عطبرة: عمر مصطفى : يعتبر مستشفى عطبرة من أقدم مستشفيات ولاية نهر النيل من حيث التأثيث والعمر، ولكنه يحتل المرتبة الاخيرة كما يبدو لزواره من حيث البيئة الصحية والمعينات، حيث يعاني إهمالاً واضحا وتردياً ملحوظاً، فالمريض الذي يدخله بغرض الاستشفاء يعاني الأمرين، وكذا المرافقين والزوار، فالإهمال طال كل اركانه وجوانبه بداية بانعدام أبسط مقومات الصحة وهي النظافة واصحاح البيئة، فاكوام النفايات تقابل الزائر اينما توجه، والروائح الكريهة تنبعث من العنابر بصورة مزعجة، اما حمامات المستشفى على قلتها لا يمكن دخولها لرداءتها وعدم العناية بها، وازاء احتجاجات المواطنين سجلت «الصحافة» زيارة للوقوف على الواقع، واجرينا هذه الاستطلاعات مع المواطنين المواطنة «ع. أ» تحدثت بمرارة عن الاهمال الواضح، وشكت من ارتفاع المبالغ المتحصلة من المريض، وقالت إن رسم الدخول الاولي للعنبر يبلغ «60» جنيهاً، ورسم دخول العناية المكثفة «300» جنيه للاسبوع، وان العلاجات معظمها من الصيدليات الخارجية، واشارت الى عدم اهتمام ادارة المستشفى بنظافة العنابر، الامر الذي يجعل البيئة غير صالحة لاستشفاء المريض بل تؤدي الى مرض المرافق نفسه، فالذباب ينتشر نهاراً والبعوض يتجول ليلاً، اضافة الى الروائح الكريهة وانعدام التكييف حتي في العنابر الخاصة. اما المواطن عثمان علي فقد شكا من التردي داخل المستشفى والاهمال الواضح وتجاهل ادارة المستشفى لصحة المريض، وقال: إن المياه مقطوعة واكوام النفايات تنتشر داخل المبنى، ولا مراوح ولا مكيفات بالعنابر وانبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الانوف تصيبنا بالضيق، اضافة لانتشار الذباب والبعوض وجيوش القطط وعدم وجود دورات مياه صالحة بالعنابر، هذا اضافة الى عدم الاهتمام بالمتابعة والنظافة، الأمر الذي دفعني لمطالبة الطبيب باخراج الوالدة وقررت نقلها الى مستشفى آخر. المواطنة «زينب .ح» التي وجدناها بعنبر الصدرية مرافقة لزوجها، اشتكت من الاهمال في نظافة المستشفى، وتحدثت عن معاناتهم في الحصول على مياه الشرب، وشكت من سخونة العنابر لعدم وجود التكييف ومن عدم وجود التغذية بالمستشفى. في عنبر مرضى الأزمة انقذت العناية الالهية من كانوا داخله حينما سقطت المروحة من السقف الي الارض في صورة واضحة للاهمال وعدم المتابعة من قبل ادارة المستشفى. الدكتورة آمنة احمد علي مدير قسم الحوادث والمدير الطبي المناوب، اعترفت بالقصور في الاهتمام بالبيئة داخل المستشفى، وعزت ذلك لعدم اهتمام المرضى والمرافقين بالتعليمات، وإن كانت الادارة تتحمل الجزء الاكبر في هذا التردي بسبب الاعتماد على العمالة المحلية داخل المستشفى حسب قولها، وقالت إن العلاج المجاني المتوفر هو علاج الحالات الطارئة فقط، وأقرت بوجود بعض المخالفات وعزتها للسلوك الفردي لبعض العاملين، ولكنهم بوصفهم إدارة يبذلون جهودهم لترقية الاداء والاهتمام بكل الجوانب، وعن انقطاع المياه وعدم وجود التكييف بالعنابر أكدت أن الامر يعتبر مشكلة حقيقية، ولكن نعمل علي معالجتها، وعبرت عن عدم رضائها عن وضع المستشفى الراهن. وعن رسوم الدخول اوضحت ان رسم دخول العنبر «الفايل» «60» جنيهاً، ورسم دخول العناية «300» جنيه تجدد بعد اسبوع في حالة الاقامة الطويلة، اما رسوم السرير في العنابر الخاصة فهي «30» جنيهاً لليوم. دكتورة الهام نصر الدين اختصاصي الأطفال تحدثت بمرارة عن التردي في البيئة بالمستشفى، وطالبت بعمليات التوعية والتثقيف بضرورة الاهتمام بالنظافة والعناية بالعنابر، وقالت إن العمال المسؤولين عن نظافة المستشفى من كبار السن مما يتسبب في تراكم الاوساخ والنفايات، وطالبت بالتعاقد مع شركات النظافة حتى يكون المستشفى مهيأة لاستقبال النزلاء، وعادت دكتورة إلهام لتقول إن العامل يمنح خلال أسبوع كامل كيس صابون بودرة بمبلغ خمسمائة قرش لمقابلة اعمال النظافة وهو امر غير منطقي، ونفت تقديم وجبات للمرضى.