الخرطوم : عايدة ناجي : ينتظر الكثيرون مقدم شهر رمضان عن كثب، لزيادة التقرب من الله بالعبادات الصالحة والافعال الحسنة التي اوصي عبها نبينا الكريم والتي لابد من مضاعفتها في هذا الشهر المبارك الذي ليس له مثيل في الود التراحم والتواصل بين الناس بصفة عامة وتواصل الارحام بصفة خاصة، هذا اضافة الي انه شهر لتصفية القلوب من كل ماتحمله من شوائب للاخرين من حقد وضغائن وفرصة للتسامح بين اولئك المتخاصمين الذين طال خصامهم بسبب نزاعات قديمة ليراجعوا بعضهم ويصفحون عن بعضهم مهما كان نوع الخلاف او الخطأ الذي ارتكب في حقهم . كل قطر في العالم يستقبل الشهر العظيم بعادات تختلف عن الاخر فالسودان كدولة من دول العالم الاسلامي يتميز بعبادات رمضانية جميلة تعبر عن جمال اهله المتمثلة في الافطار الجماعي الذي يقوم به الرجال ودائما مايكون في الشوارع الرئيسة والعامة ويقوم كل رجل باخذ«صينيته» ويتوجه الي المكان المعروف للافطار للعامة وهناك يتبادلون الطعام والشراب مع بعضهم ويحلفون على كل من اتي مارا بالطريق سواء كان راكبا او راجلا. وكذلك هناك عادة خاصة بالنساء المجاملة بالمائدة الرمضانية والتواصل مع الجيران في مناسبات الافراح والاتراح «الصحافة» تناولت الموضوع وطرحته على بعض المواطنين للتعرف على آرائهم حيث قالت حاجة بخيتة بت حماد وهي مبتسمة : ان عادة المجاملة عادة ملازمة للمرأة السودانية منذ القدم وليست بالجديدة عليها وتكون هذه العادة في كثير من الاحيان مجاملة للمرأة الاخري في الحي ومواساة لها في كل مناسباتها، وتضيف انه في السابق لا تحتاج الواحدة منا مناسبة حتي تذهب لجارتها «بالموية» وزمان تلقانا بسبب ربلا سبب مع جاراتنا لكن مع مرور الوقت والانشغال الكثير للناس وجري الدنيا قلت مجاملاتنا كتير وبقت الا في الضرورات. وفي السياق ذاته تقول سامية عمر موظفة ان عادة الافطار الرمضاني عادة سودانية بحتة ولا اعتقد انها توجد في دول اخري وهي تعبر عن الموروث الشعبي السوداني ودرجة التمسك به والحفاظ عليه مضيفة ان هذه الصفة يفتقدها اكثر السودانيين الذين يهاجرون خارج البلاد. من جانبها تقول فاطمة كمال الدين ان شهر رمضان يتميز بالعادات الجميلة والمميزة لدي الشعب السوداني وتتمثل في تواصل الارحام والتسامح والعفو هذا بجانب اهم خاصية وهي فطور رمضان الرجالي المعروف للجميع وكذلك النسائي والذي كثيرا ما يكون لدي الشخص المراد الذهاب اليه مناسبة فرح كانت ام حزن وحتى ان كانت المرأة قد ذهبت اليها من قبل لكنها تري انه لابد من الذهاب اليها في الشهر العظيم لانه له طعم خاص عن غيره . وتقول عزة عمر ان النساء السودانيات بطبعهن يملن الي كثرة المجاملات بل ويشتهرن بها وتزداد المجاملات في شهر رمضان حيث تبدأ المرأة في عد النساء اللاتي لابد من مجاملتهن بافطار رمضاني نسبة لان هذه المرأة لديها مناسبة سواء كانت مناسبة فرح او كره ويري زين العابدين محمد ان هذه العادة موجودة وبكثرة في المجتمع السوداني وخاصة لدي المرأة الا انها غالبا ماتكون في المجتمعات البسيطة التي دائما ما تحب ان تساند بعضها البعض وتتجسد فيهم معاني التراحم وكل الصفات الجميلة التي بدورها تعبر عن بساطتهم وبساطة عاداتهم فمثلا في المجتمعات الراقية لا تكون المجاملة بنفس المستوي الذي تكون عليه في المجتمع البسيط والذي دائما ماتكون فيه المائدة الرمضانية مكونة من الوجبات السودانية البسيطة والمعروفة متمثلة في عصير الحلو مر والعصيدة والبليلة العدسية او الكبكبي وهذه هي اساسيات اي مائدة رمضانية سودانية وبتلك البساطة تكون المجاملة حيث يتم اخذ المائدة بهذا الشكل وتذهب المرأة الى من تريد مجاملتها وتقابلها الاخرى بكل بشاشة وترحيب.