: خلال وقت وجيز سحبت المسلسلات التركية البساط من نظيراتها واحتلت المرتبة الأولى بامتياز على مستوى المشاهدة في الوطن العربي، وكل تلك الأعمال تم إنتاجها بحرفية عالية تصلح لأن تدرس في كليات الدراما، لتساهم في صقل الدارسين في مجال التمثيل والتصوير والإخراج، وكيف تصبح الدراما صناعة مربحة، وبحصافة اختارت الدراما التركية أن تخاطب جمهورها العربي بالعامية السورية، وجمعت الحسن التركي وحلاوة اللسان الشامي، وكان النص الاجتماعي هو الشفرة التي فتحت للأتراك قلوب المشاهد العربي من خلال الملامسة العميقة للقضايا الإنسانية ومخاطبة العاطفة، والدعوة لقيم الخير والجمال، وابراز إشكال الصراع الازلى بين الشر والخير، وتسليط ضوء كثيف على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لا تختلف باختلاف الأماكن والبلدان، وأقول هذا من واقع متابعتي لأكثر من مسلسل تركي، فقد مسخت الدراما التركية الدراما المصرية التي لم تعد تحظى بذلك الاهتمام، وأثبتت إن الوصول إلى القمة ليس حكراً على احد، وان كانت هناك سلبيات لهذه الدراما فإن بعض تلك المسلسلات تحتوي على مشاهد وتتناول قضايا ومشكلات قد لا تناسب المجتمع السوداني ويجب أن يفطن لها المتفرج والشاهد أن المنافسة بهذا المجال أصبحت صعبة للغاية في ظل السماوات المفتوحة، وتتطلب بذل مزيد من الجهد من قبل المهتمين بأمر الدراما السودانية التي انزوت تماماً ولم يعد لها أثر الا من نزر يسير من أعمال مؤثرة قادرة على جذب المشاهد وإطلالة خجولة في رمضان كل عام! فوتوغرافيا ملونة بستان الشعر السوداني حافل بالرائعين الذين كتبوا أجمل القوافي بحبر الدهشة الأخاذ وكلما أعدت الاطلاع على قصائد الراحل محمد سعد دياب أيقنت بان هذا المبدع الأصيل الذي غيبه الموت بالمملكة العربية السعودية عام 2006 أيقونة سودانية تستحق الانتباه والاحتفاء والتكريم وان تقف عنده الأجهزة الإعلامية والمنابر الثقافية والمنتديات والمؤلم أن الأجيال الراهنة قد لا تعرف عن دياب سوى القليل من سيرته وبعض مقاطع ديوانه عيناك والجرح القديم وأغنية مدلينا. [email protected]