ربك : عبدالله العسيلي موسى: بعد مرور 40 عاما على انشاء مصنع سكر عسلاية وعلي الخطاب التاريخي للرئيس السابق جعفر محمد نميري الذي وجه فيه رسالة اطمئنان لأهل المنطقة من أن الهدف الأساسي للمشروع هو تنمية المنطقة وتطويرها وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة وتقديم الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه تقديرا لتنازل أهل عسلاية عن أراضيهم طوعا واختيارا للمصلحة العامة، إلا أن الأنباء المتواترة عن بيع المصنع أو الدخول في شراكة مع مستثمرين، احدث حالة من الخوف من ذهاب المكاسب . للوقوف علي ردة الفعل بشأن بيع المصنع و زيارة وفد الهيئة البرلمانية لمصنع سكر عسلاية التقت «الصحافة » بعدد من مواطني قرى عسلاية حيث تحدث المواطن النيل البشير موسى رئيس رابطة شباب قرى عسلاية قائلا ان أهل المنطقة يعملون بالزارعة والرعي وقد تنازلوا عن حقوقهم التاريخية في الارض تغليبا للمصلحة العامة التي اقتضت اقامة المصنع الذي يعتبره الاهالي داعما حقيقيا لاقتصاد السودان والمنطقة ولدي الاهالي وثائق تثبت أن الأرض ملك للمواطنين منذ العام 1932م و خلال الاجتماع الذي عقد بمنطقة زينوبه ، اكد الاهالي انه على الرغم من أن المصنع يؤول للدولة لكن الخدمات التي تقدم لهم محدودة اذا ما قورنت بما تقدمه المؤسسات ، وقد ارتضي الاهالي بهذه الخدمات القليلة وبرغم ذلك فهم يرفضون ان يؤول المصنع لمستثمر لا يُعني الا بلغة الأرباح فقط دون مراعاة مصلحة المواطنين، وقال النيل انهم ليس ضد سياسة الدولة اذا كانت ايجابية وفي مصلحة الاقتصاد الوطني على أن يكون المواطن طرفا أساسيا في كل الخطوات المتبعة بشأن المصنع . أحمد ابراهيم أحمد من قرية أبوطليح قال ان الاهالي تنازلوا عن ارض اجدادهم وأبائهم لاجل المصلحة العامة و كان الهدف هو تنمية المنطقة وتشغيل العاملين ولكن الآن برز اتجاه ببيع المصنع ، لذلك يطالب السكان الجهات المختصة باعادة النظر في تعويضات المواطنين التي تمت في العام 1975م ، واذا كان هذا غير ممكن قانونيا فانهم يقترحون قيام جسم تنسيقي لأهل قرى عسلاية بالتحاور والتفاكر مع الحكومة في تحديد نسبة 30% من الارباح السنوية لصالح خدمات القرى المجاورة للمصنع، وأن تكون هذه النسبة قانونية ومعترف بها من الجهات الرسمية لضمان استمرارية التنمية للمواطن. الأمين العام لرابطة شباب قرى عسلاية محمد حسن الشيخ تساءل لمصلحة من يباع أو يخصخص المصنع ؟ في وقت يحقق فيه المشروع أرباحاً طائلة للخزينة العامة وبالرغم من الخدمات الضعيفة التي تقدم مقارنة مع خدمات المؤسسات الأخرى الا أن السكان يرفضون بيع المصنع ويفضلون بقاءه حكوميا لأن حسابات المستثمر تختلف عن حسابات الدولة ، واضاف الامين العام لرابطة شباب قرى عسلاية انهم قادرون علي الدفاع عن حقوق إنسان المنطقة بكل ما يملكون من رأي وفكر ، وأضاف محمد حسن بأنه كان الأفضل جلوس الجهات المختصة مع المواطن لمعرفة رؤيته حول المصنع ، مؤكدا رفضهم بيع أو خصخصة أو شراكة لأنها تصب في مصلحة أفراد وليس مصلحة المواطن، معلناً تمسكهم بحقوق أهل قرى عسلاية في حقوقهم المتمثلة في التنمية والخدمات وعدم تشريد العاملين ، مناشداً رئاسة الجمهورية بايقاف هذه المهزلة - على حد وصفه - لأنها تضر بمصلحة الشعب السوداني قاطبة ومواطني المنطقة بصفة خاصة. المواطن حسين الخليفة قال ان شركة السكر هي مؤسسة حكومية خدمية والهدف من انشائها رفع دخل الفرد ، وعسلاية منطقة زراعية رعوية وتحولت لزراعة السكر ولذلك أصبح المواطن يرتبط بالصناعة وانهم راضون عن الخدمات التي ظل يقدمها المصنع ، وأعتبر حسين ان المصنع هو من المصانع الرائدة في مجال صناعة السكر ومن المصانع الرابحة فكيف يتم بيعه،ومعروف لدي العامة ان المصانع الخاسرة هي التي تباع ، مؤكدا الرفض التام لعملية بيع المصنع، مشيرا لمطالبهم التي تتمثل في توفير المياه الصالحة للشرب والابقاء على القرى التي تقع داخل المشروع وتوفير فرص العمل ، متمنياً أن تحل قضاياهم الحل الأمثل حتى لا تستغلها جهات أخرى وتعمل بها سياسيا ، اما محمد عبدالله محمد أحد فيري أن قيام المصنع كان له دور كبير في تغيير حياة المواطن ورفع مستوى المعيشة للفرد وتوفير فرص العمل، ويري محمد انه وفي حالة بيع المصنع أن يكون هنالك نوعان من التعويضات «مادية وخدمية» وأن تساهم الشركة في توفير مياه للزراعة مؤكدا رفضهم القاطع لبيع المصنع مدير الانتاج بمصنع سكر عسلاية المهندس محمد بلة الحسين وخلال زيارة وفد الهيئة البرلمانية للوقوف على المصنع أشار بأن المصنع خلال هذا الموسم حقق أكثر من «89» ألف طن من انتاج السكر ، مشيرا لعدم وجود أي مشاكل أو معوقات سوى ذهاب «11» مهندساً تركوا العمل لضعف المرتبات وذهبوا لسكر النيل الأبيض، مشيرا للتطور الكبير الذي شهده المصنع. مواطنو عسلاية دفعوا بمذكرة تطالب بضمان حقوق أهل المنطقة وتقديم خدمات تنموية وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة والاتفاق على نسبة محددة من أرباح المصنع توظف لتطوير المنطقة وان يلتزم المصنع بتأمين الري الدائم لمساحات محددة تخص المزارعين الذين يجاورون حقول القصب أسوة بالتقليد الحميد والعادل الذي أتبعه سكر النيل الأبيض اضافة لمعالجة الآثارالبيئية السالبة الناتجة عن مخلفات صناعة السكر والمياه الفائضة عن ري القصب حتى يحافظ المصنع على صحة الإنسان وحيوان المنطقة وسلامة الأراضي الزراعية والنيلية، فيما قدمت الهيئة النقابية لعمال مصنع سكر عسلاية تقريرا عن استعداد الموسم الزراعي 2013م / 2014م مؤكدة تجهيز الاحتياجات للمصنع والزراعة من قطع الغيار الخارجية طويلة المدى وقصيرة المدى رفعت للشركة للتمويل الذي بدأ بالفعل كما تم تجهيز الاحتياجات من المواد المستهلكة «زيوت ،شحوم ، كيماويات» وتم رفعها لرئاسة الشركة ووصلت منها كميات ، حيث أشار تقرير الهيئة النقابية للمصنع أنه تم توفير الأسبقية الأولى من المواد المستهلكة المحلية لادارة الانتاج وادارة الورش والري ، مؤكدين أن المساحة المقررة للزراعة هذا الموسم تبلغ «7700» فدان . تشير «الصحافة» الي ان جملة أرباح العام 2012م التي حققها المصنع لخزينة الدولة بلغت «87» مليار جنيه تقريباً ، فيما ترى الهيئة النقابية لمصنع سكر عسلاية ان المصنع من المنشآت الرابحة وتجرى فيه الآن الصيانة استعدادا للموسم الزراعي ، وحسب رصد الهيئة النقابية للعمال مع رصيفاتها مع المصانع الأخرى بالبلاد فان ارباح المصانع الاربعة في العام 2012م بلغت «279» مليارا . وترى الهيئة النقابية لعمال مصنع سكر عسلاية ان البدائل المقترحة لتطوير الشركة هي تطبيق قانون الشركات للعام 1925م ، وتحرير الشركة من قبضة المالية مع السماح لمجلس الادارة بالحرية الكاملة للاشراف على التمويل والمشاركة عن طريق سوق الأوراق المالية ... مما تقدم من افادات من المواطنين والمختصين من الهيئة النقابية لعمال المصنع والمهندسين، فان المصنع يعتبر من المصانع ذات العائد المادي المربح.