تعتبر محلية تلكوك بولاية كسلا إحدى ابرز المناطق التي تأثرت بالحرب على المستوى القومي، اذ كانت تشكل نقطة انطلاق قوات التمرد، وقد اسهم هذا الوضع المأساوي في نزوح اهالي المنطقة الذين قضت الحرب على الاخضر واليابس من ثرواتهم، وبعد توقيع اتفاقية سلام الشرق الذي وضع أوزار الحرب سارع الاهالي إلى العودة الي ديارهم برغم ان الخدمات كانت صفراً، سواء في مجالات المياه او الصحة او التعليم. وزيارة النائب الاول لرئيس الاخيرة الي ولاية كسلا تضمنت زيارة محلية تلكوك، اذ افتتح فيها عدداً من المنشآت الخدمية، كما ساهمت حالة الامن والطمأنينة التي باتت ابرز ملامح المحلية في استقطاب عدد من الشركات للاستثمار في المنطقة التي تزخر بالكثير من الموارد، كما تم اكتشاف الآثار التاريخية بمنطقة مامان مما جعل المنطقة اكثر جاذبية في مجال السياحة. «الصحافة» ومن أجل إدراك ما يجري بالمنطقة عمدت الى الجلوس لمعتمد تلكوك سيد محمد طاهر سليمان بيتاي، حيث استهل حديثه بالقول إن تلكوك تعتبر من اكثر المحليات التي تأثرت بالحرب، اذ غادر آخر فوج من قوات جبهة الشرق من هذه المحلية. وعن التحولات التي تشهدها المنطقة في مرحلة ما بعد الحرب قال معتمد تلكوك إن أول خطوة كانت تخطيط المنطقة وإخراجها من النمط القروي إلى الحضري، حتى تتمكن الاجهزة المعنية من إدخال الخدمات الأساسية، وقد أسهم المشايخ وقيادات المنطقة والمواطنون في تخطيط المدينة، ولكن واجهت المحلية بعض المشكلات، ولكن بالإرادة القوية وبتعاون بعض الجهات والشركات العاملة بالمحلية تم تجاوز هذه الإشكالات، كما تمت معالجة مشكلة الأيتام الذين تأثروا بالتخطيط من خلال تشييد منازل لهم. وبشأن تجاوز ثقافة الحرب، قال إنه تم وضع إستراتيجية لاحداث التحول، حيث عملوا على إنشاء مراكز للشباب للتدريب والتثقيف والإرشاد في كل المجالات، ومن ثم اتجهوا للدخول في مشروعات التمويل الأصغر وقاموا بتنظيم الأسواق وتأهيلها ودعم التجار لتأهيل هذه الأسواق، ويستهدفون هذا العام «75» دكاناً، وتم افتتاح «46» دكاناً على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية.. وتم أيضاً افتتاح جامع تلكوك إلى جانب «6» جوامع أخرى، كما اهتمت المحلية كثيراً بالتعليم ولديهم الآن حوالى «45» مدرسة منها «7» للبنات على مستوى المحلية، ولأن المنطقة تأثرت كثيرًا بالحرب فقد تم اعتماد مستشفى كبيراً ليكون مرجعياً للمنطقة من قبل حكومة الولاية. وبشأن الطريق بين كسلا وكركون وتلكوك بطول «50» كيلومتراً فقد أنجز 50% منه، وفي مجال المياه كانت هناك مشكلة حقيقية خاصة في رئاسة المحلية بسبب مشكلة المسكيت الذي يمتص المياه، وقال إننا عملنا على تنظيم نفير ثابت يومي السبت والأحد من كل أسبوع لمكافحة وإزالة آفة المسكيت، وهناك منظمة ألمانية موجودة لديهم تعمل في مجال مشروعات حصاد المياه التزمت بتوصيل كامل لشبكة المياه خصوصاً أن مصادر المياه متوفرة بالمحلية، وقد حصلت المحلية على دعم قطري عبر اتفاقية الشرق، كما تمت إقامة قرية نموذجية داخل محلية تلكوك عبر هذا الدعم القطري مكتملة الخدمات والمؤسسات. وتعمل المحلية بشكلٍ كثيف لتجميع القرى، حيث تم تجميع بعض القرى في قرية قدماي المسجد وقرية قدماي الآبار ومندويت ومنطقة خشم تاداي، وجاءت فلسفة تجميع القرى لتوفير الخدمات، وقد وجدت هذه الفكرة تجاوباً كبيراً من قِبل المواطنين، لأن الحرب كانت هي السبب المباشر في عدم استقرار هذه القرى. ويذهب سيد محمد طاهر سليمان بيتاي معتمد تلكوك إلى أن المنطقة مبشرة بإنتاج المعادن، مشيراً الى برنامج للتعدين عن الذهب، إذ توجد الآن شركتان تعملان في مجال التعدين، وهما شركة كمبال وشركة كسلا للتعدين وهي شراكة بين كسلا وشركة صينية أخرى للتعدين، وهنالك أيضاً شركة المحاميد العاملة في مجال الرخام، وهنا لا بد من الإشادة بالشركة الصينية التي دأبت على تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين بمنطقة تلكوك، كما أنها التزمت بتوصيل الكهرباء من الشبكة القومية لمسافة «100» كيلومتر، وأقرب مدينة لمحلية تلكوك هي مدينة أروما. والمحلية تعتمد في مواردها على التجارة، لأن هناك محاجر كثيرة، والأمن هنا بالمحلية مستتب، كما أن هناك إنتاجاً مستقبلياً للأسمنت في منطقة مامان.