الخرطوم : هويدا المكي : للمرأة السودانية ولع غريب بالصيغة والمجوهرات .. لقد كان «الشف» من اكثر ادوات الزينة للمرأة السودانية وكانت «تيلة الشف » موجودة وقاسما مشتركا بين جميع الفئات الاجتماعية وفي الحقب التالية مع تمدد مساحة الفقر واختفاء الطبقة الوسطي اختفي الذهب ايضا وصار وقفا علي شريحتي التجار والمغتربين وجاء علي حواء السودان حين من الدهر تخلت فيه تماما عن الصيغة البعض بسبب الوعي نحو صرفه علي تعليم الابناء واخريات تخلين عنه كرها او بفعل الزمن والحاجة . لقد اختلفت الاوضاع تماما لم يعد الاهتمام بعدد «الغويشات والاسورة » هاجسا بين النسوة .. باتت صورة المنزل ومكونات غرفه من اولويات المرأة باتت قطعة ديكور واحدة اهم لدي السيدات من صيغتها او الغويشة الي ورثتها عن امها .. لقد تبدلت اولويات الاهتمامات لدي النساء سيما ان شراء خاتم واحد زنة «5» جرامات لا تراه العين يكلف مليوني جنيه وهو سعر يقارب شراء سريرين فاخرين من عينة «سنجل كبير » يزينان الصالة. «الصحافة» التقت مجموعة من النساء وقالت ليلي عوض ان اهتمامها في الماضي يقتصر علي اغتناء المجوهرات الذهبية فالذهب يحدد الفئة الاجتماعية التي تنتمي لها غير ان التحولات الحادة التي طالت المجتمع السوداني في اعقاب الازمة الاقتصادية وارتفاع اسعار الذهب دفعها الي توجيه ما تدخره نحو شراء مستلزمات اضافية للمنزل وبرغم محدودية ما تستخدمه المرأة السودانية من اطباق غذائية الا انها باتت تفضل شراء المستلزمات من ادوات المطبخ اضافة الي تغيير الديكور بين فترة واخري وتحرص ليلي عوض علي اهمية ان يمتد «النيو لوك » للمنزل حتي يكون اكثر جاذبية لزوجها وافراد اسرتها. ومن جانبها قالت فاطمة ان ظروف الحياة ومتطلبات الاسرة دفعت المرأة الي تغيير كثير من المفاهيم القديمة ورغم ايمانها باهمية الصيغة والمشغولات الذهبية ولكن الاولي تسييل تلك الاموال علي رأي اهل الاقتصاد والعمل علي استثمارها وتوجيه جزء من عائدها نحو المنزل وفي السابق كانت سيدة المنزل تدخل في الصندوق لتشتري الذهب لكنها الان تشتري الملايات والاواني المنزلية وتغير الاثاث المنزلي لمواكبة الموضة ، حتي بات الحديث بين النساء في المناسبات عن الاهتمام بالبيوت بدلا عن الذهب كما كان في السابق . لفيحاء رأي يختلف عن سابقاتها من المتحدثات اذ تري ان اهتمام المرأة باثاث المنزل نتج بعد انصراف الرجل والتفاته نحو توفير الضروريات من مأكل ومشرب وعلاج ومصروفات مدرسية باعتبار ان الاثاثات ليست من الاولويات ما جعل المرأة ان تتخلي عن احتياجاتها الشخصية من صيغة وصرفها علي الاسرة الحديثة واطقم الجلوس والستائر وصيانة المنزل حتي يغدوا جاهزا لاستقبال زائر ، واعتبرت الاهتمامات الجديدة للمرأة خصما حليها من غوايش واسورة وخواتم وهذه التوجهات خففت كثيرا من الاعباء علي الرجل بل حببت اليه المكوث اكثر بالمنزل ، وتقول فيحاء بانها ضد الفكرة وليست علي استعداد للتنازل عن مشغولاتها الذهبية ويكفي انها تقوم بادارة المنزل من طبخ وغسيل ورعاية الاطفال واهتمام بالضيوف . تقول ميادة بابكر ان اهتمام المرأة كان وقفا علي شراء حاجاتها الشخصية وتلك الخاصة بالاطفال بيد انها لاحظت تغيرا في اهتمامات المرأة ليبلغ تغيير الاثاثات وطلاء الغرف والصيانة العامة للمنزل دون ان تعطي نفسها ادني اعتبار من زينة واهتمام والغريب انها باتت تدفع بمدخراتها الذهبية وبمراجعة لواقع الاسر تجزم ميادة بان «90%» من السودانيات بعن صيغتهن وانفقن عائدها علي البيت. قالت هدية محمود ان المرأة كانت تدخل في صناديق الحي لتضيف قطعة اسورة ذهبية او خاتم او سلسل من الذهب لتتزين به وتلفت انتباه رفيقاتها لكن تغير المفهوم وبات جمال البيت من اولويات المرأة السودانية بعد ان صار دخل الرجل يوجه للضروريات التي قوامها المأكل والعلاج والتعليم فالمرأة باتت العقل المدبر لترتيب وتوفير مايلزم البيت حتي تشعر بان بيتها في غاية الجمال والاناقة .