استئناف القتال اضطروا الى حماية قوافل اخرى بطول 35 كلم، ورأى ان عملية حماية القوافل التجارية تعيق عمل القوات المسلحة بعد ان آلت اليها المهمة بدلا عن الشرطة في السابق. وذكر ان القوات المسلحة عززت انتشارها بمناطق امبادر بولاية شمال كردفان لكن بعض المتمردين تسللوا الى منطقة سوق فوجا خلال اليومين الماضيين، وقال ان وزارته تعكف على تعزيز قدرات افراد الجيش وتأهيلهم عبر الخطط العلمية وتحسين الاوضاع المادية ورأى ان رواتب الجنود لا تلبي طموحاتهم. في ذات السياق، وصف نائب البرلمان الزبير احمد الحسن رواتب الجنود بالضئيلة ولا تفي بمتطلبات الحياة، كما ان اتساع جبهة القتال ارغم القوات المسلحة على العمل في ظروف صعبة، وقال ان المرحلة المقبلة تتطلب تكامل الجهود لدعم القوات المسلحة والتنسيق مع الاحزاب والسودانيين لدعم الجيش معنويا. كما دعا عضو البرلمان عبد الله كافي كوكو، الحكومة الى تخصيص جزء مقدر من عائدات النفط لدعم القوات المسلحة لتقوم بمهامها على النحو المطلوب. ووجه عضو البرلمان ابراهيم تمساح انتقادات لاذعة لبيان وزير الدفاع، وقال انه خلا من الاشارة الى هجوم نفذه متمردون في منطقة فوجا بشمال كردفان، مشيرا الى انهم استولوا على 5 سيارات ذات دفع رباعي و26 برميلا من الوقود كما اقتحمت المجموعة المسلحة سجن فوجا واطلقت سراح سجين.