: ماذا سنكتب .. وماذا نقول .. في رحيل الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق.. بعد أن سكب جميع الزملاء المداد ألماً ودماً حارقاً لرحيله المفجع .. وبعد أن نعاه الجميع بما يستحقه، وبما يتسم مع صفاته النبيلة. حاولت الكتابة لحظة سماعنا بالرحيل المُر.. فلم يطاوعني القلم، وأبى أن يبوح بما يجيش في خواطري من حزن عميق .. وكيف لا يكون الحزن كذلك والأستاذ عبد المجيد عبد الرازق يعتبر حالة خاصة في علاقاته مع الجميع.. اذا اردنا الحديث عن قلمه فقد عرف دائماً بالنزاهة، واجمع كل من يكتب عنه بانه لم يعرف الا ان يمنحه قدره، وان يقدره، ولا يكتب به إسفافاً، ظل على الدوام لا نقول على الحياد ولكنه في الطريق الصحيح الذي اختطه لنفسه.. أن يكون قوياً لا يخشى في قول الحق لومة لائم.. وأن يكتب دائماً وفق الرؤية القومية والتقويمية.. لا يلجأ ابداً للتجريح أو للمهاترة، ولا يحابي احداً.. ظل على الدوام يحترم القارئ، ويكتب له ما يفيده.. وسعى دائماً ليكون قلمه قومياً ومحايداً رغم مريخيته التي لا يتشرف بها ويؤكد عليها. من خلال تواجدنا في الدوحة لاحظنا التأثر الكبير للزملاء الصحافيين العرب، والذين شق عليهم نبأ نعي الأستاذ عبد المجيد وابدوا تأثراً كبيراً لفقده ليس للصحافة السودانية فقط، بل حتى للعربية، فقد ظل الرجل يحتفظ بعلاقات واسعة في كل الدول العربية، وذلك من خلال تواصله وحرصه على حضور كل الفعاليات المهمة، والتي لم يغيبه عنها حتى المرض، فقد امتلك ارادة قوية جعلته يتغلب على كل الصعاب التي تواجهه. في السودان ومن خلال متابعتنا للصحف نجد أن خبر وفاته قد احزن الجميع في الوسط الرياضي والاعلامي، ولعمري فهذه ميزة لا تتوفر الا لمن حباه الله بحب الناس وتقديره، وعبدالمجيد يستحق كل الدعاء المخلص الذي قابل به كل شخص سمع بخبر موته في هذه الأيام المباركات من شهر رمضان الفضيل. في آخر زيارة لي للسودان قبل أقل من شهر، وكالعادة الاطمئنان عليه بمعاودته في صحيفة السوداني واحدة من المحطات التي احرص عليها، وقد التقاني كالعادة هاشاً باشاً ومرحباً، وسائلاً عن كل الزملاء في الدوحة، وأحوالهم. اللهم أرحم الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق، وأجعل الجنة مثواه بقدر ما قدم لوطنه.