نظم مركز راشد دياب احتفالية في الذكرى السابعة عشرة لرحيل الشاعر والناقد صلاح أحمد ابراهيم. وقد أدار الندوة د. عبد الله صالح والشاعرة ابتهال محمد المصطفى، وتحدث في بداية الاحتفال د. راشد دياب عن أهمية الاحتفالية، وعن الدور الذي لعبه صلاح، وعن علاقته به حينما كان صلاح في باريس. وتحدث الناقد مجذوب عيدروس عن صلاح أحمد ابراهيم والدور الذي لعبه في تطور الشعر السوداني، وعن ريادته في الاستفادة من شعر الهايكو الياباني، حيث كانت التجارب الشعرية في غضبة الهبباي هي الأولى في الشعر العربي الحديث. وقد كان صلاح في مسألة الهوية متوازناً بين الانتماء العربي والإفريقي. ومن خطل الرأي أن تحسب مقالته «نحن عرب العرب» أنها تعبر عن عنصرية، فلا بد أن تقرأ في سياقها، وأن تقرأ ضمن نظرة كلية إلى مجمل شعر صلاح «إلى عبد الله الصومالي ورفاقه» شنق أمبادو لوممبيات فكر معي ملوال.. الخ. وكتب صلاح أحمد ابراهيم شعراً بالعامية، وشعراً تغنى به المغنون حفل بصور شعرية متقدمة مثل «مريا الطير المهاجر» وأناشيد ثورية واكبت ثورة أكتوبر 1964م، ومنها أيضا أغنية التروبادور إلى الجزائر. وجوانب صلاح متعددة، فقد أخرج مع صديقه علي المك المجموعة القصصية «البرجوازية الصغيرة» التي أثارت جدلاً في أيام نشرها، كما ساهم في ترجمة كتاب فان أوكونور عن النقد الأدبي ضمن سلسلة الأدب الأمريكي في نصف قرن. وفي هذا الكتاب ترجم فصلاً عن أدموند ويلسون ونظرية الجرح والقوس التي قام بتطبيقها على شعر التيجاني يوسف بشير، وقدم صلاح دراسته هذه في عام 1962م ذكرى مرور ربع قرن على رحيل التيجاني. وساهم صلاح في حوار المشرق والمغرب الذي ابتدره الراحل د. محمد عابد الجابري ود. حسن حنفي، وقدم مساهمة «سودانية» في هذا الحوار. ثم تحدث السفير جمال محمد إبراهيم عن صلاح أحمد ابراهيم، وارتباط الأدباء بالدبلوماسيين، وعدد أمثلة لهؤلاء: جمال محمد أحمد محمد المكي ابراهيم الذي فارقها كما فارقها صلاح وسيد أحمد الحردلو، وتطرق الى آخرين عملوا بالسلك الدبلوماسي كدكتور عمر عبد الماجد ود. نور الدين ساتي. وقد تغنى في الأمسية الفنان حمد الريح بأغنية «مريا» لصلاح أحمد ابراهيم. كما تغنى أبو بكر سيد أحمد بالطير المهاجر، وتناوب على المنصة عدد من الأدباء والأساتذة الذين تحدثوا عن صلاتهم بالراحل صلاح أحمد ابراهيم، ملقين الضوء على حياته ومعاناته في الغربة حتى رحيله.. كما تمت قراءة بعض قصائده من الشاعرين كامل عبد الماجد ومحمد الخير اكليل. وقد كان من المهم أن يكون الحديث حول صلاح هو المحور الأساسي لهذه الاحتفالية، إلا أن الغناء واحاديث الذكريات قد طغت على هذا الجانب. وايضا نشير إلى أن ابتهال قد قرأت مقاطع من شعر صلاح، وقد شهد الأمسية جمع كبير من المهتمين بالشاعر صلاح، وقد أجمع الكل على أن صلاح كان من العبقريات التي أنجبها السودان، وأنه كان مخلصاً لشعبه ووطنياً من الطراز الأول، وقد أكد المتحدثون على صدق الطيب صالح حينما قال إن صلاح أحمد ابراهيم كان أكثر أدبائنا سودانية.