عقب إعلان نتيجة شهادة الاساس بولاية الخرطوم صباح امس الاول، انداحت فى البيوت السودانية أجمل عبارات التهانئ للطلاب المتفوقين، وحمل الينا أثير المذياع الأغنية الوحيدة التى تعبر عن المناسبة «مبروك النجاح» كلمات بشير محسن وألحان نبيل مراد وأداء الفنانة الراحلة أمانى مراد التى غيبها الموت عام 2006م، ومن اشهر اغنياتها «بلقى الدنيا فرحة» و «نور السعادة» و «بكرة تكبر». وهذه الأغنية تقودنا للحديث عن قلة الغناء الاجتماعى والاعمال الفنية الخاصة بالمناسبات، ولا يحظى هذا النوع من الغناء باهتمام المغنين رغم أهميته، فى حين يحتل الغناء العاطفى نحو 90% او اكثر من جملة المنتج الغنائى السودانى، ويليه الغناء للوطن ثم للطبيعة، وهذا الأمر يستوجب الانتباه، وقد حان الأوان لقلب هذه المعادلة والخروج من دائرة الغناء العاطفى إلى فضاءات الغناء الاجتماعى والمناسبات التى فيها متسع رحب للإبداع الذى يلامس اشواق مختلف الشرائح، ومن المخل ألا تجد فى مكتبة الاغنية السودانية الا اغنية واحدة مثل رائعة التاج مكى «ليلة ميلادك يا حبابها» تصلح لأن تغنى للاطفال فى اعياد الميلاد، وللعيد يغنى فقط الذرى ابراهيم عوض «يا عيد تعود يا عيد». والجيل الحالى من المطربين الشباب هو المعنى الأول بالخروج من عباءة الغناء العاطفى والاتجاه نحو الغناء الاجتماعي، من خلال نصوص تحارب الظواهر السالبة وتسلط الضوء على القضايا الملحة للشباب والمجتمع، وإنتاج أغنيات تفتح آفاقاً جديدة للأغنية السودانية، وترسخ مفاهيم ودور الفنان الرسالي وتفاعله النابع من هموم وأوجاع وأحلام الناس اليومية، لأن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة للتنوير وتشكيل الرأي العام ونشر القيم الفاضلة وتلبية الاحتياجات الحقيقية للمتلقى الذى يحتاج إلى أن يروح عن نفسه ساعة ويجد ساعات، ولنغنِ لمحاربة المخدرات والإيدز والبطالة والسلوكيات الاجتماعية والاقتصادية والرياضية السالبة. [email protected]