منذ أن أعلن إسماعيل المتعافي قبل أكثر من عشرة أعوام حينما كان والياً علي ولاية النيل الأبيض المنكوبة إنهاء مشكلة المياه بمدينة الدويم ، منذ تلك اللحظة التي قبرها الزمان وطواها النسيان ما زال السكان يتذكرون كلام الجرايد والأكاذيب التي يبرع في تدبيجها المسؤولون والدعايات وعقوق الأهل ومسقط الرأس وأحضان المدينة التي طالما أعطت ولم تستبق شيئا ، لقد كانت أكذوبة سخيفة تلك التي أطلقها المتعافي عن ثورة المياه بولاية النيل الأبيض ، أكذوبة لا تضاهيها إلا الأكاذيب المستقبلية المرتقبة التي ستطلقها حكومة ولاية النيل الأبيض الجديدة بزعامة الأستاذ يوسف الشمبلي . لقد عانت مدينة الدويم العريقة حقباً عجافاً من الإهمال المتعمد من قبل سلطة الإنقاذ ، إهمالاً فرضته نظرية المؤامرة التي تجرم سكان المدينة العريقة النبيلة بأن مدينتهم تعتبر منبع الطائفية في السودان علي الإطلاق رغم تقادم العهد ورحيل الأجيال واندثار الولاءات العمياء ، وبغض النظر عن صدقية نظرية المؤامرة فإن ميزان العدل يفرض علي الحكام بسط العدل وتوزيع الثروة والخدمات ومشروعات التنمية علي جميع الأقاليم دون محاباة أو إهمال متعمد ومغلف بأسباب سياسية ، ان ما قدمته منظمة بلان سودان التي يأتي تمويلها من بعض الكفار بالخارج ..ما قدمته هذه المنظمة لسكان مدينة الدويم المظلومة خلال عام او عامين يضاهي ما قدمته حكومة الإنقاذ للمدينة طيلة العشرين عاماً الماضية ذلك أن المنظمة تهتم بالإنسان من حيث كونه إنسانا والإنقاذ لا تحفل بالإنسان او بغيره ولو كان شجرة تحتاج إلى الماء لتبقي مؤرقة ، ولذلك ظل السكان يعانون من تفشي أمراض الكلي والأمراض الباطنية والبلهارسيا بسبب تلوث مياه الشرب وظلت الصحف تكتب عن هذه المشكلة دون جدوى وما تزال مشكلة تلوث المياه وانعدامها لشهرين كل عام قائمة حتى الآن ويرفع السكان أياديهم بالدعاء علي الحكام كل يوم بسبب العنت الذي يلاقونه من اجل توفير مياه الشرب وإن كانت ملوثة . يقول الأستاذ بخيت محمد الحسن وهو من أعيان المدينة المعروفين والمحترمين انهم ظلوا يجأرون بالشكوي لسنوات طويلة دون جدوي ومازالت المدينة علي حالها القديم حيث تنعدم المياه كل عام شهرين او ثلاثة وان وجدت فان لونها وطعمها ليس طعم الماء ولا لونه وإنما يتجرعه الناس حفظاً للرمق وقد أخذت عينات منه إلى المعامل فكانت النتيجة ان مياه مدينة الدويم ملوثة ..والسؤال هو كيف يشرب الحاكم مياهاً نقية في الوقت الذي لا تتوفر فيه المياه للمحكومين ؟ كيف تسني لهؤلاء الحمقي البروز وتولي أعباء ومسؤولية الحكم ؟ . إن حكومة النيل الأبيض الجديدة وهي في طور التشكل يجب أن تضع نصب أعينها حل مشكلة مياه الدويم وكافة التحديات التي تواجه السكان في كافة مدن الولاية ونحن من هذا المقام نحملهم المسؤولية كاملة في الحفاظ علي صحة المواطنين والاهتمام بالخدمات الضرورية التي يحتاجون إليها ومشروعات التنمية وغير ذلك مما ينفع الناس .