كان هذا مقطعا لنشيد شهير طالما رددته شفاه ٌ وشفاه ٌ في تلك السنين التي انداحت وراء أفق الزمان، وانطوت كطي السجل للكتب، ولم تعد إلا نقشاً في جدار الوطن. مرت ذكرى 25 مايو، دون ذاك الضجيج الذي كان يصاحب «عيد الثورة» والنشيد الشهير «افرح معاي في خير عيد.. عيد مايو أشرق من جديد». محطات كثيرة سجلها الزمان في مسيرة مايو لعل أبرزها: بيان 9 يونيو، والتأميم والمصادرة، و3 مارس عيد، يوم وحدة السودان، ومهرجانات الثقافة، والرياضة الجماهيرية، وتوتو كورة أو المراهنات الرياضية، وكأس إفريقيا عام 1970م، وكتائب مايو، ومشروعات ابنِ وعمِّر، والشعار المرفوع بصوت الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم: اتحادنا قوة، حرية، اشتراكية، والدورات المدرسية، وتغيير اسم القوات المسلحة إلى قوات الشعب المسلحة، والقصر الجمهوري إلى قصر الشعب، وإذاعة الوحدة الوطنية، وإذاعة صوت الأمة السودانية. هذه بعض من ملامح مايو! ثم هذه الطرق: مدني / كسلا / بورتسودان، نيالا / كأس/ زانجي. والدبيبات الدلنج كادقلي، ومدني/ سنار/ سنجة الدمازين، ثم مصانع السكر في سنار وعسلاية وكنانة، ومحطات الأقمار الصناعية، وجامعتا الجزيرة وجوبا وغيرها. ثم هذه الأسماء السودانية البارزة: من غير أعضاء مجلس قيادة الثورة من وزراء ومحافظين: البروفيسور النذير دفع الله، ود. طه بعشر، وجمال محمد أحمد، وعمر الحاج موسى، وموسى المبارك، وحامد علي شاش، وكرار أحمد كرار، وحسين محمد أحمد شرفي وجعفر بخيت وأحمد عبد الحليم، وأبيل الير، وتوبي مادوت، وصومويل لوباي، وجوزيف لاقو، وجستن ياك، وهلري باولو لوقالي، وبونا ملوال، أندرو ويو، ومحمود بشير جمَّاع والفاتح بشارة، اللواء عبد الله قلندر، ومهدي مصطفى الهادي، وغيرهم من النجوم الزواهر في شتى التخصصات المدنية والعسكرية. ليست هذه الوقفة السريعة إلا ترديدا لصدى، وترجيعا لجزء من تاريخ بلادنا الذي تستمر مسيرته في عهد الرئيس البشير الذي هو إنسان من رحم هذه الأرض، ومن هذا الشعب، ومن هذا الوطن، وهو الرئيس الذي لم يغمط رجال الوطن حقهم. والرجاء أن تستمر مسيرة السودان الذي نتمناه واحد موحدا، قويا عزيزا يتلألأ في سماء الدنيا، نورا وألقا ومجدا نبنيه بالولاء له، والإخلاص لعلمه الذي يرفرف عاليا فيملأ الحواس، ويجلب الاحترام ويستوجب الفداء.