٭ تحتفل الارجنتين اليوم بالذكرى المئوية الثانية. ونفهم بأن هذه الذكرى هى مناسبة للتأمل، وهذا ما قمنا به في الآونة الاخيرة. من خلال هذه السطور نريد مشاركة جميع شعوب العالم بإحتفالنا هذا مع جوانب واقعناً الارجنتيني في الوقت الراهن، سواء في بلدنا أو في العالم والتي تعكس اولوياتنا وأهدافنا. فليسمح لنا القارئ بالعودة بالذاكرة الى 52 مايو 0181 لكي يتذكر الأحداث التي حلت بنا. في بوينس أيرس، آنذاك كانت عاصمة العهد الملكي الاسباني (ريودي لابلاتا) أتخذ القرار من الوطنيين بعدم الإعتراف بالسلطات الاستعمارية الاسبانية لتشكيل أول مجلس للحكم الذاتي للحكومة. وكان ذلك تحدياً للنظام الاستعماري وطعناً في شرعيته وأول حركة لمسيرة اعلان لاستقلال. كان ذلك انطلاقاً لنيل النصر النهائي بعد ما هزمت القوات الاسبانية عسكرياً وبعد عشر سنوات من القتال في ربوع نصف القارة الامريكية. فهؤلاء الابطال الوطنيون هم الذين أسسوا أمتنا ونحن الآن بصدد تكريمهم. فما هو الوضع الحالي للارجنتين بعد مرور مائتي عام، وما هى اولوياتها في المنظور المتوسط المدي؟ النظام السياسي الديمقراطي، بعد نحو ثلاثة عقود، هو واقع اعطى دليلاً على نضجه. الالتزام بحقوق الانسان قد اكتسب زخماً كبيراً بعد إلغاء قوانين العفو وإعادة فتح قضايا المسؤولين المدنيين والعسكريين مرتكبي جرائم ضد الانسانية. لقد نما الاقتصاد الارجنتيني إبتداء من 3002 كما لم تفعله من قبل منذ عام 0181 إستحوذ معدل النمو السنوي والإستثنائي والزيادة في الميزان التجاري الارجنتيني إنتباه الإلتزامات الاجنبية من جهة الموارد الحقيقية. لقد أعيد النظر في السنوات السبع الماضية في مجال التعليم والصحة العامة بإعتبارهما من المقومات الاساسية للتكامل الاجتماعي، مخصصاً لهما ثلاثة اضعاف ميزانياتها من نفقات الدولة. استعادت الدولة دورها الرائد في تشجيع البحوث في مجال العلوم والتكنولوجيا فضلاً عن نفقات كبيرة لدخول المعلمين والباحثين في النظام الجامعي الرسمي والتي في اوقات مختلفة من القرن الماضي خصت الارجنتين بخمسة فائزين بجائزة نوبل. وقد كانت أيضاً من اولويات حكومة (كرستينا فيرنانديس كير شنر) عكس حالة الفقر عبر تنفيذ سياسات لدعم الشركات على توظيف العاملين وتعزيز العمل اللائق وتطبيق السياسات الاجتماعية الشاملة للأطفال الارجنتينيين هم نتيجة إلتقاء الثقافات المتنوعة. التعايش وإندماج المهاجرين من جميع أنحاء العالم هو خصوصية تاريخية وما زلنا نؤكد عليها. بالرغم من الازمة الاقتصادية العالمية وضعنا في سير الاعمال برنامجاً يدعي (الوطن الكبير) يتضمن التشريعات المتطورة لتنظيم أعمال الاجانب، ونحن نناضل من أجل الاحترام الكامل للقانون الدولي. التعددية هى الأداة الأكثر فعالية في النضال من أجل السلام والأمن والنظام لكسب المعركة ضد الفقر والإقصاء والمرض والجريمة والإتجار بالمخدرات وتدهور البيئة. تشجيع وحماية حقوق الانسان هى سياسة الدولة التي تعزز هويتنا كأمة وقيادتنا في المجتمع الدولي. نتكامل بنشاط في التجارة داخل السوق المشتركة لامريكا اللاتينية (Mercosur) وندعم ضرورة التحرك نحو المزيد من المؤسساتية. نحث على المزيد من السياسية في إتحاد دول امريكا الجنوبية (Unasur) لتكون النطاق الحصري لمشاركة بلدان المنطقة لأجل الحفاظ على السلام والديمقراطية. بدوره اخذنا دورا نشطا في بلدان مجموعة العشرين (G20). مطلبنا من الحكومة البريطانية لمناقشة السيادة على (جزر ملفيناس) المؤيد رسمياً من الأممالمتحدة والساكن في نفوس الارجنتينيين هو أحد دعائم سياستنا الخارجية. على بلدنا ديون غير مستحقة ومنها ما يعود الى زمن بعيد وتمثل الإعتراف بحقوق متأخرة لقطاعات شاسعة من مجتمعنا، والالتزامات مع الخارج هى أيضاً من اولويات الحكومة الارجنتينية. وبينما تحتفل الارجنتين اليوم بالذكرى المئوية الثانية، ندعو شعوب العالم الاخرى للانضمام الينا للمشاركة بالاحتفال من خلال تقديم أفضل ما لديها لشعبنا وثقافتنا وتاريخنا. وزير العلاقات الخارجية والتجارة الدولية والأديان جمهورية الأرجنتين