تقرير: إبراهيم عربي: هجوم قوات الجبهة الثورية على منطقة سدرة «32» كيلو جنوبالرهد، «35» كيلو شمال ابوكرشولا فى محلية الرهد فى ولاية شمال كردفان، هو الأول من نوعه بعد أن فشلت محاولات قوات الحركة الشعبية المتمردة كافة على إمتداد «50» شهرا من إندلاع الحرب فى جنوب كردفان دون أن تصل لمنطفة سدرة الاستراتيجية فى جبل الداير، وقد تكسرت محاولاتها كافة تحت أقدام الجيش السودانى، إلا أن الهجوم على سدرة ذاته لا ينفصل عن الهجوم على أم روابة واحتلال أبوكرشولا، ويقول والي جنوب كردفان آدم الفكى فى حوار له مع «الصحافة» انه تنفيذا لخطة الجبهة الثورية «الوصول للخرطوم»، وقال الوالي ان ذلك ما دعاهم كولاة فى كرفان الكبرى إلى تكوين مجلس للتنسيق فى المسائل «الأمنية، والإجتماعية، والاقتصادية»، إلا أن ذات المجلس أثار حفيظة القائد الميدانى للجبهة الثورية عبد العزيز آدم الحلو قائلا فى أول تعليق له احمد هارون هو الوالي الفعلي لكردفان الكبرى وسنضطره للهرب من شمال كردفان مثلما هرب من جنوبها، إلا أن الفكى حذر بشدة من أى تهاون أو تقاعس. ولكن دعونا نتساءل لماذا سدرة ؟ وكيف تمكنت الجبهة الثورية هذه المرة من دخول المنطقة؟ وهل للهجوم أى علاقة بمجلس تنسيق ولاة كردفان الكبرى؟ وماهى الدلالات والمآلات المستقبلية للعملية؟ يقول مراقبون ل«الصحافة» الوصول لسدرة يعنى قطع الطريق القومى وتهديد الرهد والأبيض! وتسهيل مهمة وصول قواتها الخرطوم، فيما أكد رئيس لجنة العدل والتشريع بالبرلمان الفاضل الحاج سليمان أن هجوم المتمردين على بعض القرى والمواقع العسكرية كان متوقعا ويحمل في طياته رسائل تريد أن تؤكد من خلالها وجودها كقوة في المسرح، إلا أن والي شمال كردفان أحمد هارون قلل من الحدث واصفا إياه لدى تدشينه كيس الصائم للهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة بالأبيض إنه مجرد «مس كول» قائلا ان الهدف منه صرف أنظار القوات المسلحة عن مراقبتها ومتابعاتها المكثفة لتحركات قوات الجبهة ومحاولاتها التسلل من منطقة جنوب كردفان إلى دولة الجنوب، وقال الوالي ان هذه القوات تمر بظروف سيئة ينقصها الزاد والعتاد، واصفا الهجوم على سدرة بإنه إحدى محاولات بحث الجبهة الثورية المستمر لتوفير عملية إمداد «تشوين» لقواتها وسد النقص الحاد وسط قواتها من الوقود والزاد. إلا أن التصريحات قد تباينت فيما بين الحكومة والجبهة الثورية حول الحدث حيث يقول المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد إن الجيش صد الاربعاء الماضي هجوماً على قرية السدرة بولاية شمال كردفان، نفذته قوات الجبهة الثورية في محاولة لسلب ونهب المواطنين وقال إن معركة دارت في المنطقة تكبدت فيها قوات الجبهة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وأجبروا على الفرار، مؤكدا أن كل منطقة سدرة تنعم بالأمن والاستقرار، وتحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة التي احتسبت «5» شهداء وعددا من الجرحى، فيما تقول الجبهة الثورية على لسان الناطق العسكري لحركة العدل والمساواة جنرال بدوي موسى الساكن، ان قواتهم دمرت متحركا حكوميا بالكامل في منطقة سدرة في جبل الداير، واستولت على «6» سيارات لاندكروزر محملة بالأسلحة والزخائر، و«2» سيارة كبيرة محملة بالمدفعية والزخائر والمواد التموينية، كما تم تدمير «7» سيارات لاندكروزر وسيارة رينو محملة بالزخائر وعشرات القتلى و«4» اسرى، وقال الساكن ان قواتهم بسطت سيطرتها الكاملة على المنطقه بينما فرت القوات الحكومية إلى كل من الرهد وابوكرشولا، ولازالت قواتهم تطارد فلولهم الهاربة. والى شمال كردفان أحمد محمد هارون كذب ما ذهبت إليه الجبهة الثورية، بل فاجأ الجميع ووقف بنفسه ميدانيا على مجمل الأوضاع فى كل من سدرة والرهدوأم روابة وبرفقته لجنة أمن الولاية عقب ساعات من فرار قوات الجبهة الثورية من سدرة واجتمع بلجان أمن محليتى الرهدوأم روابة فيهما، مؤكدا للمواطنين مقدرة القوات السودانية على بسط هيبة الدولة وقال فى حديثه ل«الصحافة» ان قوة التأمين المرتكزة فى سدرة استطاعت صد القوات المعادية ثلاث مرات قبل انسحابها التكتيكي، إلا أن الوالي أكد أن القوات المعتدية نهبت ممتلكات المواطنين من الوقود والزاد والمعدات ولم تترك لهم شيئا. فيما تضاربت الأنباء حول عدة وعتاد قوات الجبهة الثورية التى اعتدت على سدرة قدرتها جهات أهلية مابين «50 80» لاندكروزر، كشفت مصادر ل«الصحافة» أن القوات المذكورة جاءت من منطقة «العرديبة» عند سلسلة جبال أبو الحسن تومى وأم درمان فى محلية الرشاد وهى ذاتها منطقة وجود قوات التمرد، تحركت هذه القوات إلى منطقة الفرشة ثم «13» كيلو شمالا لأم بركة واتجهت «15» كيلو شمالا منطقة الحجير إلى خور الطينة ثم إلى سدرة عند جبل الدائر، وقد تجاوزت أبوكرشولا شمالا وقد تحاشت تماما مناطق وجود القوات السودانية كما تحاشت أى من أنواع الاصطدام مع الجيش قبل أن تصطدم مع مجموعة مسلحة صغيرة عند جبل الدائر فى سدرة، الوالي من جانبه أكد استبسال هذه القوة التأمينية فى سدرة وقال إنها وقفت سدا منيعا أمام القوات المعتدية وكبدتها خسائر فى الأرواح والمعدات «3» سيارات لاندكروز وعدد من القتلى والجرحى فيما احتسب الجيش «5» من الشهداء وعددا من الجرحى وشهيدة واحدة و«3» من الجرحى من المواطنين. ولكن ماهى الآثار التى ترتبت على الحادث؟ أوقع الحادث أثارا وأضرارا كبرى على المواطنين فى مناطق «سدرة، النقيعة، أبنكرو، شكروا، صياح، الرصيرص» حيث فقد المواطنون ممتلكاتهم كافة من المواد الغذائية والحاجيات الخاصة فضلا عن كميات من الجازولين التى تم تجميعها هناك بغرض الزراعة، إلا أن الحادث ذاته قد ترك أثرا سالبا على نفسيات الطلاب فيما قفلت بعض المدارس بالرهدوأم روابة أبوابها خوفا، كما خلفت أوضاعا إنسانية طارئة حيت تفرقت الأسر التى تقطن المناطق المذكورة صوب الرهد ومناطق أخرى قبل أن تعود ادراجها عائدة، إلا أن قائد الفرقة الخامسة مشاه «الهجانة» اللواء حسين موسى عبد السلام أكد لدى مخاطبته احتفال الهيئة الخيرية وتدشين كيس الصائم استبسال القوة بسدرة مؤكدا فى ذات الوقت استعداد الجيش لتلقين المتمردين درسا لن ينسوه. إلا أن قيادات عسكرية ربطت فى حديثها ل«الصحافة» ما حدث فى سدرة وبين ما يحدث فى الجنوب وقالت ان ما حدث فى سدرة لرفع معنويات قوات الجبهة الثورية من فقدانها الأرض والسند والمدد بعد التغييرات الواسعة التي اجراها ويجريها الرئيس الجنوب سوداني، فيما حذر آخرون من مغبة أعمال إنتحارية يتوقع أن تقوم بها قوات الجبهة الثورية لفقدها الأمل والزاد والوقود وسيكون حينها المواطن أكبر المتضررين، إلا أن قيادات سياسية عزت الهجوم على سدرة للفت أنظار الوفد الأفريقى الرفيع بشأن استئناف التفاوض بشأن المشكلة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق.