تقرير : هند رمضان : مابين الحين والاخر تتبادل حكومتا السودان وجنوب السودان الاتهامات حول دعم التمرد في البلدين الي ان رهنت الخرطوم اخيرا تصدير نفط جوبا عبر موانئها وتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع الموقعة بين البلدين بأن توقف الاخيرة دعمها للحركات المسلحة ، في وقت يترنح فيه اقتصاد البلدين ويشهد اعلي معدلات التضخم ، ويري مراقبون ان الوضع لايحتمل المشاكسات والاتهامات القائمة بين البلدين ويجب ان تخلص النوايا حتي يتم تجاوزها خاصة بشأن النفط. وقال وزير النفط عوض الجاز ، ان نفط الجنوب سيعبر الأنابيب السودانية الى موانئ التصدير ولن يتوقف اذا التزمت جوبا بالتنفيذ الحرفي للاتفاقيات مع الخرطوم، وعبر عن امله في انسياب النفط الى ميناء بورتسودان بالتزامن مع تنفيذ اتفاقيات التعاون التسع بين البلدين ، وتعهد برفع انتاج السودان الى 150 ألف برميل يومياً بنهاية العام . واكد الجاز في برنامج مؤتمر اذاعي الذي بثته الاذاعة السودانية امس الاول ان الخرطوموجوبا وقعتا على 9 اتفاقيات للتعاون معرباً عن أمله في عدم الإخلال بأي اتفاق حتى يتمكن جنوب السودان من استئناف التصدير عبر الاراضي السودانية، قائلا ان البترول مضى ونرجو الايتوقف وتابع « الحكومة تنشد السلام اذا التزمت جوبا حرفيا بالاتفاقيات فإن نفطها لن يتوقف» . من ناحيته، توقع سفير دولة جنوب السودان فى الخرطوم ميان دوت وول ، أن يصل نفط الجنوب إلى موانئ التصدير خلال أسبوعين ، وقال ميان إن بلاده تتوقع أن تصل أولى شحنات النفط إلى ميناء التصدير السوداني في منتصف يونيو بينما يواصل البلدان تنفيذ اتفاقيات نفطية وتجارية بالرغم من اتهامات جديدة من الخرطوم بشأن دعم المتمردين وعلي الرغم من ذلك فإن الاجتماعات الثنائية تجري كالمعتاد لتحديد تفاصيل اتفاقيات النفط والتجارة وأمن الحدود التي جرى توقيعها في مارس الماضي ، وتوقع أن يصل النفط يوم 13 أو 14 أو 15 إلى بورتسودان. وأضاف ميان أنه سيجري تحميله على السفن في 20 يونيو ،موضحا أن الدولتين أصلحتا مشكلة فنية في محطة ضخ بمنشأة تصدير سودانية كانت قد أجبرت جنوب السودان الأسبوع الماضي على خفض الإنتاج إلى النصف ليبلغ 105 ألف برميل يوميا . وكانت وزارة الخارجية قد اكدت ان تعثر نقل البترول بسبب مشاكل فنية بحته وليس قراراً سياسياً ، وقالت انها فوجئت بالاتهامات الصادرة من حكومة جنوب السودان علي اعلي مستوياتها لكونها اعتقدت ان الخرطوم اوقفت انسياب النفط وفقا لقرارات سياسية . كما ان وزيري النفط في دولتي السودان وجنوب السودان، الدكتورعوض الجاز، واستيفن ديو داو،طالبا الفنيين بتسريع الخطى لتصدير النفط عبر ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في أقرب وقت ممكن وأمن الوزيران في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات ،على عدم وجود أية عوائق تعترض سير تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية، واكد عوض الجاز أن المعالجات الفنية قطعت شوطاً بعيداً وأن بترول دولة جنوب السودان في طريقه الى التصدير عبر الموانئ البحرية السودانية . وقال الجازان ضخ النفط من فلج الى الجبلين لم يتوقف ، لافتا الى ضرورة استيفاء النفط الذي يدخل الأنبوب في الجبلين المواصفات والشروط العالمية، وأضاف أن تنفيذ اتفاقيات التعاون المبرمة مع دولة جنوب السودان بأديس أبابا لحزمة واحدة يعتبر رصيدا لاستمرار العلاقات بين البلدين . وأوضح أن المعالجات الفنية قطعت شوطاً بعيداً وأن نفط جنوب السودان في طريقه الى التصدير . من جهته، قال وزير نفط دولة الجنوب ، ان النفط من شأنه المساهمة في بناء الثقة واستشراف المستقبل الأفضل لشعبي البلدين، وأشار الى أن السودان يمتلك المنشآت والموانئ النفطية ويمكن تبادل المنافع والخبرات، مشيراً الي معالجة المشكلة الفنية التي أدت لتأخير تدفق نفط مربعات (3-7) بولاية أعالي النيل بجنوب السودان الذي تجاوز محطة الجبلين بالسودان، وقال وزير النفط الجنوبي ان وزارة النفط السودانية تجاوبت في انفاذ الاتفاقية . واوضح وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان ان المشاكل التي واجهت نقل بترول الجنوب من مربعات (3-7-5ب ثارجاس ) مشاكل فنية سببها ارتفاع نسبة المياه في البترول القادم منها الى 40% بينما الحد المسموح به 10% الى جانب تعطل شبكة منظومة الاتصالات اللازمة للتحكم في متطلبات التشغيل، وابان ان فريق الصيانة يواجه عقبات في الدخول والخروج لدولة الجنوب ، واضاف ان هذه الزيادة في معدل المياه ستضر بالانابيب والبيئة وقال رحمة الله، ان حكومة السودان تفاجأت بالاتهامات الصادرة من حكومة الجنوب بأن السودان قد اوقف مرور البترول عبر اراضيه، واشار الى ان حكومة الجنوب لم تكتف بالاتهام فقط بل نقلته الى اطراف عديدة في المجتمع الدولي ، واصفا الامر بالمؤسف ، واشار الوكيل الى ان السودان يسعى لتجاوز الصعوبات التي تواجه تنفيذ الاتفاقيات عبر القنوات الثنائية ولم يلجأ للاعلام والاطراف الاخرى التزاما بقرار الآلية الافريقية رفيعة المستوى . الخبير السياسي واستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين عمر عبد العزير في حديثه ل(الصحافة ) يري ان الحكومة السودانية تتعامل مع الواقع لكونها ربطت تصدير النفط عبر موانئها بوقف الدعم عن الحركات المسلحة ، مؤكدا ان قرارها موفق في هذا الجانب ، فلا يمكن ان تساعد حكومة الجنوب علي بناء اقتصادها وهي تدعم الحركات المسلحة من الناحية الاخري ، فهنالك مصالح وكروت ضغط في آن واحد بين البلدين .