: ثمة تراكيب ومكونات ابداعية عند الفنان الطيب عبد الله جعلت الكثيرين من المعجبين هاموا بفنان وتغنوا بأغنياته ففي أغنياته شعاع وجداني يقول انها من منابع الفنون والغناء بامتداد إرث حضاري وغنائي وكأن النشيد يتشكل معه وبرغم غيابه الطويل عن الوطن والعودة أخيرآً إلا انه وجد أن صدى أغنياته مازال يتردد مع الشاعر عز الدين هلال:- دروب حبك مشيتها براي أتوه من غنية لي غنية رجيتك ومضه في دنياي وقلت هواك بالدنيا وبان لي فيك أمل ضواي وكان لقيتك منية وجيت شايل هواك معاي أصبر نفسي باللقيا وتاريك كنت يا جاير تمهد للفراق عنية والعلاقة بين المغني والمستمع تقوم على حب المستمع لكلمات الأغنية مع اللحن والأداء والطيب عبد الله ظل صوته هويته لأن صوته نادر لذلك أغنياته فازت بحب المستمعين واحتلت مساحات واسعة في وجدانهم من مسكينة المحبة مع رفقة الشاعر الصادق الياس:- راح زمان كان ليك مكان وكنت أقرب مني لي وفجأة اتغيرت أنت ورحت تتكبر علي وعلاقة الفنان الطيب عبد الله بالكلمات إنه يكتب الأشعار أو ينتقيها بحسه الفني الرفيع ومسكينة المحبة هي من ألحانه وأغنية واحدة لحنها له الموسيقار الفنان العاقب محمد الحسن وهي من كلمات محمد الجندي ولقد صارت لوحة من لوحات الغناء السوداني:- يا المصيرك تنجرح بالسلاح البيه مرة جرحتني أنا كنت بمشي على أمل كان سراب كان بيه يوم فرحتني أنا عشت بي طول الزمن على وهم بان لي من بعيد الليلة بدفع في التمن من راحتي من عمري الوحيد أنا أصلو أيام وانتهن ما أظن أرجع من جديد وأجد أن اجادة الغناء لدى الفنان الطيب عبد الله تفتح مساحات على نفوس طيبة تحمل حنية وشوقا وهمسا وذكريات وأماني، لذلك سطر ودوزن وغنى الطيب أماني:- كيف هان عليك يا حبيب تنساني وتنسى عطفي عليك وحناني سيب الخصام وتعال صافيني يا حبيب الدنيا أماني صابر وحيد سلواي أحزاني ظلمك علي يا ضنين أبكاني أنا في جحيم قضيت أيامي عطفك علي لمتين حرماني والأماني عند الفنان الطيب عبد الله فهم عريض لتاريخ الأغنية السودانية المسكونة بالشجن والعذاب والأمنيات يتداخل فيها الانساني الشعوري الوجداني الذي تتجاذبه المضادات في صور فنية هي الأغنية التي يشدو بها الفنان في حله وترحاله في معبر تعابير العاشقين للمنابع وللغناء من محطات الزمن الجميل في حضرة واحتضار الحب النبيل، والناس ترحل مع النجيمات البعيدة والشاعر والفنان والملحن الطيب عبد الله سهران في:- سهران بهاتي أنا طول الليل بهاتي على الحبيب الراحل وزايد نار فؤادي سهران بهاتي أنا قلبي ليك سلمته سلمته ليك وأنت ما رحمته ونجد أن الفنان يكتب القصيدة بإيقاع اللحن ومع ذلك كان دائماً في رحلة بحث عن الكلم الجميل امتدت امتداد مسيرته الغنائية التي امتدت لنصف قرن من الزمان جمل فيها عوالمنا وملامحنا وملامح الشخصية السودانية وهو يقطف أجمل الزهور والكلمات من بستان الشاعر الدكتور عز الدين هلالي في يخلق من الشبه أربعين:- لقيته واقف منتظر تشتاق عيوني لطلعته نفس الملامح والشبه والوقفه ذاته ومشيته واللفتة والتوب والقوام أوصاف حبيبي وروعته تاريه يا قلبي الحنين راجينا بي شوق السنين يا ربي واقف من متين لكن آه يخلق من الشبه أربعين فالفنان الطيب عبد الله أغنيات تعالج النفوس وتغسل الدواخل لأنه يرسمها بإحساس فنان مرهف وبحنية لذلك نظل نرتوي دائماً من نبع الحنان الذي يكتبه ويلحنه ويغنيه:- يا غالية يا نبع الحنان يا درة يا ست الحسان أنا حبي ليك فاق الظنون واخلاصي باقي مع الزمان خليني جنبك يا حبيبة قبلما تقولي الوداع خليني أنسى عذاب سنين قضيتها بين هم وارتياع والأغنيات عند الفنان الطيب عبد الله ابداع فنان راهن على أن ينغمس في بحر الابداع بمسؤولية فنية لذلك أطلت بصماته في أغنية السنين بتميز جعل نجوميته في وجدان من استمعوا للسنين:- قالوا لي أنساه وأمسح من خيالك ذكرياته وأنسى كل الماضي وأبعد من طريقه وعن حياته فات وخلاك لي الزمن وضاعت أمالك سدن ليه تحن من تاني ليه وليه تفكر في صلاته وكلما المستمعين تمر بيهم محنة أو عاصفة عاطفية فإنهم تلجأون لأغنيات الطيب كمتكأ مما جعل صدور الناس دفاتر أشعار لأغنيات الطيب بضمير إنساني تناول الأبيض ضميرك كواحدة من الأغنيات سطرها اسحق الحلنقي:- إنت يا الأبيض ضميرك صافي زي قلب الرضيع في كلامك في ابتسامتك أحلى من زهر الربيع وصداقة الكلمة والنغم تتجسد عند الفنان الطيب عبد الله في روعة التطريب في أيامي الخوالي:- أيامي الخوالي شفت الوحشة فيها خالية رتيبة تمشي والليلات شبيها تطفي شموع شبابي وتسهر ما عليها فالفنان الطيب جمل ليالينا ورسم في ذكرياتنا صوراً للفن وللوفاء وللأمل وللحزن والفرح، ورسم اسمه وكتبه في خريطة الغناء السوداني وفي قلوب كل السودانيين في أي بقعة من بقاع الأرض، وتسامى وابدع أرض الحبيب مع الشاعر مبارك المغربي:- يا أرض الحبيب كم لي فيك غرام هابي على طيب من ذكراك دوام والطيب عبد الله فنان مبدع من مبدعي بلادي عشنا معه عذابات الغناء في الغاريك جمالك وليل الفرح مع الشاعر محمد عبد الله سليمان:- عود لينا يا ليل الفرح داوي القليب الانجرح ويتنقل بنا الطيب عبد الله في محطاته الغنائية متعه الله بالصحة والعافية، وأتمنى أن يلحن لفنانين آخرين حتى تتواصل تجربته الثرة في الغناء، وتمتد ابداعاته وأنت عارف اني بحبك وكل مناي تبقى معاي وتبقى معانا شدوا جديدا.