الخرطوم: رجاء كامل : يواجه القطاع الصناعي كثيراً من المعوقات والعقبات التي اسهمت بقدر كبير في تأخر القطاعات الاخرى فالصناعات الصغيرة والمتوسطة لها أهميتها ومكانتها في اقتصاديات الدول، خاصة النامية والفقيرة .. وذلك بغض النظر عن نوعها وتطورها .. فهي تمد المواطن في المقام الأول بسلع مهمة، وتدعم الصناعات الكبرى باستهلاكها لبعض منتجاتها وتحويلها لشكل آخر يحتاجه المواطن .. وكذلك فإن بعض الصناعات الصغيرة والمتوسطة تمد بعض الصناعات الاستراتيجية والحربية بقطع صغيرة من منتجاتها لإدخالها في بعض منتجاتها المتقدمة والمعقدة .. الا أن اتحاد الغرف الصناعية ولاية الخرطوم يؤكد ان اغلب الصناعات الصغيرة تواجه معوقات عديدة ومعروفة ما أدى لتوقف أكثر من 65% من المنشآت الصناعية الصغيرة في السودان، خاصة العاملة في قطاع الغزل والنسيج. ويؤكد د. الفاتح عباس نائب الامين العام لاتحاد الغرف الصناعية ان القطاع الزراعي متدهور مما انعكس على توفير المنتجات الاساسية الزراعية ومدخلات الانتاج للصناعة بجانب ارتفاع الاسعار ورفع التكلفة الذي لا يوجد لهما مبرر ما ادى لدخول السلع المستوردة التي اغرقت الاسواق وأدت لتوقف المصانع المحلية خاصة النسيج والزيوت والجلود موضحاً ان الانتاجية متدنية بينما هنالك كثير من المصانع المغلقة. ويضيف قائلا ان اغلب الصناعات ترتبط بالزراعة حيث تظهر منتجاتها بموسم محدد بجانب عدم مقدرة المصارف على التمويل واغراق السوق بالمنتجات البديلة، فيما اسهم دخول بعض المصانع الحديثة بطاقات عالية وانتاجية كبيرة في اغلاق المصانع الصغيرة التي ظلت تواجه الضرائب وارتفاع الرسوم. من جانبه أكد الخبير الصناعي مصطفى محمد صالح ان مدخلات الانتاج الصناعي اهمها واساسها القطاع الزراعي مشيرا الى ان القطاع الصناعي يعتبر اهم القطاعات الاقتصادية الرئيسة في تنمية الاقتصاد السوداني وتحقيق اهداف التنمية عبر الاستفادة من الامكانات الزراعية في السودان وربطها بالصناعة من خلال الميزة التفضيلية بجانب توفير فرص العمل واعادة توزيع الثروة بين القطاعات المختلفة، واضاف مصطفى رغم ان المعوقات حدت من انطلاقة القطاع الصناعي بالرغم من ان الاستراتيجية ربع القرنية اكدت في الاهداف الكلية النهوض بالقطاع الصناعي. وقال: «المشكلة الاساسية تكمن في الجانب التطبيقي والعملي للاستراتيجية ويفاقمها تعدد الرسوم والضرائب والجمارك واغراق الاسواق» واوضح الخبير الاقتصادى بروفيسر علي عبدالله علي الاهتمام بالصناعات الصغيرة الذي يؤدي لخلق تكنولوجيا محلية ووطنية يمكن رعايتها لأجل الوصول بها لمراحل متقدمة تساعد في خلق تكنولوجيا وطنية للصناعات المتوسطة والكبيرة .. بجانب ان الصناعات الصغيرة والمتوسطة لها تأثير مباشر على التنمية الريفية نظراً لانخفاض كلفتها الاستثمارية، وهي أيضاً تسرع في عملية تعمير المدن الجديدة والانتشار الصناعي الفعال للتنمية الشاملة، وتتيح العديد من فرص العمل، مشيرا الى ان تكنولوجياتها البسيطة تسهل فرص تدريب العمال .. وعادة ما تتميز منتجات الصناعات الصغيرة والمتوسطة بقدرة تنافسية عالية ما يجعلها جاذبة للاستثمار، وكذلك تتميز منتجاتها بسهولة التطويع والتوجيه طبقا لاحتياجات السوق، وهذا الأمر يكسبها مرونة في التحول من سلع بعينها لأخرى دون كلفة كبرى أو تعقيدات في العمليات الإنتاجية . وفى هذا الجانب يرى الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير ان قطاع الصناعات الصغيرة ظل يواجه مشاكل عديدة ومتداخلة افقدته القدرة على القيام بدوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، مشيرا الى ان الخطر الداهم الذي يهدد وجودها وينخر في عظمها بصورة منتظمة هو افتقارها الى البنيات الاساسية الداعمة للانتاج من حيث الموقع الملائم والخدمات الضرورية التي تساعد على العمل بجانب صعوبة الحصول على التمويل بالقدر الكافي وفى الوقت المناسب، ماضيا الى ان الصناعات الصغيرة ظلت تنمو عشوائيا دون وجود قانون ينظم عمل تلك المشروعات ويدعم المنتج الصغير. واشار الى ان صغار المنتجين يواجهون حملات غير مبررة من الرسوم والجبايات من قبل المحليات والولايات من شأن ذلك اضعاف تقدم وتطور هذا القطاع .