الخبر ورد فى اكثر من صحيفة بصياغة شبه موحدة مما يؤكد بلاشك أنه خبر» مخدوم»، وبالرغم من ذلك حرصت على الاتصال بالاستاذ فاروق ابو عيسى لاستجلاء الامر ، الاستاذ فاروق نفى أن يكون قد أدلى بهذا التصريح بهذا الشكل وفى هذا التوقيت ، مؤكدا أنه من وقت لاخر يعلق على أداء مكونات التحالف بما فيها الحزبان موضوع الخبر ، جاء التصريح المنسوب للاستاذ فاروق ابو عيسى والذى يقول « جدد الاستاذ فاروق ابوعيسى رئيس هيئة تحالف المعارضة أنتقاداته لحزبى الأمة القومى والمؤتمر الشعبى ، ووصف أبوعيسى المؤتمر الشعبى « بالمرفعين» الذى سيلتهم حلفاءه فى المعارضة مستقبلا ، وهاجم رئيس تحالف المعارضة المؤتمر الشعبى والشيخ حسن الترابى بقوله إن المؤتمر الشعبى وحزب الامة يركضان خلف المؤتمر الوطنى والحكومة ..الخ « أخر لحظة 9/9/2013، العدد 2523» الحديث المنسوب للاستاذ ابوعيسى يحمل فى طياته خبرا أخر وهو أن المعارضة ستتمكن من أسقاط النظام و لكن المؤتمر الشعبى « المرفعين»سيلتهم أحزاب المعارضة باقصائها عن المشاركة فى الحكم ومصادرة دورها ، و هو ما يطابق توصيف قطاع عريض من المواطنين و حتى بعض احزاب المعارضة من ان (اسقاط النظام سيبدل احمد بحاج احمد ) فى ظل وجود المؤتمر الشعبى كأحد ابرز احزاب التحالف و قدرته الفائقة على معارضة الحكومة و معارضة المعارضة ، و هذا ربما يكون سبباً للمعارضة بأن تستجيب لنبض الشارع و تغير من خطابها و ادواتها ومكوناتها بما يجعل لها استجابة وسط المواطنين بتبنى قضايا ومشكلات البلاد دون الاكتراث لغنائم السلطة او الانشغال بكيفية الوصول للسلطة بأية طريقة كما يحدث الان بتحالفها مع من جاؤا بالسلطة و كانوا جزءآ اصيلاً فيها الى وقت قريب ، وعلى غرار ماحدث فى دول الربيع العربى حيث التحق الاسلاميون بالثورات فى تونس وليبيا ومصر واليمن متأخرين و بعد أن لاحت بوادر أنتصارها ، أمتطوا ظهور القوى الثورية التى صنعت وشاركت بفعالية فى أسقاط الانظمة الحاكمة فى تلك البلدان وأنفردوا بالسلطة وشرعوا فى التمكين والاستيلاء على الدولة وأجراء تغيرات كبيرة تسمح لهم بالبقاء فى الحكم لسنين عددا ، حدث هذا بدرجات متفاوته فى كل دول الربيع العربى وكان أعمق أثرا فى مصر ، وسرعان ما أتت الرياح بما لاتشتهى السفن وأنتفض الشعب المصري فى وجه الاخوان المسلمين وأسقط حكم الرئيس مرسى ولم تفلح اعتصامات رابعة والنهضة فى أعادته للحكم ، بل كانت سبباً و حجة لاقصاء كامل الجماعة وحزب الحرية والعدالة من الحياة السياسية والزج بقياداتهم فى السجون بزعم ارتكابهم جرائم القتل والتعذيب والتحريض على العنف، وتداعت وأنداحت الاحداث المصرية لتلقي بظلالها على ليبيا وتونس باصطفاف جديد ضد حكم الاخوان ، وبدت بوادر أزمة سياسية لاحل لها الا اذا حدث تراجع كبير في ما يتعلق بوضع الدستور واحداث تغييرات فى التركيبة الحاكمة وإشراك الجميع فى السلطة والحد من هيمنة الأحزاب الحاكمة على مقاليد الامور فى الدولتين ، وبالعودة « للمرفعين» فإنه ووفقا لسياسات الاسلاميين سيحاول المؤتمر الشعبى التهام كل ما يتعارض مع أهدافه و سيقصي مايعترض طريقه ، ذلك أن « الطبع يغلب التطبع» وأن المؤتمر الشعبي لم يتحالف مع المعارضة إلا لاسباب تكتيكية أهمها تجديد شرعية القبول في الشارع والاستقواء بالمعارضة وتوظيفها لخدمة مصالحه، وهو لن يتورع عن التنكر لها والتواصل و التوادد مرة أخرى مع الوطني إن أعاد الوطني الحال إلى ماكان عليه قبل المفاصلة ، الشواهد على ذلك كثيرة وعديدة ولعل أهمها ممانعة المؤتمر الشعبي ووقوفه ضد اجماع قوى المعارضة من إجازة وتوقيع الأعلان الدستوري وبرنامج الفترة الانتقالية، متمسكا بذات الرؤية والاهداف كما كان سائدا قبل المفاصلة، فلم يتضح بعد ما اذا كان المؤتمر الشعبي متفقا مع بقية قوى المعارضة حول مدنية الدولة أم إسلاميتها؟ وهل يجاز الدستور بتوافق واسع من خلال تأسيسية دستورية ، أم من خلال البرلمان المنتخب بعد فترة انتقالية سته أشهرفقط؟ ، بينما توافقت بقية قوى المعارضة على فترة انتقالية «سنتان» ، وهذا في حد ذاته تخطيط مبكر « للمرفعين» لالتهام قوى المعارضة التي ستشاركه اسقاط النظام ويفترض بها مشاركته الحكم ، وهذا التشدد يمثل أنذارا كافيا لقوى المعارضة باستحالة التعايش والتساكن مع المؤتمر الشعبي في مركب واحد سواء كان ذلك في المعارضة او في الحكم ، تؤكد ذلك التغيرات في الموقف السياسي التي صاحبت وصول جماعة الاخوان للحكم فى مصر وانتزاعهم منه ، ومغازلة الجماعة ومساومتها على العودة لبيت الطاعة « التنظيم الدولي» ، خاصة بعد الخطبة المشتركة والاتفاق على التناصر لمواجهة اعداء الاسلام من العلمانيين . حري بالمعارضة الاتعاظ بالفترة التى اهدرتها فى اللا اتفاق ، و اللا برنامج للمعارضة او للحكم ، الامر الذي باعد بينها وبين مكونات تمتلك رصيدا محترما وسط المواطنين ، و لا يصح الا الصحيح . المرفعين لن يصبح حملا وديعا حتى لو تدثر بفرو الحملان !!