: * ليس ثمة خلاف وإنما من باب (فذكر)، نذكر بأن بيوت الله "المساجد"، إنما قامت لعبادة الله، وذكره، وطاعته، والنصح والمشاورة في كل ما يعزز، وينهض، بمصالح أمة الإسلام الدنيوية والأخروية. * لكن في بعض منها ومن بعض الناس، صارت ترتكب فيها مخالفات لا يقبلها أصحاب العقول السوية، ولا الفطرة السليمة المتدينة، وبعيدة كل البعد عن شرعة الله، فمثلاً لا حصراً للأسف هناك من تسول لهم أنفسهم ارتكاب جريمة النميمة، والاستهزاء، والسخرية -ويا للعجب- في بيت من بيوت الله!!! * فصرنا نأتي المنكر في مساجدنا كحال قوم لوط عليه السلام الذين وبخوا، وزجروا، وعذبوا، مع فارق أنهم يفعلونه في ناديهم(وتأتون في ناديكم المنكر)، والمنكر في أحد تفاسيرها تأتي بمعني: كانوا يجلسون بالطريق" ف"يحذفون" أبناء السبيل ويسخرون منهم. * إتيان منكر في مساجد من ينتظر فيها لا تحبسه إلا الصلاة، فهو في رباط في سبيل الله، لكنهم ينتظرونها وهم في رباط في سبيل الشيطان، في رباط خاسر مستغرقون في همز ولمز، (ويل لكل همزة لمزة)، ومستمتعون بغمز ونميمة، (هماز مشاء بنميم)،( ... ولا يغتب بعضكم بعضاً ... الآية). * فيجتمعون في حلقات لا لذكر الله، وتلاوة القرآن، وتفسيره وغيرها من الأعمال الصالحة، حتي يذكرهم الله في من عنده، وتحفهم الملائكة، وتتنزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، بل يتحلقون واضعين رجلاً على الأخرى في "عشرة ونسة"، يتضاحكون بأعلى أصواتهم ويتمايلون فرحاً ك"السكارى"، من نشوة الغمز واللمز والسخرية. * وممن يسخرون؟! من إخوانهم المصلين، فكل من هو بعيد عن دائرتهم "دائرة السوء"، تتناوشه أسهم سخريتهم ولا يسلم منها الا من يتأكدون أنه يسمعهم، وب"فعلتهم" المقيتة هذه إن استمروا فيها -عافانا وعافاهم الله- لن يحصدوا غير أن (ينسيهم الله أنفسهم، وتستهويهم الشياطين، وتتخطفهم الحيرة، ويقع بهم العذاب). * بقي سؤال أخير من لا يتأدب في بيت الله أين يتأدب؟!!! من يقع في السيئات، ويرتكب المعاصي، في مكان عمل الطاعات، وكسب الحسنات، فمتى يتجنب الشر المفضي لطريق الضلال، ويفعل الخير الهادي للصراط المستقيم؟ * فيا من ينشد تزجية أوقات الفراغ، والتسلية الحرام فيها، نقول لك ونهديك نصحاً صادقاً ما لمثل هذا بنيت المساجد، وقد نهينا حتى من نشدان الضالة المباحة فيها لقوله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: (من سمع رجلاً ينشد في مسجد ضالة فليقل: لا أداها الله إليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا). * فرجاء يا أئمة المساجد بلغوا هؤلاء وعظوهم ووضحوا للناس كافة ما يجب أن يبذل للمساجد من احترام، وقدسية، وتبجيل، وخصوصية، وما يفعل فيها ولها من خير، وبالمقابل ما يحرم فيها وبها من شر.