الأبيض:عمر عبد الله : ما أن انفض سامر الاستقبال الجماهيرى الضخم الذى وجده مولانا أحمد هارون عند وصوله الأبيض لتولى حقيبة والي شمال كردفان في نسختها الجديدة ،حتى علت الأصوات متسائلة: هل يستطيع مولانا أحمد هارون احداث اختراق حقيقى لعدد من الملفات الهامة التى تستحوذ على جل اهتمام الرأي العام بالولاية ،مثل طريق بارا - أم درمان ،ومشروع مد كردفان بمياه النيل ،ومستشفى الأبيض، اضافة الى تحريك عجلة التنمية المعطوبة،علاوة علي مجابهة المهدد الامنى المتمثل في الحركات المسلحة التى نقلت عملياتها الى أطراف الولاية. وجل هذه تحديات كبيرة ستواجه مولانا أحمد هارون رغم دينامكيته الواضحة التى استهل بها فترة حكمه، ورغم ما يتمتع به من خبرات متراكمة ومكتسبة وعلاقات علي مستوى المركز ،فهل يستطيع الرجل تحقيق طموحات أهل الولاية التى ارتفعت بعد مجيئه ووصلت عنان السماء ،والسؤال الاكثر اهمية كيف لهارون تحقيق ذلك ؟فهل يواصل مسيرة النجاح التي بدأها في جنوب كردفان ام ان المتغيرات التي تشهدها البلاد ربما تقف حجر عثرة في طريقه بشمال كردفان،طرحنا هذه الاسئلة علي عدد من قادة القوى السياسية والمراقبين ونتابع ماذا قالوا: مجيبا علي جزء من الاسئلة السابقة ،يشير رئيس حزب الأمة القومى منصور ميرغنى زاكى الدين الي أن مولانا أحمد هارون بحكم أنه احد أبناء الولاية حتماً سيكون حريصاً على خدمتها ،شريطة أن يتعاون معه المركز لتحقيق أهم مطلبين وهما توصيل المياه من النيل وطريق بارا أم درمان،وزاد: ونحن جاهزون للتعاون معه في كل القضايا التى تخدم الولاية بغض النظر عن المشارب، فخدمة الولاية هى واجب على كل كردفانى أصيل. فيما يؤكد مسؤول الاعلام بالاتحادي الاصل خالد الحجازى أن هارون رجل دولة عركته التجارب والظروف الصعبة التى مرت بها ولاية جنوب كردفان وقبلها دارفور، وهذه جعلته أكثر صموداً وقبولاً للتحديات ،والأمل موجود رغم الظروف ومعاكسة المركز ،وشمال كردفان تحتاج لارادة قوية للتغيير على كل الأصعدة ونرى انه قادر على ذلك. واذا كان هناك من يؤكد ان هارون قادر علي احداث اختراق حقيقي في ملفات التنمية ،فان هناك من يري ان الوصول الي هذا المرتجي يتوقف علي اصلاح الهيكل الاداري بالولاية ،ويرى عبد الله علي النور الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبى بأن التعيينات الدستورية في الأونة الأخيرة هى تغيير لوجوه بعض الأشخاص دون أن يستصحب ذلك تغيير في الرؤى والأفكار والبرامج مما جعل المواطن العادى غير منفعل معها أو متفاعل، لأنها لا تعنيه بقدر ما تعنى الحزب الحاكم،ويعتبر عبدالله علي النور تعيين أحمد هارون قد جاء في ظل ظروف تعانى منها الولاية من رداءة خدمات المياه والصحة والتعليم وضمور الامداد الكهربائى ،وقال النور ان مولانا أحمد هارون يمكن أن ينجح اذا استغل علاقاته الاتحادية لجلب الدعم المالى اللازم لتنفيذ مشروعات حيوية . الا ان القيادي بالمؤتمر الوطني عبد الله المتعارض يري ان أحمد هارون من قيادات كردفان الشابة،وانه بالاضافة لكونه ينتمى لقبيلة أهل القانون ،فله من الامكانات والمقدرات الشخصية والعلاقات الرسمية والشعبية ما يمكنه من احداث اختراق في أعقد الملفات ،واضاف:من جانبنا نتوقع له النجاح في طى ملف العطش بالولاية ليكون أول من يفعل ذلك ،كما نتوقع لما يعرف عنه من جدية بأن لا يولى شيئاً من اهتمامه لاحداث ترضيات سياسة والتى دائما بداعي الموازنات. بالمقابل يعتبر رئيس الحزب الشيوعى عثمان حسن صالح أن تعيين أحمد هارون مسألة تغيير أشخاص ووجوه ،وزاد: تعاقب على الولاية منذ الانقاذ أكثر من 10 ولاة ولم نلحظ أى تغيير في تنفيذ السياسات المتبعة حيث الاهمال التام في جانب الخدمات والمشاريع التنموية والبنى التحتية ،وليس هناك ما يدعونا ان نعتقد ان تعيين هارون سيكون فاتحة خير لأن سياسة المركز ثابتة تجاه شمال كردفان. ولكن هناك من يعتقد ان طريق هارون لن يكون مفروشا بالورود ،وفي الاتجاه يقول البرلمانى مهدى أكرت انهم يعلقون علي أحمد هارون آمالا عراضا ،وزاد:نحن واثقون من أنه قدر هذه المسئولية، ولكنه سيواجه متاريس كبيرة وخاصة فيما يتعلق بطريق بارا أم درمان ،وستقف له وزارة المالية الاتحادية حجر عثرة فهي ظلت تعرقل قيام هذا الطريق منذ أكثر من 20 عاماً، رغم انه سبق وأن تمت اجازته في أكثر من أربع ميزانيات سابقة اضافة الى دعم جهات أخرى ، وقال اكرت أن هارون سيجد نفسه وحيداً كالسيف في مواجهة المركز ،وعليه أن يعمل على رفع الصوت السياسي الخفيض للولاية، لان عهد صوت الولاية العالى كان فقط في فترة ابراهيم السنوسى الذى استطاع ان يقطع خطوات في حل مشكلة مياه الأبيض، وارجع مهدى عدم تفاعل المركز مع مشاكل الولاية لضعف الولاة الذين تعاقبوا على الولاية ، حسب قوله. ويتوقع المحلل السياسي عادل البلالي أن أحمد هرون سيحالفه النجاح فى ادارة الولاية ،ولكن بشرط أن يعمل علي بناء حزب قوى يتحرر من كل مظاهر الترهل والمحاباة والجهوية والمجاملات التى لا مبرر لها،وزاد: وحتي ينجح فمطلوب منه ان يعمل على اختيار معتمدين بمعايير جديدة ،فالمواطن بحاجة لمعتمد خلاق ومبدع وصاحب خيال مجتمعى واسع وارادة سياسية قوية تحمل كل الناس على وتيرة واحدة،وان تكون لديهم ايضا القدرة على الاستعانة بمجالس تشريعية فى المحليات بمواصفات، لا أن يكون الاعضاء مجرد جوقة من الهتيفة للمعتمدين يتكالبون على المراقب المالى او صراف المحلية عقب كل جلسة ليقبضوا الحوافز ،والمهم أيضاً ان يطلق الوالي يد منظمات المجتمع المدنى لتخرج من دائرة التحنيط من اتحادات وروابط وجمعيات ومنظمات ومجالس شورى وادارات اهلية لتشارك في معركة اعادة البناء الحقيقى لمجتمع شمال كردفان وفوق كل ذلك اعلام قوى ومسئول ومبادر.