الخرطوم: عايدة ناجي : يقال عن الخطاب في الموروث الجمعي لاهل السودان بأنه نصف المشاهدة، ولان دوام الحال من المحال فقد أفلت شمس الجواب وذهبت الحداثة بامبراطورية الجواب، وصار ينظر للمتعاطين مع الخطابات على انهم كلاسيكيون، وقد يشتط البعض ويصفهم بالمتخلفين، فكيف لمن يتيح له العصر في زمن الاسكايبي والتويتر والفيس مع ما توفره من مشاهدات مباشرة، ان يتجه نحو الجواب وقد امتدت حالة الخطاب التقليدي الى وسائل اخرى مثل الفاكس والتلكس وغيرها. وتقول هناء السيد الطالبة بجامعة الزعيم ان وسائل الاتصالات الحديثة وفرت الكثير من الوقت والجهد، ولها اسهام واضح في ما تقدمه من خدمة لمستخدميها في التواصل مع ذويهم، سواء كانوا داخل البلاد او خارجها. ويرى عمر بابكر الطالب الجامعي بان وسائل الاتصال الحديثة التي تتيحها ثورة المعلوماتية تتميز بالفورية، وذلك بسهولة بالغة، اذ تتيح مواقع التواصل الاجتماعي من الفيس بوك وتوتيتر وسكايبي فرصة التواصل مع الاقارب والاهل، وقد لا يحتاج الأمر الى كمبيوتر او لابتوب، اذ صارت الهواتف النقالة قادرة على خلق ذلك التواصل. وفي ذات السياق يقول انس الزين وهو موظف باحدى الشركات، ان التواصل بين جميع مكونات المجتمع سهل جداً عبر هذه المواقع التي لا تحتاج لاية تكاليف. ويمضي انس الزين قائلاً إن شمس البريد قد ولت في هذا الزمن الذي يعج بوسائل التواصل الحديثة التي تعين ايضاً في خلق صداقات جديدة، اضافة لإعادة التواصل مع بعض الاصدقاء الذين فرقتهم ظروف الحياة. وتقول الحاجة فاطمة ان البريد وخطاباته لها ارتباط خاص في نفوس بعض الافراد، وكثير من الشعراء كتبوا له امثال الشاعر الكبير مصطفى سند، وتغنى له الفنانون ومنهم عاصم البنا الذي تغني بأغنيته الشهيرة «بالله يا ساعي البريد سلم علي الزول البعيد». ومن جانبه قال حسن خير الله ان مهمة البريد الآن انتهت تماماً وحل محله الفيس الذي وفر الوقت، حيث كان الجواب في الماضي يستغرق مدة «15» يوماً حتى يصل وانتظار الرد عليه، لكن الآن اصبح بإمكان الفرد ان يرسل اية معلومة والي اي شخص وفي اي مكان وفي الوقت الذي يريده عبر الفيس بوك او البريد الالكتروني خلال دقائق معدودة ويجاب عليه في ذات الوقت. ويضيف ان البريد قد تقلصت مهمته في الطرود فقط، ماضياً في حديثه حيث يقول إن كتابة الخطابات في السابق لدى بعض الناس كانت تمارس هوايةً.