: خلال وقت وجيز سحبت الدراما التركية البساط من تحت نظيراتها واحتلت المرتبة الاولى بامتياز على مستوى المشاهدة فى الوطن العربى، وكل تلك الاعمال التى انتجت بحرفية عالية تصلح لأن تدرس فى كليات الدراما، ليفهم ويعرف المعنيون كيف يكون التمثيل والتصوير والاخراج، وكيف تصبح الدراما صناعة مربحة، وبحصافة اختارت الدراما التركية ان تخاطب جمهورها العربى بالعامية السورية، وجمعت الحسن التركى وحلاوة اللسان الشامى، وكان النص الاجتماعى هو الشفرة التى فتحت للاتراك قلوب المشاهد العربى من خلال الملامسة العميقة للقضايا الانسانية ومخاطبة العاطفة، والدعوة لقيم الخير والجمال، وابراز اشكال الصراع الازلى بين الشر والخير، وتسليط ضوء كثيف على العلل والآفات الاجتماعية التى لا تختلف باختلاف الاماكن والبلدان، واقول هذا من واقع متابعتى لأكثر من مسلسل تركى، فقد مسخت الدراما التركية الدراما المصرية التى لم تعد تحظى بذلك الاهتمام، واثبتت ان الوصول الى القمة ليس حكراً على احد، وان كانت هناك سلبيات لهذه الدراما فإن بعض تلك المسلسلات تحتوى على مشاهد وتتطرق الى قضايا ومشكلات قد لا تناسب المجتمعات المسلمة، وينبغى ان يفطن لها المشاهد العربى. والشاهد ان المنافسة فى هذا المجال اصبحت صعبة للغاية فى ظل السماوات المفتوحة، ويتطلب ذلك بذل مزيد من الجهد من قبل المهتمين بامر الدراما السودانية التى انزوت تماماً ولم يعد لها أثر الا من نزر يسير من الأعمال المؤثرة التى تجذب المشاهد، نقول هذا وموسم الدراما الرمضانية يقترب.. ترى هل سوف نشاهد فى رمضان المقبل دراما سودانية تستحق الانتباه ام سيبقى الحال على ما هو عليه؟! [email protected]