*وبعد أن قرر التنحى « وتسليمه للسلطة سلميا » مجسدا بذلك الزهد وضاربا المثل الأعلى ومؤكدا على أرقى أنواع وثقافات ومبادئ العمل المؤسسى وهو الاستقالة الجماعية « فى زمن من الصعب أن يتخلى فيه صاحب منصب بسهولة وبارادته »، فيتوجب على كافة المهتمين بمنشط كرة القدم فى السودان والمريخاب على وجه الخصوص أن يحفظوا هذا الموقف التاريخى والنادر لرجال المجلس المريخى، وعلينا جميعا أن نحييهم ونشيد بالقرار الذى اتخذوه والخاص بتنحيهم وركلهم للمناصب بعد أن وصلوا الى قناعة الرحيل لأسباب عديدة - استقال أعضاء مجلس المريخ برغم أنه كان بامكانهم البقاء حتى انتهاء فترة انتخابهم ولا توجد قوة فى الأرض تستطيع أو تجبرهم على التنحى، فهم أتوا بالباب وبارادة ورغبة أعضاء النادى المعتمدين و المعترف بهم و الذين يملكون شرف الانتماء الحقيقى للمريخ « أعضاء الجمعية العمومية المستوفين لشروط العضوية و المسددين لاشتراكاتهم » . *صحيح أن المريخ تعرض لهزة عنيفة وعاصفة جعلته يتعثر ولكن الحقيقة تقول ان السبب الرئيسى فى عثرة المريخ « فنى وليس ادارى » بمعنى أن مجلس الادارة اجتهد وسعى وأوفى وأدى كافة واجباته وبالزيادة ولم يقصر فى شئ ولكن الذى خذل القاعدة ونسف الاستقرار وحول التفاؤل الى تشاؤم وأطاح بالأحلام ووضع حدا للطموحات هو الفريق فهو الذى خذل القاعدة وظهر بشكل أقل بكثير من المتوقع ولم يقدم المردود الذى يوازى الجهود الكبيرة التى بذلت فى دعمه وتحضيره وتجهيزه واعداده، حيث جاءت عروضه متردية وهزيلة ونتائجه ضعيفة وسيئة، ويكفى أنه خسر 4 مباريات « مرتين من بطل أنغولا ومن أهلى شندى والخرطوم الوطنى » وتعادل مرتين « أمام الهلال وهلال كادقلى » من جملة 10 مباريات أداها خلال الموسم و هو فى بدايته وحتى الانتصارات التى حققها المريخ فقد جاءت ضعيفة ولم يصاحبها الأداء المقنع وهذا ما لم يعهده أنصار الأحمر فى فريقهم ، فضلا عن ذلك فقد خرج أكثر من 6 لاعبين من « الخدمة » على رأسهم « مصعب عمر - نجم الدين - سعيد - ومعهم الثلاثى الأجنبى موانزا - سليمانى و مكسيم يضاف اليهم الحضرى » ونتيجة لهذا الاهتزاز فقد كان من الطبيعى أن يكون الناتج هو خروج الفريق من البطولة الأفريقية منذ أول مشاركة له ومنذ الدور ال « 32 » ومن ثم يتأخر ترتيبه فى جدول الممتاز - فالخلل الذى أصاب المريخ والمرض الذى انتشر فى جسده وعطل مسيرته السبب الرئيسى فيه الجانب الفنى والمسئول الأول عنه والمباشر هو المدير الفنى للفريق الكابتن محمد عثمان الكوكى - وهنا لابد لى أن أعيد فقرة من زاوية نشرتها فى هذه المساحة عقب مبارة المريخ وهلال كادقلى فقلت « وضح أن الكوكى لن يفيد المريخ ولن يضيف له أى جديد وسيقوده للهلاك وهو يستحق أن نطلق عليه صفة « خازوق » لقد أشدنا بهذا المدرب فى البداية واستبشرنا به خيرا ولكن وضح من بعد ذلك أنه متواضع الامكانيات ويفتقد للفكر التدريبى المطلوب وهو أقل من أن يدرب المريخ قياسا على خبرته المتواضعة وعدم قدرته على التعامل مع اللاعبين والفرق الكبيرة - صحيح أنه نجح مع الأهلى شندى ولكنه لم يتوفق مع المريخ وفى استمراره ستحل الكارثة وان كان مجلس الادارة جاد فى تطوير وتقدم الفريق والمحافظة على استقرار النادى ، وان كان المجلس يرغب فى تحقيق طموحات الأنصار فعليه أن يعفى هذا المدرب سريعا ويبحث عن اخر - ففى وجود الكوكى لن يتقدم المريخ ولن يتطور وسيتعثر ويتدمر وينهزم ويخرج من البطولة الأفريقية مبكرا، وسيفقد المنافسة على اللقب الممتاز - فهو مدرب متردد يفقد القدرة على اصدار القرار ويكفى أنه لم يصل الى تشكيلة ثابتة حتى اليوم برغم أن الفريق لعب أكثر من 12 مباراة رسمية وودية ومازال يلجأ للتجريب والتنظير واعادة التوظيف برغم أن المنافسة بدأت واللعب الرسمى لا يستحمل التجريب - وان صبر المجلس وأصر على استمرار الكوكى فمن المؤكد أنه سيدفع الثمن حيث ستندلع ثورة الغضب بسبب تردى الفريق وانهيارة وتدهوره ومن ثم النتائج الضعيفة والخسائر ولا نستبعد أن تطالب الجماهير برحيل المجلس وسيجد أعضاؤه أنفسهم مضطرين ومجبرين على المغادرة بالاستقالة وليس بخاطرهم بعد أن يحملهم المريخاب مسئولية اضعاف المريخ والصمت والفرجة عليه وهو يقترب من « أحمد شرفى» وسيكون المجلس فى نظر الكل مخطئا من واقع أنه المسئول ولا نستبعد أن تلجأ الجماهير لاستخدام أساليب العنف والهتافات غير اللائقة بالتالى يجب على مجلس المريخ اختصار المسافة وتوفير الزمن وقبل أن يقع الفأس على الرأس وتحل الكارثة فيجب عليه اعفاء هذا المدرب فورا هذا ان كان أعضاء المجلس لديهم الرغبة فى الاستمرار ويريدون الخير للمريخ وحريصين عليه لا سيما وأن المريخ أمانة فى أعناقهم »، كتبنا هذا « ونعيده بالحرف دون حذف أو اضافة » عقب مباراة المريخ وهلال كادقلى وبالطبع لا نعلم الغيب ولكن نستقرئ الواقع من منطلق متابعتنا لحقيقة ما يجرى فى المريخ وما توقعناه حدث « وبالكربون » - فقد صمت المجلس على الكوكى وهو يمارس الفلسفة والتنظير ولم يتجرأ حتى باستدعائه والتحقيق معه لمعرفة أسباب التردى وموضع الخلل وصبر عليه « بحجة ميتة ونظرية بالية وتنظيرات لا أساس لها مثل - يجب أن نمنحه وقتا اضافيا ومزيدا من الفرصة ونجيب منو وعلينا أن نصبر عليه - فقد فضلوا الصبر على الكوكى وأعطوه الفرصة وهاهم يدفعون ثمنا غاليا. *وفى اعتقادى الشخصى أن الكوكى هو الذى تسبب فى اهتزاز الوضع الادارى وعجل برحيل المجلس وبالطبع فان جاء مردود الفريق طيبا ومثاليا وحقق النتائج المرجوة التى تساوى الصرف الذى تم فى الاعداد فان الاستقرار كان سيكون هو سيدا للموقف - فالمريخ فى النهاية هو مجتمع وفريق كرة قدم و« مافى حاجة تانية » ووضعية الفريق ونتائجه هى التى تتحكم فى اتجاهات قاعدته سلبا أو ايجابا فان كانت جيدة فان ذلك يعود بالاستقرار وان جاءت سيئة فالنتيجة هى كما حدث الان. *وبرغم كل ذلك فاننا نحمد لمجلس المريخ قراره بالتنحى وعلينا أن نثنى ونشيد بخطوة الرحيل الجماعى وافساحه المجال لاخرين ليس ضعفا ولا احساسا بالفشل بل أن الظروف « عاكست ولم يحدث التوفيق » ونعترف لأعضائه بأنهم اجتهدوا كثيرا وتحملوا فوق طاقاتهم وبذلوا كل ما فى وسعهم وطرقوا كل الأبواب من أجل توفير المعينات وتحملوا « ظلم ذوى القربى وأذى الشامتين والأعداء والحاقدين » ولم يئنوا أو ينهاروا بل قابلوا كافة الصعاب و التحديات التى واجهتهم بكل قوة وجلد وصبر وصمود وهاهم يترجلون عن المقاعد لينفوا عن أنفسهم تهمة « الكنكشة » - لم يقصروا لكن الظروف اختلفت وقالت لا. *فى سطور *الوضع القادم فى المريخ يتطلب وجود الثنائى « محمد جعفر قريش و الكابتن عادل أبوجريشة » فالأول خبير فى العمل الادارى وله القدرة والفهم والخبرة والفكر الذى يجعله قادرا على التعامل مع أى موقف. أما أبوجريشة فهو يعتبر رجل المرحلة و العنصر الاستراتيجى المهم الذى لا بديل له ولا غنى عنه ، ونرى أن اللاعبين فى أشد الحاجة لوجود شخصية لها الخبرة والمعرفة والتمرس والهيبة وهذه تتوفر فقط لدى الكابتن عادل فهو « كورنجى وحبرتجى » يعرف كل خبايا وأسراراللعبة وطبائع اللاعبين وكيفية تهيئتهم نفسيا » - نرجو أن « لا يركبوا رؤوسهم ويعاندوا » فمصلحة المريخ تتطلب وتقتضى وتحتم وتفرض وجود الأخوين قريش وأبوجريشة فى التوليفة القادمة . *لم يجد المريخ صعوبة فى تخطى الموردة وكان أمامه أن يحسم النتيجة منذ الشوط الأول حيث وجد كل من الباشا والعجب ورمضان 4 سوانح سهلة وأى منهم كان فى حالة انفراد كامل بالمرمى ولكن......... * مستوى اللاعب أمير كمال يسجل تدنيا ملحوظا وبات احدى نقاط ضعف الفريق لا سيما وانه يلجأ للفلسفة والتمرير العرضي الخاطئ ولا يؤدى مهام لاعب المحور - فقد استحق لقب أقل اللاعبين عطاء وأضعفهم مردودا فى مواجهة أمس الأول وكان لا يستحق البقاء فى الملعب . *التبديلات فى المريخ اصبحت تتم بتوجيهات وصيحات الجمهور برغم أن هناك مدربا ينال بالدولار. *من الطبيعى أن تتحطم نفسيات ومعنويات موانزا وسليمانى فى ظل اصرار الكوكى على ابعادهما. *ان كان جمال الوالى يسعى للنجاح وراغب فى تحقيق طموحات أنصار المريخ فأول قرار يحب أن يصدره هو ان « يقول للكوكى مع السلامة ». *صحيح أن ضفر تألق فى مباراة أمس الاول. ولكن الذى كان أكثر تألقا هو كابتن هيثم مصطفى بالتالى كان أولى بالنجومية .