قطر.. تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم الصادرة    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفث: قتل عمال الإغاثة أمرا غير معقول    عثمان ميرغني يكتب: معركة خطرة وشيكة في السودان    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة "محمد عبدالفتاح البرهان"    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 16 - 06 - 2013


بفضل الجهود المشتركة.. أم رمتة تتصالح مع البيئة
الدويم: عبد الخالق عثمان
يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمى للبيئة، وهو يهدف لتوعية الناس بالمخاطرالناتجة عن تلوث البيئة وكيفية صيانتها، حيث تقام الكثير من الاحتفالات والمنتيات على مستوى العالم من أجل تعضيد المفاهيم البيئية السليمة، والسودان يهتم بهذا اليوم كغيره من الدول لترسيخ المفاهيم الصحيحة.
وهناك الكثير من الأفكار والوسائل التى نجحت وبنسبة كبيرة سواء فى السودان أو فى دول أخرى فى إحداث تغيير كبير فى سلوكيات المواطنين، خصوصاً في ما يتعلق بالصرف الصحى، ومن أهمها «مشروع الصرف الصحى بقيادة المجتمعات» ويرتكز على إشراك المجتمع فى الأمر وأن يقوده بنفسه، وقد تم تطبيق هذه الفكرة أخيراً ف عدد من القرى بمحلية أم رمتة كان آخرها قرية الشقيق الجعليين يوم الثلاثاء الماضى، حيث نفذه المجتمع المحلى بالتعاون مع إدارة الصحة ومنظمة بلان سودان «العلقة» وإشراف ولجنة القرية، حيث تم إعلانها خالية من التبرز فى العراء.
الأستاذة رجاء محمد أحمد مدير صحة البيئة بالمحلية أشادت خلال مخاطبتها الاحتفال الذى أقيم بهذه المناسبة، بالمشروع وقالت إنه وقاية للمواطنين من الكثير من الأمراض الخطيرة والمعدية مثل الإسهالات والتيفويد والدسنتاريا كما ذكرت، وأضافت بأنه ساهم فى توفير الكثير من الأموال التى تنفق على العلاج، ووصفت ما تم بالإنجاز ودعت للمحافظة عليه، وأكدت دعم معتمد المحلية الأستاذ أحمد إدريس وجميع المسؤولين للمشروع حتى تعم فوائده.
الأستاذة سهام صالح مديرة منظمة بلان سودان «الدويم والعلقة» شكرت مواطني الشقيق الجعليين على ما قاموا به من عمل، وقالت إن ذلك يدل على وعيهم البيئى وقناعتهم بالفوائد الصحية للمشروع، وأبانت أن المشروع طرح قبل سنوات فى بعض القرى، وأنه هذه المرة حقق نجاحاً منقطع النظير، وأرجعت ذلك لتفاعل أهل القرية مع الفكرة، ودعت لأن تسود روح التعاون بين المواطنين ومساعدة الضعفاء حتى يتحقق الهدف المنشود، وعبرت عن شكرها للأستاذ أحمد إدريس معتمد المحلية لاهتمامه بالمشروع ومتابعته اللصيقة له، كما ثمنت دور إدارة الصحة الأمن.
الأستاذة زهراء إبراهيم منسقة المشروع بالمنظمة، هنأت أهل الشقيق الجعليين بإعلان منطقتهم خالية من التبرز فى العراء، مشيرة إلى أنها ونتيجة لهذا الإعلان باتت مشهورة داخلياً وخارجياً، وقالت إن ذلك يجعلها مهيأة لتلقى الكثير من الخدمات فى الصحة والتعليم والمياه وغيرها، وأكدت أن هذا النجاح تم نتيجة لتكاتف الجميع وقناعتهم بالمشروع، وأبانت أن المشروع يهدف لتغيير السلوك والمحافظة على بيئة صحية وآمنة بإقناع المجتمعات باستخدام الموارد المحلية لبناء المراحيض والمحافظة على بيئة المنطقة من كل أنواع التلوث، ودعت بقية القرى المستهدفة لحذو حذو الشقيق الجعليين والديم جرو والشقيق الكواهلة والماجدية، وشكرت المحلية إدارة الصحة لمساهمتها فى المشروع.
ومن ناحيته فقد أكد الأستاذ جعفر الأصم المدير الإدارى لمستشفى الشقيق وميسر المشروع، أن نسبة الأمراض التى تكون بسبب التبرز فى العراء قلت، وأضاف أن هذ الشروع منح المواطنين وقاية حقيقية من الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة، وأكد مواصلة جهودهم فى المستقبل بمزيد من التوعية والإرشاد.
مواطنو الشقيق الجعليين عبروا عن سعادتهم بمشروع الصرف الصحى بقيادة المجتمعات، وأكدوا على لسان الشيخ عمر إسحلق الطيب، أنه ساهم فى جعل القرية نظيفة من أى تلوث، كما أكدوا استعدادهم لمواصلة المشوار فى الأيام المقبلة حتى تعم الفائدة القرى المجاورة، وأشادوا بالمنظمة وإدارة الصحة ولجنة القرية نسبة للجهود التى بذلوها حتى يصبح المشورع واقعاً معاشاً.
السكة حديد تكرِّم رجلاً من الزمن الجميل
سائق القطار حسن العوض يرفض التفريط في العهدة
تعرضت قطارات الطوف الى نيالا فى يوم 26/3/2013م وبالقسم طعان /كدوس وبيكيلو 1259، لاعتداء من الحركات المسلحة، وكان فى واجهة الصد الامامية للهجوم قطار «2107/ 310» الذى يتولى قيادته السائق / حسن العوض مجذوب ومساعده/ عبد الواحد عبد السلام، وقد تعرض المساعد للاصابة جراء استهداف الوابور وانسحب جميع العاملين بالقطارات حاملين المساعد المصاب لموقع الحامية بمحطة تور طعان«4» كيلو من مكان الهجوم، حيث تتوفر امكانات الاسعافات الاولية، الا ان السائق حسن العوض مجذوب لم يبارح قيادة الوابور وظل ملازماً لوابوره من يوم 26/3/2013م الى يوم 15/4/2013م الساعة الرابعة مساء تاريخ وزمن نزع الدانة من جسم الوابور وسحبه لنيالا.
والموقف البطولى اعلاه للسائق المذكور جاء التزاماً بالمادة «73 /4» صفحة «46» من كتاب اللائحة العامة للتشغيل لسنة 1998م، وبالرغم من ان في مضمون هذه المادة ما يجوز له ترك الوابور للضرورة القصوى، إلا أن هذا السائق اعتبر ان الهجوم المسلح ليس من الضروريات القصوى الكافية مبرراً لترك وابوره، وهذا الموقف البطولى والرجولى دفع الهيئة السكة الحديد الى تكريم الرجل، حيث تم تكريمه بمبلغ عشرة آلاف جنيه وترقية وظيفية استثنائية، كما منح منزلاً مصلحياً وفاءً وتقديراً لموقفه الرجولي.
من الممارسات التي تفرق الناس
«الشناف » و«العوافة»...ثقافة اقصاء الآخر
الخرطوم : الصحافة
في احد دكاكين الحي وقفت احدى النسوة تقلب في اواني بيع الكسرة وتسأل صاحب الدكان :« دي كسرة منو ؟ ، ودي كسرة منو ؟ وكسرة حاجة فاطمة وينا ، وعندما علمت بان الكسرة التي تبحث عنها انتهت استدارت قاصدة العودة للمنزل ولكن طفلها ابن الاربعة اعوام ظل يبكي بحرقة ويصرخ ، امي انا عايز كسرة. فانتهرته بشدة : هو انت عارف السوتا دي مرة نضيفة ولا وسخانة ، لتجره من يده قبل ان تحلف قائلة : والله ما كان بأكلك ليها وتجيب لينا مرض .
و«العوافة» هي اقرب الى المرض النفسي عندما تتعدى حدودها المعقولة الى هواجس ان تصل مراحل الشك في أي شيء واي شخص ، وتقول لي صديقتي هادية : في احدى المناسبات اخذت علبة الحلويات وبدأت اطوف بها على الضيوف الذين اتوا مهنئين بمناسبة خطوبة اختي ، ولكن بعد خروجهم لاحظت ان هناك قطعتين من الكعك والحلوى موضوعتان في طرف احد الكراسي، وما ان وقعت عيناي عليهما حتى قالت لي والدتي : «دي اميمة كانت قاعدة هنا ، بعدين هم طبعهم كدا لا بيأكلو ولا بشربو في بيت زول لانهم بعافو وشايفين الناس وسخانين و خمجانين »
وتقول رنا طه انها لم تتذوق في حياتها اكلا خارج المنزل الا المأكولات الجاهزة والمعلبة وانها في احدى المرات ارغمت على ذلك ولكن ما اكلته لم يستقر في معدتها ساعة ، وتقول رنا انها لم تستطع رغم محاولاتها التخلص من هذه العادة وانها تصاب بحالة من القشعريرة تجاه أي نوع من المأكولات لذا تجد نفسها مقيدة تماما في المشاركات الاجتماعية والمناسبات، ولكن على العكس منها تماما تبدو جميلة شيخ الدين التي حكت لي اختها بانها تشارك في كل مناسبات الاهل والجيران ولكنها لا تأكل الا مما صنعته بيدها لانها لا تثق في احد ، والاغرب من ذلك ان تجد جميلة حريصة دائما على ان كل من يزورها لا بد من ان يطعم معها يأكل ويشرب ويجلس اطول فترة ممكنه في ضيافتها.
وتقول ايمان الطاهر في حديثها «للصحافة » : لا احب التعامل مع شخص يتعامل معي باشمئزاز ودائما ما اهمل هذا النوع من الضيوف واكتفي بالجلوس اليهم والحديث معهم حتى اكون في وضع مريح ولا ادخل في مسلسل تحانيس ، «عليك الله اشربي وشربت هسي وجيتكم » وتقول ايمان لا انسي يوم نزلت علينا ضيفة في احد ايام رمضان بعد ان كانت ترافق عمها صديق والدي الذي تعطلت به سيارته الخاصة ورأى بان زمن الافطار لا يسمح له بوصوله للبيت ولما كانت ابنة اخيه معه آثر ان يأتي الينا حتى لا تفطر في الشارع، ولكنها فعلت ما لا يتوقعه احد اذ اصرت على انها لا تفطر عادتة الا بموية صحة قارورة عصير ماذا ما حز في نفسي كثيرا ومن وقتها اقسمت بان لا اصر على احد بتناول شيء مما اصنعه بيدي ففي الاصل لم اجبر احدا على زيارتي وان لم يقبلني بما انا عليه فهذا داري ، ويقول عباس عطا: ان «الشناف والعوافة» اصلا من طبع النساء ونادرا ما تجد رجلا يقف على مثل هذه التفاصيل ، واعتقد انها اقرب للحالة النفسية منها الى الطبع و من النادر ان تجد فردا في العائلة نشازا أي غالبا ما يكون سلوكا لعدة اشخاص في البيت الواحد .
«ختات» خاصة لمستلزمات المدارس
الخرطوم: ولاء جعفر
الختة، الصندوق، التمويل الاصغر مهما اختلفت المسميات حول اسمها سواء أكانت الختة او الصندوق، فإنها باتت تلعب دورا كبيرا في مساعدة الاسر السودانية على تخطي عقباتها وازماتها المادية، لتصبح طوق نجاة للموظفين فى مختلف المصالح وطلبة الجامعات في مواجهة كثير من المشكلات المالية، وتم توزيع الصناديق في تخصصات، منها صناديق للعدة وصناديق للافراح وصناديق للاتراح وصناديق لمستلزمات المدارس وآخر اختصاصاتها صناديق لمستلزمات المدارس، حيث يتفق بعض الاشخاص على ايداع مبلغ من المال عند شخص معين، وبعد ان يكتمل المبلغ يتم رصد جميع احتياجات تلاميذ الاسر المشاركة في الصندوق من دفاتر وشنط واقلام وغيرها، والاتفاق مع احد التجار لشرائها بسعر الجملة.
«الصحافة» وقفت على فكرة صناديق خاصة لمستلزمات المدارس، «الصناديق هي علاج فعال لكثير من الازمات» هكذا ابتدرت فدوى حديثها ماضية الى ان فكرة صندوق المدرسة جاءت من احدى ساكنات الحى بعد ان سمعت بها في احد برامج الاذاعة وطرحتها على سكان الحي ليتم تنفيذ الفكرة، مشيرة الى أنها تعمل على إشراك الرجال والنساء في الختة على حد سواء مع افضلية الرجال اكثر من النساء، لأن الرجال اكثر التزاماً بخلاف النساء. وتضيف ليلي ان احدى المشتركات بالختة تمكنت من شراء كل احتياجات المدارس، وأبانت فدوى أن بعض الاشخاص استفادوا من الختة في شراء مستلزمات المدارس وحوائج رمضان، بينما بعض النسوة قمن بشراء قطع اراضٍ، وتضيف ان امينة الختة تأخد اتعابها وتبلغ عشرة جنيهات من كل فرد من المشتركين عقب تسليمه نصيبه منها.
ويقول عمار عيسي «تاجر» إنه يدخل الختة في السوق لحل بعض مشكلات التجارة في السوق، لجهة ان فائدة التجارة لا تكفي لمصاريف الاسرة، ويخشى التصرف في رأس ماله، لذلك يشترك في تلك صناديق الختة. ويوضح عمار أن مبلغ صرفته يشتري به بضائع للمحل، ويحاول الوفاء بديونه، وما تبقى من المبالغ يعطيه لزوجته لتدخل في صندوق يخصها لشراء احتياجاتها وأغراضها. ويؤكد عمار أن بعض الاشخاص يقومون بختة خاصة لاحتياجات المدارس وشراء احتياجات الشهر الكريم قبل فترة من بدايته.
وتقول دار السلام حامد «ربة منزل» انها دخلت الختة مع جاراتها من نساء الحي لشراء الاحتياجات الخاصة بالمدارس، لانها اذا ارادت تجميع المبلغ وحدها لن تستطيع، ولكن مع صاحباتها تتحصل على مبلغ كبير تستطيع به شراء الاحتياجات المنزلية والمفروشات وكسوة اطفالها وتسديد رسوم المدارس لابنائها وشراء التزاماتهم. وتضيف دار السلام قائلة: «من خلال الختة استطيع مساعدة زوجي قبل أن يصرف راتبه الشهري بشراء احتياجات المنزل»، وعن ارتباطها بالختة تواصل دار السلام قائلة: «عرفناها منذ زمن بعيد، ولم تكن لدي وقتها اهتمامات كبيرة، والآن باتت لها فائدة كبيرة مع غلاء وارتفاع الأسعار المتواصل».
قعدة الجبنة .. ونسة دقاقة.. !
الخرطوم : هند رمضان
جلساتها وطقوسها تجبر الانسان على الانبهار بها ، قعدات الجبنة وسط الاحياء السودانية في مختلف المدن باتت ثقافة يلمسها الجميع ولعلها صنفت بالعادة الحميدة لانها تجمع الناس من حين لآخر ويتبادلون اخبارهم واحوالهم وإن كان بعضهم لديه رأي مغاير ويصفونها انها تجمعات للنميمة وباللغه البسيطة «القطيعة» والنساء يتجاذبن فيها اطراف الحديث الذي تمتد تفاصيله الى ادق الامور وقد ينتهكن خصوصيتهن دون مبالاة، ولكنها تبقي منبرا تطرح فيه قضايا اجتماعية مختلفة، ومع ان النساء في حديثهن لا يجدن ثقافة الاستماع للاخر ويتحدثن في وقت واحد دون ان يفقدن التركيز ويخلصن في الاخر الى نتائج واضحة، وقعدة الجبنة لها طقوس تختلف من بيئة لأخرى .
فهناك من يقوم بوضع الفشار والحلويات على مائدة صممت خصيصا للجبنة وما تبعها وهذه المائدة يتم تصميمها في بلاد الحبشة التي كثيرا ما ينسب اليها طقوس القهوة المميزة ولكن بحسب ما اورده البروفسير عبد الله الطيب أنها كانت جزءا من الحضارة السودانية وكانت تعرف بذرة البن بالكافا نسبة لمملكة كافا ثم انتقلت ثقافة القهوة إلى الحضارة العربية ثم التركية و منها إلى أوروبا و أخذت اسمها المعروف في اللغة اللاتينية «كوفي» إذن فإن تاريخ القهوة في السودان تاريخ ممعن في القدم و التأصيل .
وهنالك من يرى ان القهوة منتدى ثقافي إجتماعي وفي بعض الاحايين سياسي فقعدة الجبنة نكهة خاصة بعد تحميص البن هكذا تبدأ «قعدة الجبنة» كما وصفتها ليلى احمد بقلي البن على نار الفحم الموقدة على كانون الصفيح او الفخار بعد تحضير المكان بما يلزم من رش و بخور ويزدان المكان تعطرا برائحة البن المحمص فلرائحة البن وقليه مزاج يوازي مزاج شرب القهوة .
وبعد ذلك تأتي مرحلة «الفندك»حيث يحول البن لبودرة يمكن وضعها على الماء الساخن ودق البن او هرسه على الفندك تصاحبه ايقاعات بحسب قدرة من تقوم بالعملية على الابداع وبعد ذلك تصب القهوة على الجبنة بعد مرورها بمراحل الغلي وتوضع الجبنة على مقعد خاص يسمي «الوقاية».
وتقول اماني عمر ان القهوة في السودان تشرب على طريقة أهلنا الحنان على ثلاث مراحل الفنجان الاول يسمى البكري والفنجان الثاني يسمى «التني» وما يزيد عن الثاني يعرف بالبركة.
وعلى الرغم من هذه الاجواء هناك من له رأي بانها اصبحت مكانا لانتشار «قعدات» القهوة فى الاحياء خاصة الشعبية بين النساء وانها اثرت سلبا على كثير من البيوت حسبما يقول ابراهيم احمد وقال انه يتمنى ان تنحصر جلسات القهوة بين الاسرة الواحدة والاهل فى اوقات صفاء ليكون السمر والود هو الغالب وليس «الشمارات والقطيعة».
ولكن يبقى ان للقهوة اختلف الناس حولها او اتفقوا وقعدتها طعما خاصا وهي واحدة من الملاذات التي تلجأ اليها النساء للخروج من ضغوط الحياة اليومية وقد يشاركهن فيها الرجال في بعض الاحيان.
صباح الخير يا جاري إنت في حالك وأنا في حالي
الجيرة.. علاقات جرفتها الرياح
الخرطوم: ولاء جعفر
بينما عادل يهُّم بالدخول إلى منزله إذ بجاره يبلغه السلام عبر الضغط على «بوري» سيارته أثناء محاذاته، ليرفع عادل كفه رداً لسلام «البوري».. بينما جاره الآخر اكتفى بإيماء رأسه من بعيد كتحية أراد أن يزجيها لجاره، تنهد عادل متأملاً الشارع الذي يقع فيه بيته وكيف أصبحت علاقة الجيران فيما بينهم البعض شبه معدومة وسطحية، متذكراً أيام حلته القديمة وكيف كانت علاقته مع أولهم وسابعهم وطيدةً حتى أصبحوا كالإخوة والبنيان المرصوص بتعاضدهم وتلاحمهم وتعاطفهم وتوادهم وتراحمهم.. فندب حظه على جيران لا يعرف عنهم إلاّ سياراتهم، لتنتشر عبارة «صباح الخير يا جاري إنت في حالك وأنا في حالي»، كما النار في الهشيم فأصبح «الجوار» كلمة ليس لها أي انعكاس على الحياة اليومية، حيث بات الكثير لا يعرف من يسكن بجانبه بعد ان كانت العلاقة بين الجيران قوية ومتينة لسنوات طويلة.
«الصحافة» عمدت للوقوف على العلاقات في زمن تغلبت فيه المادة والتكنولوجيا على التواصل الانساني.. مصطفى عبيد أبدى حسرته على الواقع الاجتماعي الذي صار اليه الناس، ماضياً في القول إلى ان الناس تغيرت كثيراً، وباتت لا تبالي بالسؤال عن الجار. وأشار مصطفى الى ان ذلك الامر ليس وقفا على المناطق الحضرية، فالمعاملة في الريف لم تسلم بالرغم من ان الغالبية في الريف مازالت تتمسك بالتواصل مع الجيران، وربما كان الجار في القرية جزءاً من الاسرة الممتدة، ولكنه ايضاً تأثر بمادية العصر. واستدرك حديثه قائلاً انهم في الريف مازالوا بخير، ولا توجد لديهم اية مشكلات او صعوبات في حياتهم الريفية.
وابتدرت فتحية حديثها قائلة «يا حليل الزمن داك زمن بساطة الأهل وطيبة القرية ، زمن بت الحلة وود الحلة كانوا اخوان، زمن القدح المرفوع بين الجيران والأبواب المفتوحة طول اليوم، زمن كان الجار يلبس من الجيران» صمتت ثم اطلقت زفرة وهزت رأسها قبل ان تقول: «لقد تبدل كل شيء في اخلاقيات الناس فباتوا في حسد لبعضهم بعضاً، ويتحامل بعضهم على الآخر لأتفه الاسباب حتى وصل الأمر الى انقطاع السلام او المشاركة في الافراح وغيرها والمساعدة والتآلف كما كنا في السابق».
وقال هاشم ضو البيت: « هناك كثير من الامثال مثل جارك القريب ولا ود امك البعيد والجار قبل الدار وغيرها من الامثال التي شب عليها اهل السودان مازالت تجري في دمائهم، واذا كان هنالك فتور في العلاقات بين الجيران فهذا لا يعني انعدامها»، مضيفاً انه عندما يحتاج للجار يجده سواء في السراء او الضراء، مشيرا إلى أن العلاقة مع الجار في حالة بيات وسببها مشاغل الحياة. وخلص هاشم الى ضرورة ترتيب الاولويات ووضع الجار في قائمة الاولويات.
الحاجة عواطف لم تخفِ تبرمها على الواقع الجديد وقالت: «حليل زمن اديني وهاك وكيف اصبحتو وكيف امسيتو ؟» واضافت ان المعنى الحقيقي الذي كان سائداً للجيرة قد غاب هذه الايام كما غاب الاحترام والنوايا الصافية، اضافة الى الطمأنينة في التعامل التي كانت من ابجديات التعامل بين الجيران، ولم يعد تفقد أحوال الجيران محل اهتمام احد، كما غابت المشاركات الاجتماعية في مناسبات الجيران، وفي السابق كان منزل الجار بمثابة المضيفة، واشارت الحاجة عواطف الى العادات التي ظلت سائدة بين الجيران قائلة إنها كانت تتبادل المأكولات مع جاراتها، غير انها توقفت عن ارسال الطبق بعد مجيء الجارة الجديدة التي اعادت الطبق مرة اخرى واعتقدت انها قد خبأت لها شيئا بداخله.. واجتاحت علامات الضيق والحسرة وجهه عواطف وهي تقول: «يا حليل زمن الحيشان والبيوت مفتوحة في بعض والفطور والغداء والعشاء مع بعض دون أي تكلفة بين الناس.. تفطر هنا وتتغدى هناك وتتعشى عند ناس فلان، ويا سلام علي زمن عبارات يا خادم الله عليك الله ديني طايوقة للصاج.. ويا الحرم تعالي أفطري عندنا ملاح ورق بايت وأنا عملت لي عصيده حارة لو عندكم شطه وليمونة جيبيها معاك، أيام كانت جميلة وحلوة، ولكن ولت كما ولي الكرم والحنية والتكاتف والحب بين الجيران، والآن الجار لو مريض وراقد في بيته أسابيع الناس ما تعرف الحاصل ليهو شنو؟».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.