٭ منذ أكثر من «01» سنوات ظل يردد بعض قادة المؤتمر الوطني ان الحزب لا يدعم بعض منسوبيه الذين يترشحون للمؤسسات والاندية الرياضية، وان اي مرشح يتقدم بصفته الشخصية، هذا الحديث كرره السيد والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر وورد في «الصحافة» بتاريخ 11 أبريل الحالي، وجاء الخبر على النحو التالي: «أكد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أنه كرئيس لحزب المؤتمر الوطني بالولاية يمنع أي شخص من أن يترشح باسم المؤتمر الوطني لانتخابات الاندية الرياضية بما فيها ناديا الهلال والمريخ، تأكيداً على مبدأ اهلية وديمقراطية الحركة الرياضية كنشاط جماهيري لا علاقة له بالسياسة، وقال ذلك امام اجتماع مجلس وزراء ولاية الخرطوم أمس». ٭ لا أود هنا الدخول في جدل حول ان الرياضة ولج بابها بعض السياسيين من أجل تحقيق مكاسب حزبية باعتبار جماهيرتها الطاغية، ولكن واقع الحال يحدث عن أن معظم الاتحادات الرياضية يقودها بعض منسوبي حزب المؤتمر الوطني، وهنا أبدأ بأم الاتحادات اللجنة الاولمبية التي يترأسها الأستاذ هاشم هارون عضو المؤتمر الوطني الذي شغل قبل مجيئه إلى اللجنة الأولمبية مناصب عديدة في ولايات السودان المختلفة «معتمد، وزير ولائى». اما في اتحاد كرة القدم فإن معظم الذين تنافسوا في انتخاباته نجدهم من المؤتمر الوطني، واذكر في عام 4002م عندما أعلنت مجموعة الفريق الطيب عبد الرحمن عن برنامجها الانتخابي من خلال مؤتمر صحفي عقد بنادي ضباط الشرطة، أن أحد الصحافيين وجه سؤالاً لمرشح أمانة المال من المجموعة الاستاذ عبد الرحمن إسحاق، والسؤال كان على النحو التالي: هل المجموعة تنتمي لحزب المؤتمر الوطني وهل تجد الدعم منه؟ وحينها رد عبد الرحمن إسحاق قائلاً: إننا ننتمي للمؤتمر الوطني ولكن لا يدعمنا وتقدمنا للترشح لأننا رياضيون ونسعى لخدمة الرياضة. وواصل إسحاق حديثه بأن الانتماء للمؤتمر الوطني لا يمنع الشخص من الترشح للمناصب الرياضية، وان المجموعة الأخرى المنافسة لنا يقودها الدكتور شداد وهو عضو مجلس شورى بالمؤتمر الوطني. ٭ هكذا كان رد الأستاذ عبد الرحمن إسحاق، وتنافست القائمتان الاولى بقيادة شداد والثانية برئاسة الفريق الطيب، وكلاهما في ذلك الوقت ينتسب للمؤتمر الوطني. ٭ حالياً يقود الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور معتصم جعفر الذي انتسب قبل سنوات لحزب المؤتمر الوطني، وكان ينتمي للحزب الاتحادي الديمقراطي ان لم تخني الذاكرة، المهم هو حالياً نائب بالمجلس الوطني من حزب المؤتمر الوطني. ٭ اذا انتقلنا للاتحاد الرياضي الثاني من حيث الحجم بعد كرة القدم وهو اتحاد العاب القوى، نجد ان رئيسه هو الاستاذ بدوي الخير ادريس عضو المؤتمر الوطني الذي فاز في انتخبات اتحاد العاب القوى العام قبل الماضي. ٭ أما إذا عرجنا على الاتحاد السوداني للكرة الطائرة فإن رئيسه هو الأستاذ الحاج عطا المنان وهو قيادي بالمؤتمر الوطني، وكذلك اتحاد كرة السلة رئيسه هو الاستاذ اسامة فيصل السيد وهو من شباب المؤتمر الوطني، واذا انتقلنا لاتحاد السباحة نجد أن رئيسه هو السيد غلام الدين عثمان، وكذلك في الفروسية وسباق الخيل وفي منشط الاسكواتش فإن الذي يتولى قيادته الاستاذ محمد ميرغني، وفي تنس الطاولة الاستاذ عبد الرحمن السلاوي. ٭ الشاهد أن معظم الاتحادات الرياضية السودانية يتولى امرها حالياً اساتذة كرام من حزب المؤتمر الوطني، وهنا أيضاً لا أود الحديث عن دخول الأحزاب وتسابقها من أجل قيادة الاتحادات والمؤسسات الرياضية، وانما اود التطرق الى نقطة مهمة وهي ماذا قدم هؤلاء للمناشط الرياضية التي تولوا أمرها، وهل استفادت من وجودهم وتقدمت وتطورت أم ظلت في مكانها أو تراجعت؟ كل هذه الاسئلة اجاباتها واضحة، وهي ان معظم المناشط الرياضية ومنها التي سعت بنفسها لاقناع بعض المسؤولين الذين ذكرتهم لقيادتها لم تستفد من اولئك القادة، إذ مازالت تعاني خصوصاً من النواحي المادية، ولأدلل على حديثي هذا فإن بعض اهل كرة السلة وفي ظل غياب المال سعوا لإقناع بعض المسؤولين من الذين ينتمون لحزب المؤتمر الوطني لقيادة اتحاد السلة حتى يجد الدعم المطلوب ويستطيع انجاز مشروعاته، ومنها تآهيل الملعب بمجمع طلعت فريد للالعاب الدياضية وتسيير النشاط واقامة البطولات بالصورة المطلوبة، وبالفعل تولى قيادة الاتحاد السوداني لكرة السلة في السنوات الماضية ثلاثة من القيادات التي لها وزنها، ولكن للأسف فإن المتابع لكرة السلة يجد انها لم تستفد شيئاً، بل تراجعت كثيراً سواء من حيث البنيات الاساسية او المستويات الفنية. ٭ اتحاد العاب القوى الذي يترأسه الأستاذ بدوي الخير ورغم الجهد المبذول فيه، الا انه مازال يعاني من شح المال، الامر الذي انعكس سلباً على المنتخب الوطني الذي يعسكر أفراده بمقر المعسكرات بسوبا، وما مطالبات متعهد الوجبات بحقوقه المادية الا دليل على ذلك. ٭ الاتحاد السوداني للكرة الطائرة الذي يترأسه المهندس الحاج عطا المنان نجح في استضافة «تظاهرة» إدارية إفريقية، ولكنه فشل في إنشاء صالة بمواصفات دولية يمارس فيها نشاط الكرة الطائرة، اذ مازال السودان لا يستطيع استضافة أيٍ من البطولات بل المباريات الدولية، لعدم وجود ملعب للكرة الطائرة بالمواصفات الدولية، ومازالت فرقنا تعتذر عن المشاركات، إما بسبب المال أو بسبب عدم توفر الملاعب الصالحة بالسودان. ٭ أما منشط السباحة الذي يتولى امره الاستاذ غلام الدين عثمان فحدث ولا حرج، إذ مازال اتحاد السباحة القيم على منشط السباحة في كل انحاء السودان لا يملك مسبحاً واحداً لإقامة بطولاته فيه. ٭ هذا قليل من كثير عن مناشطنا الرياضية وأوضاعها المتأخرة في ظل قياداتها الحالية. ٭ يا أهل الرياضة المناشط الرياضة تحتاج إلى وقفة الجميع، وقبل ذلك اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، لا السعي وراء ممن يعتقد أن بنفوذه وسلطته يستطيع أن يقدم وييسر الأمور، فهذا وحده غير كافٍ لقيادة مناشطنا الرياضية في دروب التطور والتقدم. «ونواصل».