أخيراً قد فعلت (SPLM) خيراً كثيراً وبركة، بسحب مرشحها لسباق رئاسة الجمهورية الرفيق الأستاذ ياسر سعيد عرمان، الذي قبل بصدر رحب قرار حزبه، بروح رفاقية ثورية لصالح مرشح الحزب الشريك في اتفاقية السلام الشامل، (وهو شريك أصيل وموثوق فيه، ومعتمد عليه وطنياً واقليمياً ودولياً، في قدرته على تنفيذ اتفاقية السلام نصاً وروحاً). فخامة الرئيس المشير/ عمر حسن أحمد البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني المدعوم من الهيئة القومية للأحزاب الوطنية، مرشحاً لرئاسة جمهورية السودان، وهو الاتجاه الصحيح لروح ومبادئ وموجهات وقواعد وأسس الشراكة بين الطرفين، والتي عبرت عنها كلمات الشهيد الراحل د. جون قرنق في لقائه الجماهيري برمبيك تعبيراً صادقاً ( يا جماعة هسع القيادة بقى واحد، والحكومة بقى واحد، وحكومة بشير وحكومة جون قرنق حكومة واحد، والسلام ده بيجيب خير كبير للسودان كلو من حلفا لي نمولي ومن جنينة لطوكر) انتهى.. فالانحراف الماثل الآن في الخطاب السياسي العدائي، والخط التنظيمي والتكتيكات المرتبكة التي انتهجتها المجموعة المتنفذة المحيطة بالرئيس سلفاكير بعد رحيل القائد جون قرنق، وهذا بلا شك لا يعفي الرئيس سلفاكير من مسؤولية ذلك الانحراف، وهذا الارتباك والتخبط الذي وسم أداء (SPLM) الضعيف والمهزوز على كافة مستويات الحكم القومي في رئاسة الجمهورية وحكومة جنوب السودان وكافة المستويات القيادية في (SPLM)، وبالذات حملة الاقصاء للقيادات العليا التاريخية، والكادر المميز في المستويات الحزبية الوسيطة، والقاعدية إبان انعقاد مؤتمر (SPLM) الأخير في مايو 2008م، وقد كان شعار وبرنامج قطاع الشمال في ذلك المؤتمر يتمثل في هدفين إثنين فقط هما: ( سلفا رئيساً للجنوب وواني نائباً له).. الأمر الذي أدى لأزمة خطيرة داخل المؤتمر، أدت لتعليق جلساته بعد انعقاده، والرجوع لمجلس التحرير القومي لحسم قضية توزيع المناصب القيادية في (SPLM) عن طريق الموازنات، والترضيات (وشيلني وأشيلك)، وكانت النتيجة أن بقيت الأوضاع القيادية في (SPLM) على ما كانت عليه قبل المؤتمر، ما عدا اقصاء البعض المغضوب عليهم من المجلس السياسي، أو مجلس التحرير القومي، أو أية هيئة قيادية أخرى، وقد كان من بين المستهدفين آنذاك الدكتور لام أكول أجاوين، حيث بدأت مؤامرة اقصائه منذ اقالته من موقعه كوزير لوزارة الخارجية الاتحادية، في مسرحية الانسحاب من الحكومة القومية أواخر عام 2007م، وانتهت بابعاده من المكتب السياسي إبان انعقاد المؤتمر عند تسويات توزيع المناصب، وهو شخصية قيادية تاريخية مؤسسة من القيادات العليا للحركة في عهد الشهيد الراحل د. جون قرنق.. وبذلك فقد أصبحت مهمة ذاك المؤتمر الثالث ( الأولى والأخيرة)، هي الهتافات والشعارات الفارغة من أي محتوى ديمقراطي، بجانب توزيع واقتسام المناصب على أساس معايير هشة. سباق رئاسة حكومة الجنوب: قاد الرفيق القائد د. لام أكول أجاوين ثورة الاصلاح والتصحيح والتغيير الديمقراطي داخل (SPLM)، كنتيجة لغياب الحريات الديمقراطية والرأي الآخر، وعدم وجود قواعد وآليات لإدارة الصراع، والاختلاف في الرأي والتوجهات، لحسم الخلافات سلمياً وديمقراطياً، داخل (SPLM)، مما أدى لاندلاع حملة تشهير واسعة النطاق، وتهديده بالفصل بتدابير لا علاقة لها بالنواحي الإجرائية التنظيمية حسب اللوائح، والقوانين التي تحكم العمل الحزبي. وعندما تعذر له الاصلاح والتغيير الديمقراطي، الذي أصبح ليس صعباً فحسب، بل مستحيلاً من داخل الحزب، عمد د. لام لتأسيس حزب لتصحيح مسار (SPLM) من الخارج، مستفيداً من فرصة الحريات العامة والحقوق الأساسية، ومن بينها حق التنظيم والتعددية السياسية والحزبية، التي كفلها دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005م، تنفيذاً لمقررات بنود وروح اتفاقية نيفاشا، وتأسيساً على ذلك، وبناءاً عليه ظهرت (SPLM-DC) لحيز الوجود، مدشنة عهداً جديداً في النضال الديمقراطي، واستمراراً له لتحقيق برنامج التصحيح والاصلاح والتغيير الديمقراطي، وقد ارتكز د. لام أكول على جبهة عريضة من القوى الشعبية والسياسية، وأحزاب جنوب السودان، للضغط من الخارج للتأثير إيجاباً في تصحيح مسار خط (SPLM) السياسي والتنظيمي، فضلاً عن مطالبة حكومة الجنوب بالأداء الجيد والضغط على (SPLM) للاهتمام والحرص على تقوية الشراكة مع المؤتمر الوطني على أساس المبادئ والموجهات العامة لاتفاقية السلام واستلهاماً لروحها في تأسيس شراكة مؤسسة على الفهم، والتفهم، والتعاون، والتنسيق، والمسؤولية التضامنية في التنفيذ، تنفيذاً ايجابياً فاعلاً، مع الاهتمام بنشر نصوص ومحتوى اتفاقية السلام، وتعزيز الثقة وثقافة السلام في مواجهة ثقافة الحزب وتحقيق المصالحة بين أبناء الوطن الواحد، وبناء الوفاق الوطني والاتفاق مع الجميع بمشاركة كافة القوى السياسية والحزبية الوطنية، دحراً لأجندة العداء والكراهية، وإثارة الفتن وإيقاف الاقصاء المتبادل والاعتراف بالآخر المختلف والقبول به، وحفظ حقه في الاختلاف على أساس أن المواطنة هي مناطق الحقوق والواجبات في الوطن، دون تمييز سلبي لأي سبب من الأسباب المنتهكة لحقوق الإنسان، مع مراعاة التمييز الإيجابي لمناطق الحرب، مع التمييز الايجابي للمرأة السودانية واحترام دورها الفاعل في الحياة العامة داخل وخارج الوطن. رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (التغيير الديمقراطي) ولاية الخرطوم