كانت حركة الزبائن خفيفة للغاية داخل السوق الشعبي الخرطوم وتكاد تنعدم لم يكن في ممرات السوق الا بعض من الباعة المتجولين الذين يقومون ببيع الشاي والقهوه والماء .. كان الامتعاض يبدو علي وجوه التجار وهم جالسون امام محلاتهم يراقبون الموقف لعل الواحد منهم يصطاد زبونا ليبيعه باقل الارباح ، المهم عندهم كسر حالة الجمود الي الحركة . وعزا عبدالله احد التجار بالسوق الشعبي الحال الذي آل اليه السوق الي ترحيل الموقف الذي كان يقبع في الناحية الجنوبية من السوق فقد كان الموقف المصدر الرئيسي لتدفق الزبائن الي المحلات، اما الان فقد ولت دولة الشعبي وافلت شمس شبابه وانقلب الحال رأسا علي عقب. وقال عبدالله ان اسعار الملابس ثابتة لم تطرأ عليها أي زيادات فيما قال علي عثمان ان جميع الاسواق مصابة بالكساد منذ فترة ما قبل الانتخابات واستمرت تلك الحالة الي الان، فيما تحدث الينا وليد فضل خريج كلية الهندسة الذي انخرط بعالم التجارة بعد اليأس من الحصول علي وظيفة في تخصصه، فقال قبل خمس سنوات من الان كان السوق افضل حالا ولكن بعد انتشار الاسواق في انحاء ولاية الخرطوم تراجعت حركة الزبائن الذين كانوا يقصدون السوق الشعبي بشكل دائم اضافة الي انتشار المحلات داخل الاحياء، فاصبحت توفر للزبائن كل ما يحتاجونه حتي الملابس، ووصف الوضع بالسيئ لدرجة انهم ينتظرون اسبوعا كاملا ليحصل الواحد منهم علي مبالغ بسيطة، اما اسعد فقد تحدث الينا بنبرة حزن نبيل تغلب علي ملامح وجهه قائلا لم يعد مانبيعه يكفي لسد احتياجات المحلات من كهرباء وضرائب وهي خدمات بتنا نسددها بالتقسيط لمدة عام، بالاضافة الي الالتزامات الاسرية، فيما قالت احدي الزبونات انها تقصد السوق الشعبي لتميز مبيعاته غير انه لم يعد مواكبا للموضة وبرغم ذلك فانها لا تقتنع الا بشراء احتياجاتها من داخل السوق الشعبي . شابة صبوحة التقيناها داخل السوق قالت ان اسمها الاء وصفت البضائع بالقديمة، وقالت ان الاسعار تناسبها للغاية والحركة مريحة جدا لكون السوق خاليا من الناس الا اصحاب المحلات وبعض الزبائن، وقالت ان هذا الركود لصالح الزبون بحيث يشتري كما يريد هو وليس كما يريد التجار، ولم يسلم اصحاب العربات اليدوية الصغيرة «الدرداقات» حيث قال ميسرة صاحب عربة نقل ان عملهم قد توقف تماما بسبب قلة الحراك داخل السوق فليس هناك مايقومون بنقله وهم الان اشبه بالعاطلين عن العمل ، وقال زميله عمر ان حالهم يزداد سوءا يوما بعد يوم ويريدون البحث عن عمل اخر الي جانب النقل فهم لايستطيعون الانتظار حتي الموسم. ويبدو ان هذا الحال سيدوم الي ان يأتي الموسم الذي تبلغ فيه ارباح التجار الذروة وهو الفترة من شهر رمضان الي عيد الاضحي حيث يكتظ السوق بالزبائن الي حد الازدحام.