من الواضح ان ولاية النيل الأبيض أصبحت حقل تجارب للحكومات الفاشلة فبعد ان ولى عهد الوالي السابق محمد نور الله التجاني وظن الناس ان الوالي الجديد سيكون افضل منه حالاً ولكن جاءت النتيجة عكسية تماماً فاذا العهد الجديد للشنبلي أسوأ من عهد نور الله ، لا يمكن ان يصبر اهل بحر ابيض على هذا التردي المريع في كل شئ ويرتضون ان يكونوا حقل تجارب كلما ذهب حاكم فاشل جاء الاكثر فشلاً وبالامس القريب ضربت مدينة الدويم العريقة ازمة دقيق حادة انعدم معها رغيف الخبز وليس دقيق الخبز وحده فالناس يتحدثون عن سوء وتردي الخدمات الصحية بمستشفى الدويم وتوقف قسم الحوادث عن تقديم الخدمة للمواطنين. ماذا يفعل الوالي الشنبلي في بحر ابيض ؟ هنالك فشل كبير في الموسم الزراعي والناس لا يتوقعون تحسناً في الاوضاع الاقتصادية كما ان المواطنين في عشرات القرى حول محلية الدويم يشتكون من سوء الطرق لان الوالي وحكومته لم يهتموا بتسوية الطرق واكتفوا فقط بفرض الرسوم والجبايات غير المنطقية على مستخدمي الطريق فيما تشهد الطرق الرابطة بين مدينة الدويم والقردود جنوباً وشبشة شمالاً اسوأ انواع التردي المتلف للعربات بما يتطلب شرعاً تعويض مستخدمي هذه الطرق بدلاً من اخذ الجبايات منهم . اما عن الكهرباء ومشروع كهربة المشاريع الزراعية فمن الواضح ان حكومة الشنبلي كانت تهدف من تلك الفرقعة الى اقناع وزارة المالية الاتحادية وبعض الكبار بتوفير التمويلات اللازمة تحت ستار المشروعات التنموية والشاهد ان سكان العديد من القرى التي تعيش في ظلام دامس يتسامرون ليلاً على ضوء القمر ويتعجبون من طلب سلطات حكومة الولاية من كل قرية دفع مبلغ عشرين مليون جنيه بالقديم كعربون اثبات جدية في الاستمتاع بخدمات الكهرباء في المستقبل غير المنظور، ان حكومة الشنبلي تمارس الخداع تجاه المواطنين البسطاء بحيث تعيشهم تحت خدر الامل في وصول خدمات الكهرباء بلا طائل والعقلاء من سكان القرى المبثوثة في ذلك الجزء المنسي من بحر ابيض استعاضوا عنها بشراء مولدات الديزل الهندية لطرد الظلام. ليس الكهرباء وحدها من يشتكي منه سكان محلية الدويم الصابرة المحتسبة فقد لازمت المدينة قطوعات مستمرة للمياه حتى اصبح الحدث المدهش توفر الماء في ساعة من ساعات الليل او النهار ، وليس ندرة الدقيق والكهرباء والماء وتردي الطرقات فحسب بل اشتكى المواطنون من ارتفاع سعر انبوبة الغاز الى خمسين جنيهاً ولم يفتح الله على حكومة الشنبلي لتبتكر طريقة ولو انتهازية على شاكلة ( برنامج ولاية الخرطوم الخيري لتوفير السلع للمواطنين تحت لافتة الاسواق الخيرية ). ان المواطن السوداني في كل مكان كتب عليه ان يتعرض لابشع انواع الظلم والاستهبال بحيث يقع ضحية لحكومة تمن عليه بتقديم الخدمات الضرورية الاساسية وكأنها منظمة خيرية تريد الاستحسان في البشر في حين ان الاصل في المسألة هو اما ان تتمكن الحكومة اي حكومة من تقديم الخدمات الى مواطنيها باعتبارها حقاً مشروعاً وبه وجبت القوامة او بالعدم تقدم استقالتها وتذهب غير مأسوف عليها. وفي حالة حكومة الشنبلي وبحسب الرصد والمتابعة والفضائح المجلجلة للأداء الحكومي في ولاية النيل الابيض اتوقع ان تقدم حكومة الشنبلي استقالتها فوراً فقد طفح الكيل او بالعدم تتم اقالتها وتعيين حاكم عسكري على هذه الولاية اسوة بولاية النيل الازرق خصوصاً مع تزايد التوترات العسكرية على الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان . إن تعيين حاكم عسكري على ولاية النيل الأبيض أرحم للشنبلي من جرد الحساب ، من تراجع الخدمات في الصحة والتعليم والوضع المعيشي البائس، فالجميع يتساءل لمصلحة من تتم ( دغمسة ) مسألة إنارة القرى والمشاريع الزراعية الوهمية ؟