الأعمال التى تجرى فى ظروف لا تتوافر فيها مقومات وشروط السلامة المهنية تسمى بالأعمال غير الآمنة unsafe condition وقد يكون ذلك بالآتى: - وجود آلة معطوبة يُعد مصدراً من مصادر الخطر، حيث يكون هناك خلل فى التحكم أو الوظائف، مثل أن تعمل الرافعة وفراملها معطلة أو أسلاكها مهترئة وهى ترفع اطناناً من الأثقال أو بكراتها متآكلة أو أن يوجد تسرب فى أنابيب ضخ الهواء المضغوط.. الخ. وعادة ما تحدث مثل هذه الكوارث عندما يغض المسؤول «الفنى و الإدارى» النظر عن الصيانة الدورية، متعللاً بقصور فى الامكانات المالي كما هو معروف، وهكذا يمكن ببساطة أن تضيع حياة احد العمال الأبرياء وتُعلق القضية كلها فى ذمة الاقدار كما جرت العادة. - وجود عيب فى تصميم الآلة يجعل الاقتراب منها أو التعامل معها feed back محفوفاً بالمخاطر، مثل أن تكون التروس غير مغطاة، أو أن يكون نظام التخلص من الغبار معلولاً، أو أن يكون التحكم بالبدال فى عمليات معالجة الحديد الصلب أوالمكابس الهيدروليكية غير سليم، والتى تتطلب تحكماً يدوياً مزدوجاً يجعل أيدي العامل بعيدة عن المنطقة الخطرة، فهذه العيوب تساهم فى رفع درجة المجازفة إذا تم تشغيل الآلة على ما بها من اعتلال. - سوء اختيار مستلزمات الوقاية الشخصية، مثل أن يرتدى عامل التوصيلات الكهربائية قفازاً بلاستيكياً خفيفاً مثل قفاز الجرَّاحين أو قفازات نظافة المراحيض، فلا يوفر له أية وقاية من التيار الكهربائى العالى، أو أن يستعمل عمال اللحام نظارات مخصصة لاكتشاف التسرب ...الخ. - كل ما من شأنه أن يزيد من المجازفة بسلامة العامل، مثل أسلاك الكهرباء الملقاة بإهمال فوق السيخ والمواسير المعدنية، ومثل الأسلاك التى توصل بها أجهزة الكمبيوتر والطابعات فى المكاتب، بحيث توضع فى مسار المرور وتعوق الحركة وتسبب التعثر والسقوط، فإذا سقط احد الموظفين الذين يعانون من السمنة المفرطة بسبب سلك معلق، فمن الممكن ان نتصور احتمال إصابته بكسور أو تشنجات عضلية، بل وربما سكتة قلبية بسبب المفاجأة. لا بد من الإشارة إلى أن العمل فى ظل ظروف مهنية خطرة تفتقر أو تخلو من الرقابة المفترضة على مقومات وشروط السلامة يتسبب حتماً فى الجروح والإصابات المتعددة والكسور والاحتراق والتسمم الصناعى والصمم الجزئى أو الكلى والعمى أو ضعف النظر وتأين الخلايا بالإشعاع، وكلها مجتمعة أو مفردة تسبب الإضرار الخفيف أو البليغ بوظائف الجسم الحيوية والنفسية، وقد تكون الاصابة لحظية مثل الموت أو الجروح او الكسور، أو تكون الإصابة مزمنة مثل أن يصاب العامل بتليف فى الرئتين من جراء التعرض لغبار المخارط وأبخرة اللحام فى الأماكن سيئة التهوية. وربما يسأل سائل: هل هناك شركة أو هيئة نجحت فى تقليل نسبة الإصابات وإلى أى مدى؟ فنجيب: شركة أمريكية تعمل فى مجال الكيماويات، اسمها ديوبان DUPAN لم يحدث فيه حادث مهنى منذ السبعينيات. ولعل ذلك يرجع إلى الالتزام الصارم بمعايير وتطبيقات السلامة، فقد ادخلت الشركة نظام S.T.O.P وهى مختصر لمصطلح rogramP bservationO rainingTafetyS برنامج التدريب وتدوين الملاحظات على أنظمة السلامة، بحيث يكون لكل عامل كرت ملاحظات أسبوعى يسجل فيه كل ما يلاحظه من صعوبات واخطار وقلة سلاسة فى إنجاز الأعمال المختلفة. وهذا التدوين المتواصل تشرف عليه لجنة هندسية عليا تسعى وبكل السبل المتاحة إلى تقليل الخطر ومصادره إلى أقصى حدود ممكنة. وختاماً علينا أن نتذكر أن الدراسات الحديثة أثبتت أن نسبة 98% من الحوادث المهنية، يمكن تلافيها لأنها ببساطة أسباب بشرية مثل الإهمال واللا مبالاة. والاستعجال والإجراء العقيم وغيرها مما ذكرناه آنفاً، وسنواصل الشرح فى فرصة لاحقة بعون الله وتوفيقه. مدير إدارة السلامة بوحدة تنفيذ السدود [email protected]