شدد وزير الخارجية، علي كرتي، علي أهمية الالتفات الي القضايا الأساسية والحقيقة المتعلقة بترتيبات الاستفتاء خاصة ترسيم الحدود، والاستعدادت الإدارية واللوجستية، واعداد المراكز، وتوفير الأمن، مشيراً الي ان الحديث عن جاذبية الوحدة والتحليلات بشأن ضيق الفترة لايخدم القضية. وأكد كرتي، في ندوة «تقرير المصير الحق والواجب» في قاعة الصداقة بالخرطوم أمس، أن الاستفتاء سيجري في موعده، مؤكداً إصرار الطرفين الحركة الشعبية، والمؤتمر الوطني، بجانب المجتمع الدولي علي قيام الإستفتاء في زمنه المحدد، داعياً الي التعامل مع حقيقة ان الاستفتاء أمر واقع، «مضي الوقت عن الحديث حول البحث عن معجزات خلال هذه الفترة لجذب الوحدة»، منوهاً الي التعامل بشكل علمي وعملي والاتفاق علي القضايا المتعلقة بالاستفتاء عاجلاً قبل فترة الستة إشهر المتبقية، ومن ثم وضع احتمالات الوحدة والانفصال، حتي لانعود الي مربع الحرب من جديد. وشدد كرتي، علي ترسيم الحدود قبل الاستفتاء، والاتفاق علي حراستها من قبل الطرفين او من قبل قوات الاممالمتحدة لمراقبة عملية الحراك السكاني وهجرة القبائل الرعوية تحسباً لاية احتكاكات، وقال « لايوجد معني لترسيم الحدود بعد الاستفتاء خاصة اذا ادت نتائجه للانفصال» موضحاً ان الاستفتاء نفسه يحتاج الي ترتيبات من حيث التأمين، وتسجيل المعنيين بالأمر في الشمال والجنوب. وحذر كرتي من ردود أفعال عكسية نتيجة للضغط والشحن الإعلامي من أجل الوحدة، برفع توقعات المواطنين عالياً في الوقت الذي لم يتم فيه العمل بصوره مرضية، ووجه اجهزة الإعلام بتوجيه خطابها الي الجهات التي تؤثر في الاستفتاء بصورة مباشرة. وأشار الي ضعف الدور المصري في قضايا البلاد، وضعف معلوماتها عن تفاصيل الحياة السياسية في السودان وتعقيداتها، لافتاً الي ان السودان ليس الدولة التي تلتفت اليها مصر فجأة لحل قضاياها لان السودان يمثل عمقاً استراتيجياً مهماً لها، مشيراً الي ان امريكا في حيرة من أمرها بسبب موقفها من الوحدة والانفصال بسبب جماعات الضغط التي تؤيد وتشجع الانفصال مما يؤثر علي سياساتها الخارجية، واكد كرتي ان عددا من الدول الأفريقية كانت تدعم خط الانفصال، ولكنها تراجعت عن مواقفها خوفاً علي مصير صراعاتها الداخلية، ولكن مازال بعضها يدعم الانفصال ويشجعه لأطماعه الخاصة، متهماً يوغندا بأنها ليست بعيدة من هذا الباب.