*من الوارد أن تحدد نتيجتا مباراتي اليوم اللتين سيؤديهما المريخ والهلال أمام كل من هلال كادقلى والأهلى عطبرة ملامح بطولة الممتاز ذلك من واقع أنه وفى حالة انتصار المريخ فى كردفان وتعثر الهلال فى عطبرة بالخسارة أو حتى التعادل « وهذا وارد ومتوقع بنسبة كبيرة » فان الفارق الصدارى سيرتفع الى ثماني نقاط أو سبع لصالح المريخ وفى هاتين الحالتين ستبقى مباراة القمة المقبلة والتى ستجرى بعد تسعة أيام هى مباراة تتويج للمريخ اذا قدر له الفوز بنتيجتها اذ ان الفارق سيرتفع الى « عشر أو إحدى عشرة نقطة وهذا ما يصعب تعويضه » وهذا ما يجعلنا نقول ان الدورى الممتاز يعيش آخر أيامه وقد تحسم بطولته مبكرا وهذا بالطبع أمر جديد لم يألفه أو يعتاد عليه المشجع الكروى فى السودان حيث كان أمر البطولة وفى كل المواسم السابقة يظل غامضا وغير معروف وعادة ما يتحدد البطل من خلال نتيجة المباراة الأخيرة فى المنافسة والتى تجمع بين العملاقين الا أن الوضع فى هذا الموسم جاء مختلفا تماما عما كان عليه فى السابق فضلا عن ذلك فان الفارق بين المتصدر ووصيفه كان لا يتعدى النقطتين أو الثلاث، أما الأن فها هى مواجهة القمة الحاسمة والمصيرية ستجرى قبل تسعة أسابيع من نهاية البطولة كما أن الفارق فى النقاط قد يبلغ رقما كبيرا . *وبقراءة للمباراتين اللتين سيؤديهما طرفا القمة القمة عصر ومساء اليوم و ستجريان خارج ولاية الخرطوم أى بعيدا عن معقليهما وجمهوريهما فنجد أن أى من المواجهتين لها أهمية خاصة وكبيرة ولها ظروف محيطة مختلفة فضلا عن ذلك فان المستوى العام للمنافسين الاخرين « هلال كادقلى والأهلى العطبراوى » متميز من واقع أدائهما ونتائجهما فى البطولة. *بالنسبة للمريخ فوضعه سيكون صعبا ونتوقع أن يتعرض لتجربة قاسية من منافسه هلال كادقلى برغم استعداده ووضعه الصدارى وتتمثل صعوبة موقف المريخ فى أنه سيواجه فريقا يؤدى نجومه بحماس كبير وشراسة وبروح قتالية عالية فضلا عن أن هلال كادقلى من الفرق التى تستغل وتستثمر اللعب فى أرضها و تتقوى بجماهيرها اضافة لذلك فهو يجد سندا كبيرا من حكومة ولاية جنوب كردفان ومن كافة مواطنى الولاية وقد اكتسب نجومه خبرات كبيرة بعد مشاركتهم فى بطولة سيكافا الأخيرة زائدا على ذلك فان الانتصار الأخير الذى حققه على الأهلى شندى سيكون له الأثر المعنوى والنفسى الكبير على اللاعبين كل هذه عوامل ستكون فى صالح الهلال وفى الوقت نفسه ستشكل صعوبات أمام المريخ والذى سيؤدى هذه المباراة بدافع واحد وهو تحقيق الفوز والحصول على نقاطها الثلاث حتى يحافظ على الفارق بينه ونده التقليدى الهلال ومن ثم الانفراد بالصدارة وهذا ما جعله يضاعف اهتمامه بالمواجهة والتى تأتى متزامنة مع وصول مدربه الجديد مايكل كروجر وبالطبع فان وجود الألمانى على الخط سيكون له أثر كبير على أداء نجوم المريخ داخل الملعب ونتوقع أن يبذل اللاعبون جهدا كبيرا وأن يحرص أى منهم على تقديم المردود الذى يجعله يقتحم توليفة الخواجة لا سيما وانه صرح بأنه لا يعترف بالنجومية الورقية ويعرف فقط عطاء اللاعب وجهده. *فوز المريخ فى مبارة اليوم سيجعله فى وضع أفضل و قريبا من استرداد لقبه كبطل للممتاز من واقع أنه سيدخل مباراة القمة القادمة بحسابات مختلفة حيث أن فوزه فيها سيؤدى الى اتساع الفارق الى ثماني أو سبع نقاط وربما يزيد « فى حالة تعثر الهلال فى المباراة التى سيخوضها مساء اليوم باستاد عطبرة أمام الأهلى وهذا متوقع و وارد بنسبة كبيرة » ولهذا نتوقع أن يجتهد نجوم المريخ فى تحقيق التفوق على منافسهم عصر اليوم . *معلوم أن كافة الترشيحات تمنح أى من طرفى القمة النسبة الأكبر فى تحقيق الفوز فى أى مباراة يؤديانها أمام أى فريق سودانى قياسا على تميزهما وامتلاكهما لعناصر ومقومات لا تتوفر لدى أى فريق غيرهما هذا غير تفردهما بامكانيات مادية وفنية وبشرية هائلة تجعلهما محل الترشيح ولكن كل هذه الترشيحات لا تكفى ولا تقود للنصر وحدها وعادة ما تتسرب مع بداية المباراة حيث أن للملعب كلمته وأداء اللاعبين هو الذى يحدد النتيجة. *يمكن للمريخ أن يفوز فى مواجهة اليوم ويحسم نتيجتها مبكرا فى حالة أن يؤدى أولاده المباراة بلا غرور أو تعالٍ أو غطرسة ، وان لعبوا بروح قتالية عالية ومسئولية وحماس وقوة وأدوا واجبات اللعب ولم يسخروا أو يستهزأوا أو يستصغروا منافسهم ، أما فى حالة أن يلجأوا للاستعراض واللعب الناعم وأهملوا واجباتهم وظنوا أن خصمهم سيأتى للفرجة عليهم فمن المؤكد أنهم سيخسرون الجولة وسيفقدون التميز ويعقدون الحسابات. *بالمقابل فان وضعية الهلال فى مباراته التى سيؤديها فى عطبرة أمام الأهلى ستكون غاية الصعوبة بل أن موقف الهلال سيكون هو الأخطر من منطلق أن أى تعثر له ان كان بالخسارة أو حتى بالتعادل فان ذلك له معنى كبير وأكثر ما سيؤثر على أداء نجوم الهلال سلبا وايجابا « فى تقديرى الشخصى » هو النتيجة التى ستنتهى عليها مباراة المريخ فى كادقلى لا سيما وأنها ستقام عصرا بمعنى أن نحوم الهلال سيدخلون للملعب اليوم بحسابات نتيجة مباراة المريخ وتأتى صعوبة موقف الهلال فى حالة انتصار المريخ وعندها سيرتفع الفارق الى ثماني نقاط و « بالطبع فان هذا الوضع سيحدث قبل بداية مباراته » الشئ الذى قد يؤثر نفسيا ومعنويا على لاعبى الهلال وسيجعلهم يؤدون المباراة تحت ضغوط نفسية صعبة غير ذلك فان منافس الهلال ليس سهلا فالأهلى العطبراوى هو من الفرق التى تطبق مبدأ جماعية الأداء ويؤدى نجومه بايقاع سريع ويلعبون الكرة السهلة السريعة الممرحلة كما أنهم يؤدون بمبدأ الندية ويمارسون الجرأة فى مهاجمة خصومهم ويتميز الأهلى بخط مقدمة خطير وكل نجومه من الشباب أصحاب الحماس والدافع زائدا على ذلك فيشرف على تدريبه الكابتن برهان تية وهو من المدربين الذين بلغوا مرحلة التخصص فى الدورى الممتاز ، كل ذلك سيجعل وضع الهلال صعبا . *الحسابات تقول انه اذا تفوق المريخ عصرا فى كادقلى و تعثر الهلال مساء فى عطبرة بالهزيمة او التعادل « وهذا محتمل بحسابات كرة القدم والتى لا تعرف الهلال ولا برشلونه أو المريخ وهى لعبة مفاجآت » فان ذلك يعنى أن أمل الأزرق فى تحقيق البطولة سيضعف كثيرا فيما سترتفع حظوظ المريخ « الفارق الحالى خمس نقاط لصالح المريخ » أما فى حالة فوز الاثنين فان الوضع سيبقى كما هو مع أفضلية لوضع المريخ من واقع أن الفارق سيبقى ثابتا بل أن المريخ سيكون قد تخطى عتبة كبيرة . الاحتمال الثالث هو انتصار الهلال وتعثر المريخ وفى هذه الحالة سيكبر أمل الهلال فى اللحاق بالمريخ ، أما ان تعثر طرفا القمة اليوم فان ذلك سيجعل الوضع كما هو أيضا . *أخيرا تبقى كل الاحتمالات واردة بمعنى أن المريخ يمكن أن ينتصر أو يتعادل أو يخسر وكذا الوضع بالنسبة للهلال ، ولكن الجدير بالملاحظة هو أن المريخ والهلال سيدخلان مواجهتى اليوم وفوزهما ليس مضمونا ولا هو الاحتمال الأقرب كما كان يحدث فى السابق وهذا فى حد ذاته يعتبر وضعا إيجابياً.