فى صمت مرت أمس ذكرى ثورة مايو فى ظل غياب رمزها المغفور له المشير جعفر محمد نميرى والذى برحيله ماتت دنيا وذكرى ثورة سادت ثم بادت وفق منطق البقاء والفناء قبل ان ندخل فضاءات هذا النص دعونا نترحم على الرجل ونسأل له الرحمة والمغفرة وهو يتوسد الباردة فى مرقده السرمدى بمدفن أحمد شرفى. شأن كل الثورات تظل مايو مثار خلاف وجدل لكن الذى يعنينى هنا تسليط الضوء على بعض ملامح المشهد الثقافى والفنى خلال تلك الحقبة فى سياق الذكرى، لقد ابتدعت العقلية القائمة على امر مؤسسات مايو الثقافية العديد من المناشط والمهرجانات وابرزها مهرجان الثقافة والذى ولدت فى رحم لياليه اصوات غنائية خالدة مصطفى سيد أحمد - عبد المنعم الخالدى - عثمان الاطرش - مجذوب اونسه - عز الدين عبد الماجد، واخرين تساقطوا من ثقب الذاكرة ،ومهرجان الثقافة الذى توقف عند نسخته الرابعة كان يشكل ساحة للتنافس والابداع وتظاهرة ثقافية ايجابية لو قدر لها الاستمرار لكان واقع الحال فنيا افضل فى ظل الجمود الذى يسود المسرح الفنى المحلى، ومن الانجازات التى تحسب لمايو الدورة المدرسية والتى دلفت عبر مدخلها الثقافى اصوات خلفت صدى ويكفى ان نذكر الرائعة حنان النيل ولاتزال الدورة المدرسية مستمرة وان كانت لاتقدم موهوبين بذات المقاييس القديمة ربما يعود الامر الى تعدد المنابر التى تقدم الواعدين وبالطبع لايستطيع المرء تجاوز مهرجان القرآن الكريم والذى اضحى تقليدا راسخا وكان السودان من اوائل الدول التى اهتمت بالمهرجان والذى اصبح عالميا وفى ذكرى مايو تطل حنان والبلابل وسيد خليفة والثنائى الوطنى وادريس ابراهيم ابوعبيدة حسن وياحارسنا وجيل من من قصائد المقاومة والاغنيات الرمزية المناهضة لمايو والتى كتب لها الخلود عكس الاغنيات المباشرة والقاسم المشترك بين تلك الاعمال يكمن فى الابداع الذى اغتاله فقه المرحلة والارتباط بشعارات سقطت على ارض الوطن . فوتوغرافيا ملونة باقة ورد ندية واسمى الامنيات بدوام التميز والنجاح ازفها للصديق الاستاذ هيثم كابو رئيس تحرير الزميلة فنون وعلى شرف العيد الثانى نقول ستظل فنون هى الاصدارة الفنية المتخصصة الاولى فى السودان . [email protected]