ارتباط قرى محلية الدويمبالمدينة ارتباط وثيق ظل ينمو مع مرور السنوات والعقود، فحاجتها للدويم كانت ومازالت مصيرية لوجود الخدمات المهمة مثل الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الضوروية، كما أن المدينة هى السوق الرئيس لسكان الأرياف، ففيه يبيعون منتجاتهم ومنه يشترون احتياجاتهم، وهناك منافع كثيرة أخرى متبادلة بين سكان البوادى وسكان الدويم. إن هذا الارتباط الأزلى بين الدويم وريفها صاحبته الكثير من المتغيرات مع تغير المتطلبات، كما حدثت طفرة ملحوظة فى وسائل النقل والمواصلات بعد أن اختفت السيارات القديمة والبطيئة وحلت مكانها سيارات سريعة وصغيرة «الهايس والبكاسى»، فقربت المسافات وقل زمن الرحلة للكثير من القرى التي كانت فى السابق يستغرق بعضها نهاراً كاملاً فأصبحت الآن سويعات معدودة أو أقل من ذلك، مثل الشطيب وشبشة وعريك والصوفى والقردود وأم جر وغيرها من القرى. ورغم ما حدث من نقلة فى مواعين النقل واختصار للزمن، إلا أن بعض الخدمات مازال على حاله عشرات السنين، بل منها ما تأخر عن مواكبة المتغيرات، وأهمها الطرق التى تربط القرى بالدويم، حيث ظلت على حالها، بل نجد أن بعضها صار أسوأ مما كان عليه فى السابق، وذلك بسبب الإهمال من قبل الجهات المختصة سواء بالولاية أو المحلية، وأهمها طريق شبشة الدويم الذى يربط المدينة ليس بشبشة فحسب بل بعشرات القرى الأخرى من الناحيتين الشمالية والغربية للمدينة، فهو أهم مدخل اقتصادى لسوق الدويم ومورد رئيس للمحلية، كما أنه يعتبر رابطاً اجتماعياً مهماً ولا يتعدى طوله العشرين كيلومتراً. وهناك عود كثيرة تلقاها مواطنو شبشة وما حولها من المسؤولين بالولاية بصيانة الطريق منذ العام الماضى، حيث التزمت حكومة الولاية بردمه، وكان آخرها التزام الأستاذ يوسف لشنبلى والى الولاية ووزير التخطيط الأستاذ محمد أحمد شنيبو خلال زيارتهما للمحلية قبل عدة أشهر، فقد بدأ العمل فعلياً خلال الزيارة التى امتدت ليومين، إلا أنه وبمجرد مغادرة الوفد المحلية توقف العمل وسحبت الآليات من الموقع وسط استغراب ودهشة المواطنين الذين لم يجدوا إجابة شافية عن أسباب توقف العمل فى الطريق حتى الآن. وزير التخطيط شنيبو قال خلال مؤتمره الصحفى يوم الثلاثاء الماضى بنادى الضباط بكوستى إنه ليست هنالك ميزانية لسفلتة الطرق التى وعدت الحكومة بها، وأشارإلى أن هذه الطرق تمويلها اتحادى، وقال إن الولاية ستقوم بردم الشوارع بالتراب والخرسانة، وقد تم بالفعل ردم عدد من الطرق ببعض المحليات، وكذلك بعض الشوارع الداخلية بمدن الدويم وكوستى وربك وغيرها، ولكن شارع شبشة الدويم ظل بعيداً عن اهتمام الوزارة رغم علمها التام بأهميته كما يرى بعض المراقبين الذين اتهموا بعض المسؤولين بالعمل بنظام «الخيار والفقوس» فى التنمية. والبعض حمل المحلية وأبناء شبشة جزءاً من المسؤولية، حيث ذكروا أن المحلية كان يجب عليها أن تتابع أمر هذا الطريق وتلاحق المسؤولين بحكومة الولاية من أجل الإيفاء بوعدها، خاصة أن صيانة الطريق ستسهل حركة السيارات والمواطنين، وأن ذلك سيزيد من موارد المحلية كما ذكروا، وأبانوا أن أبناء شبشة «خاصة الموجودين بمواقع المسؤولية والمقتدرين» لم يقوموا بدورهم لدفع حكومة الولاية لتأهيل الطريق، مشيرين إلى أنهم اكتفوا فقط بالفرجة على أهلهم وهم يكابدون من أجل قضاء حاجياتهم أو إسعاف مرضاهم لمستشفى الدويم خصوصا فى الخريف، كما لاموا رابطة أبناء شبشة بالعاصمة على صمتها طيلة الفترة الماضية، وقالوا إنها بعيدة عن طموحات أهل المنطقة وتهتم بمواضيع فطيرة لا تفيد المواطن فى شىء، وبالمقابل تهمل القضايا الأساسية والحيوية مثل قضية هذا الطريق على حد قولهم، وطالبوها بأن تكون على قدر المهمة التى تصدت لها بخدمة المواطن والدفاع عن مطالبه الضرورية. «الصحافة» زارت الطريق خلال اليومين المضيين ووجدته على حاله إلا من بعض الردم عند مدخل شبشة، وقد تم ذلك بجهود شعبية من بعض الخيرين من أبناء المنطقة، ولمسافة لا تزيد عن كيلومتر واحد، كما لاحظت أن الطريق وبعد أن توقف العمل فيه قبل شهور أصبح أسوأ مما كا عليه فى الماضى. مواطنو شبشة والدويم وما حولهما يخشون أن تتكرر معاناة الخريف الماضى، بعد أن قطعت مياه الأمطار الطريق وعزلت شبشة تماماً عن العالم الخارجى، وتكبد البعض خسائر مالية كبيرة فى سبيل الوصول إلى الدويم خاصة المرضى، إلا أنهم مازالوا يأملون فى أن تلتفت حكومة الولاية وعلى وجه الخصوص وزارة التخطيط العمرانى، بأن تفى بوعدها وتعمل على تأهيله قبل أن تشتد الأمطار وتتكرر مأساة العام الماضى.