قد بات - معلوما بالضرورة وللكافة او للقاصي والداني ما عدا لمن في عينيه رمد في بصيرته زيغ او في قلبه مرض او غرض او لمن في فمه ماء - بات خبر الانحراف فاش في خطاب الكراهية السياسي والخط التنظيمي المفكك والمخترق حتى النخاع والنهج القيادي غير المسؤول اوالتخبط والمرتبك غاية الارتباك وحاله التوهان التي توسم اداء ومسلك ونهج «الاقلية المتنفذة» التي تحيط بالرئيس سلفاكير ميارديت. احاطة السوار بالمعصم والتي بانتهازيتها الماكرة، امسكت بزمام القيادة في الحركة الشعبية لتحرير السودان. وجعلت ذلك الرئيس بين اصابعها «غيرالبريئة» تحركه كيفما وحينما وحيثما ومتى تشاء او شاءت في اتجاهات معاكسة تماما «لمصالح واماني والتطلعات المهيضة للجنوبيين المهمشين» نحو اهداف الجماعة المتنفذة ومصالحها الشخصية والخاصة جدا ولرغباتهم واهوائهم وتقديراتم الذاتية الخاطئة ، ولا عزاء لتطلعات واحلام وآمال المهمشين في الجنوب والسودان العريض في مطلبهم العزيز في الحرية والعدالة والمساواة والانصاف والحياة الكريمة والكرامة الانسانية، وبذلك وبفعل عمائل تلك الاقلية المتنفذة والمتفلتة اضاعت (splm) بوصلتها السياسية او قبرت او رحلت برحيل د. جون قرنق القائد المؤسس التاريخي والمفكر الاستثنائي الذي وضح رؤيته وضوحا بصرا ووضع المبادئ والموجهات العامة والمرتكزات الفكرية لمشروع السودان الجديد على مختلف الابعاد، السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية والبيئية والادارية ونوع نظام الحكم المناسب والامثل لظروف تطوير السودان، فاصاب داء الجمود (splm) كفكرة ومبادئ واطار نظري مفاهيمي وحركة نشطة فاعلة ايجابية - في مقتل واقعدتها امراض الطفولة اليسارية بعدوى الشلل الرعاش ما عدا صراخ ذوي الحلاقيم الكبيرة التي تهذي بخطاب محمل بحمولات العداء والكراهية والفتن الخبيثة والازدراء بالآخر الرفيق واقصائه والشريك الاصيل المختلف (المؤتمر الوطني) ومحاولاتهم اليائسة للاطاحة به ثم مصادرة حقه في ان يكون مختلفا ومغايرا ومستقلا حريصا على التعاون والتفاهم مع الجميع فانحرفت (splm) انحرافا مقداره (180) درجة عن خطها ومسارها النضالي الديموقراطي الشعبي المتوائم وفقا لاتفاقية (CPA ومتطلبات واستحقاقات ومهام فترة الانتقال والمتمثل في اعادة النظر في ترتيب اولوياتها واهدافها عطفا على استحقاقات الانتقال التي اقتضت اعادة النظر في الآليات والوسائل والاساليب والنهج. تبعا لمتغيرات الجديدة التي افرزتها تسوية الأزمة السودانية في نيفاشا واعقبتها اذ ان التنفيذ السلس للمهام والاستحقاقات يحتاج احترام مبدأ الشراكة الذكية والتي بدورها تحتاج للتفاهم والتفهم والتعاون التام والتنسيق الشامل والمساهمة الفاعلة والايجابية وتعزيز الثقة وثقافة السلام والمسؤولية التضامنية وتحمل اعباء التنفيذ وتذليل الصعوبات التي تعترض سبيله. وبذل الجهود وتضافرها لانفاذ الاتفاقية وفقا لجداول برامج التنفيذ المحكومة بجدول زمني ومواقيت محددة. وبدلا عن تصاعد مؤشر بوصلة النضال باطراء في تلك الاتجاهات الصحيحة اتجاهات تحقيق المهام والمستحقات ومتطلبات الانتقال بدلا عن ذلك اخذ مؤشر بوصله النضالي الديمقراطي تحت قيادة (الاقلية المتنفذة) والمسيطرة على مقاليد الامور في (splm آخذ في التداعي والهبوط بتسارع نحو اسفل القاع بالعودة لخطاب ثقافة الحرب. وتصفية الحسابات والثارات البايتة وهي اجندة مستلفة من معارضة احزاب الشمال التاريخية المتحفية واللجوء لاسلوب الابتزاز السياسي والذي ينم عن عدم النضوج السياسي، فضلا عن العبث بالمكتسبات التاريخية التي تحصلت عليها جماهير المهمشين في الجنوب والشمال بشق الانفس والتي كفلتها لهم اتفاقية السلام الشامل والعادل (نيفاشا) والتي اعتقد مشروعيتها الدستور الانتقالي والقوانين الصادرة بموجبه رغم انف انكار المرجفين في المدينة وبالتالي انعدمت الديمقراطية داخل الهياكل التنظيمية (للحركة) المخترقة بعناصر اليسار (الجزافي) على حد قول بروفسور/ عبدالله علي ابراهيم واضيف من عندياتي، الاوصياء الجدد من عواجيز (الضل الوقف ما زاد) الذين ما زال يحجب الرؤية عن ناظريهم وبصيرتهم (ذاك الوهج) وهج اندلاع ثورة اكتوبر 1964 الشعبية، ولبثوا منذ ذلك التاريخ او تلك اللحظة المضيئة) في انتظار (جودو) اي استعادة الثورة او عودتها كناية عن قلة حيلتهم التي يدارونها بلا ادعاءات الكبرى البليغة ولا نقول (الكذوبة) ولكن هيهات ان يبلغوا قامة التسوية السليمة التاريخية غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث والمعاصر والتي تمت في ضاحية نيفاشا عام 2005م، في شهر يناير اليوم التاسع منه من حيث الاهداف والمضمون والمستوى الديمقراطي والتغيرات العظيمة التي احدثتها في اسس ومبادئ الدولة السودانية، ما خاطبت في الصميم جذور الأزمة السودانية، وقضاياها المصيرية كما غابت داخل (splm الآليات وضاقت المواعين الداخلية والمنابر المحدودة لادارة وتنظيم الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي وحسمه ديموقراطيا بوسائل الحوار والتثاقف الديمقراطي السلمي وحل محمل هذه البراحات المرتجاة او النفاجات الحرة الرحبة حلت محلها آليات وادوات القمع والحجر على الرأي الآخر المستقل وتهميش ادوار الناشطين النابهين ذوي القدرات والكفاءات العالية ومحاصرة مبادراتهم الخلاقة وقتها في المهد واقصاءهم بشتى السبل والوسائل الكيدية الرخيصة وبقتل الشخصية او الفصل التعسفي وفي المقابل تم فتح الابواب على مصراعيها لذوي الحظوة والولاء الاعمى من العناصر عديمة المواهب والعاطلة من كل فضيلة او خير من الانتهازيين والاصدقاء الديموقراطيين والحاقدين بحزازاتهم الموروثة والمكتسبة تاريخيا فتفشت في الحياة الداخلية (splm ألوان وصنوف من المحسوبية والفساد والافساد المالي والاداري والسياسي واستغلال النفوذ والسلطة في الثراء . غير المشروع والاغداق على (قطيع) تنابلة الاقلية المتنفذة من الادعياء حملة المباخر في الشمال الجغرافي وظهرت الشلليات الدائرة في فلك هذا او ذاك من قيادات القفلة (فسجم القطيع البيقودو سجمان) والتكتلات الجهوية والإثنية والنزاعات القبلية التي اودت بحياة الآلاف من سكان الجنوب وقد بلغ عدد الضحايا حوالي (2000) تقريبا وخاصة الضحايا من النساء والاطفال والابرياء فضلا عن السلوك الفظ والوحشي لبعض عناصر الامن والجيش الشعبي والذي مارسوه بقسوة وقوة مفرطة ابان حملات نزع وجمع السلاح من المواطنين والقبائل وهو سلاح حسب علمنا المتواضع وقد كان الجيش الشعبي نفسه قد زود به المواطنين والقبائل (الجماهير الشعبية) لحماية والدفاع عن انفسهم وعن ممتلكاتهم وثرواتهم من الماشية اثناء معارك المسيرة (القاصدة) للثورة الشعبية المسلحة للتحرر والعدالة والمساواة! كل ذلك اقعد وعطل انزال مشروع السودان الجديد لارض الواقع الملموس على الاقل في جنوب السودان - بطريقة سلمية طوعية عادلة - حيث تستحوذ الحركة وزمرة (الاقلية المتنفذة) على ما نسبته 70% من السلطة في حكومة جنوب السودان وفي حكومات الولايات بالاقليم تسيطر على ما نسبته اكثر من 98% ، من السلطة، الامر الذي فتح الباب واسعا لعودة امراض السودان القديم وقوى السودان القديم الشمالية الطائفية والمتأسلمة المعارضة فاخترقت باجندتها الرجعية المعادية اجهزة (splm خاصة عندما اعتقدت (القلة المتنفذة) اعتقادا غاشما وجاهلا مع فصيلها المتمركز في قطاع شمال، بإن تحالفها المشبوه والخائب مع قوى السودان القديم المعارضة والمعادية بحكم طبيعتها وتكوينها التقليدي الطائفي والمتأسلم لاتفاقية نيفاشا ناهيك عن موقفها المعلن الذي يزدري برؤية ومبادئ واهداف مشروع السودان الجديد الخير والنبيل وهذا الاعتقاد ما هو الا عبارة عن اضغاث احلام تشابه احلام ظلوط الشهيرة في القصص المدرسي بأن التحالف المسمى (تحالف قوى جوبا) سيمكنها من الاطاحة بالثور الابيض (المؤتمر الوطني) وبالتالي يتمهد لها الطريق للامساك بزمام مركز السلطة التاريخي في الخرطوم (والحمد لله ان المؤامرة لم تتم ولم تنجح ويكتب لها النجاح، لكنا الآن نسمع آهات التحسر والحسرة على اضاعة الشريك الاستراتيجي الاصيل والاساسي المعتمد عليه وطنيا واقليميا ودوليا لانفاذ مقررات ال (CPA على اساس الشراكة القائمة على الثقة والمصالحة الوطنية والتفاهم والتفهم والتعاون التام والتنسيق الشامل ولسان حال الاقلية المتنفذة يندب حظه قائلا: «متُ يوم اكل الثور الابيض» لولا انني كنت احلم احلام ظلوط !! وبفضل ال (CPA سيطرت الاقلية المتنفذة على السلطة في حكومة جنوب السودان وحكومات الولايات بالاقليم كما احتكرت امتياز التمثيل للجنوبيين في كافة مستويت الحكم (الفدرالي والاقليمي والولائي) في شمال وجنوب السودان طيلة الخمس سنوات حكمها العجاف بالجنوب منفردة فافقرت الجنوبيين وزادتهم فقرا على فقر وعنتاً على عنت ومعاناة لا مثيل لها فاقت معاناة سنوات الحرب الاهلية المتطاولة وكانت تظن في احلامها انها فور استلامها سلطة المركز، سيتحقق (بضربة واحدة مشروع السودان الجديد ويتنزل على ارض المليون ميل مربع، فتسود الحريات وتكفل الحقوق الاساسية وتعم العدالة على ارض السودان ويتساوى الناس امام القانون والفرص المتساوية وبالتالي هبوط الخيرات الوفيرة مدراراً من السماوات وتعم ربوع السودان الجديد...! (الامل والتغيير) ؟! وتأسيساً على تلك الاحلام والآمال والفرضيات والتقديرات الخاطئة والغشيمة وبناء عليه ظهرت عيانا بيانا عورات الانحراف والامراض السياسية القاتلة والتخبط والارتباك والتنصل من الوفاء بالتعهدات وعدم القدرة على تحمل التبعات والمسؤوليات وضعف وسوء الاداء والتهافت وعدم الكفاءة السياسية والادارية والمهنية والاخلاقية ، وتفشت تبعا لذلك انماط مختلفة من السلوك والممارسات الاستهلاكية التفاخرية الاحتفالية بمناسبة ودون مناسبة ، لتبذير اموال المهمشين في التباهي الاجوف السفيه والفشخرة والبوبار وفي اي شئ كيفما اتفق ما عدا الصرف على ترقية معيشة وحياة المهمشين في جنوب وشمال السودان وتلبية احتياجاتهم الاساسية والضرورية في (الصحة والتعليم ومياه الشرب النظيفة والنقية و ترقية المعيشة)؟! ...إلخ وبالتالي فقدت (splm مصداقيتها امام الشعب السوداني بصفة عامة وشعب جنوب السودان على وجه الخصوص وبان للعيان تهافت الاقلية المتنفذة التي تَعْمَه في غيها المفضوح وعدم مسؤوليتها واستهتارها بتبديد الرصيد والإرث الثوري المعرفي والنظري والفكري السياسي للقائد المفكر الاستثنائي الراحل الشهيد د. جون قرنق دي مبيور واستمرت تعيش على القشور والمظاهر تاركة الجواهر ولباب الفكر والرؤية الثورية لمشروع السودان الجديد كما استمرت تقتات وتعلف برسيم الهتافات والشعارات الخالية من اي محتوى ومضمون ومفهوم ومعنى ديموقراطي وفكري وسياسي وثقافي.