اعلن السودان وجنوب السودان، إنشاء لجنة عليا بقيادة نائبي الرئيسين في كلا البلدين علي عثمان محمد طه وريك مشار تضم في عضويتها عددا محدودا من الوزراء من الجانبين لضمان تسريع تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة ديسمبر الماضي باديس ابابا، بينما وعد سلفاكير بزيارة الخرطوم قريبا. وقال الرئيس، عمر البشير، في أول زيارة له امس الى جوبا منذ انفصال الجنوب، انه يرغب في تطبيع العلاقات بين البلدين، واعلن انه أمر بفتح حدود السودان مع الجنوب أمام حركة النقل والمسافرين، بينما اكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، انه اتفق مع البشير على حل كل النزاعات العالقة وتطبيق جميع اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين. وشددت سلطات جنوب السودان الاجراءات الأمنية في جوبا بمناسبة الزيارة، اذ انتشر أفراد الشرطة في عدة شوارع كما رفعت أعلام البلدين في عدة أماكن عند توجه قائدي البلدين من المطار الى المقر الرئاسي في جوبا. وعقد الرئيسان بجوبا امس مباحثات رسمية بين السودان والجنوب، بحضور الوزراء والمسؤولين والمستشارين من الجانبين. وأضاف البشير «اعادة استئناف ضخ النفط يعد نموذجا للتعاون المشترك، وتم الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء فى شرايين الاقتصاد بالبلدين من أجل رفاهية شعبينا ،وفي هذا المقام أوجه كافة اجهزة الدولة بالسودان والمجتمع المدني للانفتاح على اخوانهم بجنوب السودان حتى يكون اتفاق التعاون واقعا يمشي بين الناس». وقال سلفاكير «هذه اول زيارة للرئيس البشير بعد استقلال جنوب السودان، واتفقنا على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون التي وقعت في سبتمبر الماضي باديس ابابا، واتفقنا سويا ان بعض القضايا تحتاج لمزيد من النقاش ولم نتفق حولها بعد وتحتاج لحوار مثل ترتيبات الوضع النهائى لمنطقة أبيي وتشكيل مجلس منطقة أبيي، وطالبنا ببدء تسديد نصيب أبيي من عائدات النفط المستخرج بالمنطقة، واعطاء الجنوب أيضاً نصيبه من نفط أبيي». واضاف «لم نتفق بعد حول وضع شركة سودابت. . ولكن اتفقنا على مواصلة الحوار لنصل لاتفاق كامل، اتفقنا على استتباب الامن فى المناطق منزوعة السلاح وجعل الحدود مرنة ومفتوحة للناس والبضائع». واكد وزير الخارجية علي كرتي، عقب عودة الرئيس للخرطوم مساء امس ، ان زيارة البشير لجنوب السودان كانت ناجحة جدا، واصفا اياها بالتاريخية، مبينا أن البلدين اتفقا علي تكوين لجنة وزارية عليا برئاسة نائبي الرئيسين في البلدين لاكمال ما تبقى من تنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما ومعالجة القضايا العالقة لاسيما قضية منطقة أبيي، وانفاذ ترتيبات الحدود، وقال ان هناك روحا جديدة بعثت في علاقات البلدين بزيارة الرئيس البشير تمثلت في التزام قيادة البلدين باكمال تنفيذ كل ما اتفق عليه سابقا بالطريقة المثالية. واكد الجانبان في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيسان البشير وسلفاكير عزمهما الصادق علي تنفيذ كافة الاتفاقيات، وعدم العودة لمربع الحرب . وقال البشير، ان السودان ، الذي سار في شوط تحقيق السلام الي نهايته وقبل نتيجة الاستفتاء دون املاء خارجي ،من الاولى ان ينفذ هذه الاتفاقيات، ولا ينتظر الفراغ من المسائل العالقة حاليا، مشيرا الى أن السودان يلتزم في كل الأحوال بما يصل اليه من اتفاقيات. من جهته، اكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أنه قبل الدعوة لزيارة السودان والتي قدمها له الرئيس البشير، واشار سلفاكير ان تحديد زمن الزيارة سيتم عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية وفقا لجدول أعمال الرئيس، واكد ان الزيارات المكوكية بين البلدين لن تتوقف بعد الآن، وقال سلفاكير ان زيارة البشير الي جوبا تؤكد أن العلاقة بين البلدين تسير الى الأحسن، وان ماخرج به الجانبان يؤكد عدم وجود ما يكدرها حيث سارت المباحثات بين الجانبين بصورة جيدة . وأعلن رئيس جنوب السودان استعداده شخصيا للتوسط بين الحكومة السودانية والمتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق باعتبار أنه كان شخصيا هو المسئول عن تدريب كل من عرمان والحلو وهو الذي دفع بهما للمعارك وكانا تحت قيادته المباشرة . ونفي سلفاكير أن تكون لبلاده أية صلة مباشرة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، مبيناً انه طلب من الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم ومن رئيس هيئة الاركان بالحركة قطع أية صلة بين حركته والذين كانوا أعضاء فيها من السودان بعد أن انفصل الجنوب في عام 2011، واكد أن بلاده لا تقدم أي دعم للمتمردين في السودان . وقال سلفاكير انه سيكون مستعدا لأن يسأل ان قامت أي مجموعة مسلحة بمهاجمة السودان من داخل اراضي بلاده، واضاف ان لمصلحة السودان ومصلحة مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق ومصلحة جنوب السودان أن يتوقف القتال وان يسود الاستقرار وانه قد آن الآوان لتجلس الأطراف الي طاولة المفاوضات عوضا عن الاقتتال. واكد الرئيسان البشير وسلفاكير ان جوباوالخرطوم ستستمران في التفاوض وتستقبلان وساطة الاتحاد الافريقي في هذا المجال. وقال البشير ان البلدين سيستمران في التفاوض مع قبول التيسير الذي يقدمه الاتحاد الافريقي عبر لجنة رفيعة المستوى، ولكن يظل القرار حول ما يتم الاتفاق عليه هو قرار تتخذه الدولتان. واكد السودان والجنوب التزامهما الجاد والمخلص بتنفيذ اتفاقية التعاون المشترك التي وقعت في أديس ابابا في 27 سبتمبر 2012م بذات الروح البناءة التي تسود بينهما. وعبر الرئيسان في بيان مشترك صدر في ختام مباحثاتهما عن رضائهما التام عن التقدم في انفاذ كافة بنود مصفوفة انفاذ الاتفاقيات، واشادا بصفة خاصة بالتقدم السلس في تنفيذ اتفاقيات الترتيبات الأمنية والنفط والتعاون بين البنكين المركزيين في البلدين ، ووجها جميع الآليات واللجان المشتركة بينهما للاسراع في تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.