نشرت صحف بريطانية موضوعات عن أزمة مصر وذكرت أن ما تُسمى الثورة الثانية تشكل خطرا على نمو الديمقراطية في البلاد، وكتبت عن السيناريوهات المحتملة، كما كتبت عن العجز الذي أصاب قادة بريطانيا إزاء الوضع في مصر وكذلك في سوريا. ونشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للعضو بتحالف «مصرنا» الباحث المتعاون مع مركز بروكنغز في الدوحة عمر عاشور، قال فيه إن توجهات الشارع في مصر شهدت تغيرا كبيرا خلال الفترة القصيرة من 2010 إلى اليوم، فميدان التحرير الذي كان رمزا لسعي العرب إلى الديمقراطية والحرية يحتفل بانقلاب عسكري، وجزء من مصر يحتفل بقمع واضطهاد جزء آخر منها! واستمر في سرد تفاصيل التغيير في الشعارات والاتفاقات على الثوابت والخطوط الحمر آنذاك والتخلي عنها تماما الآن. وأشار عاشور إلى أن قادة الجيش لا يأبهون بالسياسيين المدنيين وينظرون إليهم باستصغار، مكررا التفسير الذي أصبح رائجا في الإعلام الغربي حول كون الإدارة غير الكفُؤة للرئيس المعزول محمد مرسي وتجاوزاته على المؤسسات من بين الأسباب الرئيسية للانقلاب. وقال إن علماء السياسة يجمعون تقريبا على أن المؤسسات المنتخبة عندما تتم إزالتها بالقوة فإن النتيجة ستكون في الغالب في غير صالح الديمقراطية، مشيرا إلى أن ما يعقب ذلك في العادة إما دكتاتورية عسكرية محضة، أو هيمنة العسكر على السياسة، أو حرب أهلية، أو خليط مما ذُكر. وتابع أن أسوأ السيناريوهات الممكنة في مصر هذا العام هي تكرار تجربة الجزائر عام 1992 أو إسبانيا عام 1936، ففي الحالتين قُتل نحو 250 ألفا في حروب أهلية قذرة أشعلتها مجموعة من الجنرالات إثر انقلاب ضد عملية ديمقراطية كانت تجري ببطء. وأشار إلى أن السيناريو الآخر الذي يمكن ذكره هو سيناريو تركيا عام 1997 عندما طلبت مجموعة من الجنرالات بمجلس الأمن الوطني من رئيس الوزراء آنذاك نجم الدين أربكان الاستقالة من منصبه. وأبعِدت حكومة أربكان، لكن لم يفعل العسكر في تركيا ما فعله الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، فلم يُحل البرلمان التركي ولم يُلغ الدستور، ولم يُعتقل قادة حزب أربكان «الرفاه»، كما سُمح للتنظيمات المنبثقة عن هذا الحزب بالمنافسة في الانتخابات التالية، وفاز حزب العدالة والتنمية عام 2002 بأكبر نسبة، ولا يزال يحكم تركيا ديمقراطيا حتى اليوم. وعاد عاشور بعد هذا السرد ليقول إن ظل محنة الجزائر 1992 يحوم فوق مصر، مشيرا إلى أن الحرب الأهلية بالجزائر بدأت بعد ثمانية أشهر من الانقلاب، وقال: إذا تصرف السيسي ورفاقه مثلما تصرف الجنرال خالد نزار بالجزائر أو الجنرال فرانكو بإسبانيا، فمن المرجح أن نشهد تصعيدا للمواجهة المسلحة بين العسكر ومؤيدي الرئيس مرسي المعزول. وقال عاشور إن هذا السيناريو إذا حدث فستكون له تداعيات كارثية على المنطقة والعالم ولن يقتصر على مصر فقط، لكن إذا تراجع قادة الجيش المصري عن الإقصاء وتكميم وسائل الإعلام ومنع النشاط السياسي، ربما نشهد سيناريو مثل الذي حدث بتركيا بعد العام 1997. وأضاف أن كل هذه الاحتمالات ليست مؤكدة، لكن ما هو مؤكد أن مستقبل مصر في الديمقراطية على خطر كبير. من جهتها، نشرت صحيفة تلغراف مقالا للكاتبة جيني ماكارتني قالت فيه إن المعتاد أن يختلف قادة بريطانيا حول ما يمكن عمله كلما ووجهوا بقضية صراع خارجية، لكنهم إزاء ما يجري في مصر وسوريا لم يعودوا قادرين حتى على التفكير في ما يمكن فعله. ووصفت ماكارتني رئيس الوزراء ديفد كاميرون ووزير خارجيته وليام هيغ في ما يتصل بمصر وسوريا بالمحبوسين داخل جدران من الثلج تحيط بها النيران والدماء من كل جانب. ولم تنتقد الكاتبة حكام بريطانيا على الشلل الذي أصابهم، وعزت ذلك إلى تعقد أوضاع سوريا ومصر والشرق الأوسط عموما. وقالت إن لسان حال كاميرون يقول لقادة مصر الجدد «نحن لا نحب مرسي كثيرا، لكن أعطونا سببا واحدا لكي نحبكم».