والمدارس تنتابها ثقافة الاستثمار التي تجعلها تنحرف عن دورها المناط به الي حيث التحصيل والجباية والمحصلة التعليمية صارت جامدة بعض الشئ في غياب ثقافات البحث والابتكارالتي تجعل الطلاب ينفضون غزل التعليم عن ايديهم بعيدا عن تلك العناصر ، لم نعد نري بذلك الاستثمار الدخيل علي مؤسساتنا التعليمية اي تطوير في المناهج وفي البيئة التعليمية التي تدفع الطلاب الي إعمال العقل لاستخراج درر الافكار التي تفيد خيرا في الدفع بمسيرة التعليم والنبوغ . مدارس تمر عليها فلا تكاد تلمح الا الجلبة والضوضاء في مجتمعات تنشد الصمت والهدوء المريب لاستيعاب الدروس ومطالعة المذكرات لنشدان النجاح والتحصيل ،والمدارس تحيل حرماتها الي اسواق تتعدد اصنافها وتتنوع منتجاتها ومن عجب ان عوائد تلك الاستثمارات لاتساعد في تهيئة الظروف للطلاب بادخال بند المجانية علي الرسوم والكراسات والمذكرات والدروس الخصوصية والترحيل المجاني وقلما تجد مدرسة من تلك المدارس احاطت الدكاكين والمحلات التجارية والمخابز والكافتيريات بسورها احاطة السوار بالمعصم وامتلأت جيوبها من الايجارات فانعكس ذلك الدخل الدرير علي بيئتها ولكن تجد بيئة المدرسة طاردة للطلاب، تكاد تتساءل اين تذهب كل تلك الاموال فلاتلمس لها اثرا في تحصيل الطلاب وكفاءة الاساتذة والمدارس تتوسع في استثماراتها وبند التعليم صار ثانويا في تفشي تلك الاستثمارات ،فالمدرسة في اعتقاد الناس منارة للتعليم وتهيئة الطلاب بما يضمن لهم الاجواء المناسبة بعيدا عن المعارض التي صارت تتخذ من اسوار المدارس اماكن يرتادها اصحاب السيارات بغرض اصلاح سياراتهم وتقصدها السيدات بغية الحصول علي مستحضرات التجميل التي تخصهم ويقصدها المواطنون لجلب ضرورياتهم من خبز وخضروات ومواد البناء والكهرباء وشراء الصحف ، فبالله عليكم هل هذه اسواق ومناطق صناعية ام مؤسسات تعليمية. نحن لاننكر ان الدولة قد رفعت يدها من التعليم ولكن ليس كليا ومايدفعه الطلاب من رسوم يكاد يفي بما نقص- بل ويزيد من- احتياجات ولكن فكرة الاستثمار فكرة في ظني لم تستصحب معها الظروف المدرسية للتوسع فيها فهي في اغلب رأيي فكرة مادية بحتة استفاد القائمون في الامر فيها من كبر مساحة المدرسة فواكبوا العصر الذي يجعل من صاحب المنزل يشرع في بناء الدكان الاستثماري قبل السكن فيه ومن صاحب المساحات الشاسعة ان يحيطها بالاستثمار فتجد المحلات الاستثمارية تتعمق الي الداخل ولايمانع صاحبها في توغلها طالما انها تدر دخلا وقد يرحل باسرته ومتاعه ليرحل بعيدا عن الاستثمار حتي يضمن العائد الاكبر وغدا ترحل المدارس من اماكنها لعيون الاستثمار البغيض، ومن الطرائف اني ذهبت الي احدي المدن وكانت تستقبلني علي الطريق عادة البوابة الضخمة التي يكتب فوقها اسم المدرسة وهي من معالم المدينة ولكن وحش الاستثمار الذي احاط باسوارها ماجعل ادارة المدرسة تستغني عن البوابة الذي يجلب مكانها اضعاف المحلات الاخري وحولت البوابة التي تمثل معالم المدينة الي الناحية الميتة من اجل عيون الاستثمار لا الطلاب.ونجد الطلاب في غياب الترحيل الذي يقلهم الي منازلهم يدخلون تلك المحلات ويرتادونها بل وينتظرون فترة انتهاء الدرس للتسوق في ردهات المحلات ودور المدرسة التربوي صار يقتصر في سويعات لاتفي بالتحصيل ولا الغرض والطالب يتحمل الجزء الاكبر في نجاحه مع تلك الاستثمارات التي تجعل المدرسة تتناسي التعليم الي حيث تهيئة الايجار وتحصيله دون تحصيل العلم. وعندما ننظر الي الاستثمار ننظر الي الطلاب والبيئة الدراسية التي خطط الاستثمار- اذا كان بفهمهم- لاجلهم لتوفير التعليم المجاني والذي يشمل الكتب والكراسات وتوفير الاساتذة الاكفاء وتهيئة الفصول بمتاعها وفرشها يبقي هذا جيدا بعض الشئ ولكن لم يحصل شئ من هذا القبيل وحتي تذكرة الترحيل يدفعها الطالب من نفسه ونسبة النجاح في المدارس الحكومية صارت صفرا مع وجود الاموال المتوفرة والاستثمارات الضخمة وماخفي علينا من ذلك يكاد يكون اكبر. استثمارات في مدارس التعليم تكاد تتغول من العمق الي الداخل حيث الفصول واماكن الطلاب والمدارس لاتالو جهدا في توفير متطلبات الاستثمار وحين يأتي الحديث عن متطلبات الطالب يأخذ الحديث مجري ضعف مستوي الطلاب مقارنة بالماضي وضعف الاستيعاب الذي مرده الي هجرة الاساتذة وعدم قابلية الطلاب للمواكبة والتطوير وضعف المرتب الحكومي مقارنة بمرتب المدارس الخاصة الذي يجعل الاساتذة يهاجرون الي حيث المرتب والامتيازات المغرية ، ولكن الاستثمار في المدارس الحكومية يطرح السؤال الي حيث الاموال التي تتخطي مجانية التعليم وتتخطي راحة الاساتذة وتوفير البيئة الدراسية للتحصيل العلمي للطلاب بما يعينهم في الكد والاجتهاد، ويكون السؤال اين تذهب استثمارات المدارس اذا تخطت اولئك؟ [email protected]