حسبما كانت توقعاتنا بدخول الإخوة حاج ماجد سوار وأميرة الفاضل التي كانت مرشحة للإعلام وعُدلت للرعاية والضمان الاجتماعي للتشكيلة الإتحادية، وبدخول حاج ماجد سوار قائد الشباب يكون ملف أمين عام مجلس الشباب الرياضة بولاية الخرطوم قد أُغلق، رغم بقاء بعض أساطين السلطة دون تغيير، إلا ان هذه الحكومة تبدو شابة اكثر من سابقاتها، ويكون البشير قد أوفى بما وعد من حيث فتح الباب أمام الشباب للدخول للعمل التنفيذي من اوسع ابوابه، وتبقى ضرورة المحافظة على هذه التجربة وزيادة نسبتها، سيما نسبة المرأة التي رغم زيادة عدد النساء في الحكومة الجديدة، إلا أن هذه النسبة لم تصل ل «25%» التي أقرتها الحكومة من قبل، ويبقى الأمل بزيادة عدد النساء. والتشكيل لا يخلو من بعض المفاجآت، فدخول سناء حمد الكادر الطلابي المتميزة يُعطي اشارة قوية بأن جنود الصف الأول في التنظيم قد ملوا تكرار انفسهم طوال عقدين من الزمان، وبدأ التعيين يستهدف القيادات الوسيطة، ونستبشر خيراً بعهد جديد لرسالة الإعلام. وسناء ليست بعيدة عنه، إذ كانت تشغل مدير المركز القومي للإنتاج الإعلامي الذي كان يصدر صحيفة «المسيرة» ثم هي أحد قيادات العمل في صحيفة الطلاب، ودكتور خليل عبد الله دخوله الوزارة شكل مفاجأة على الاقل لي، ويبدو ان أصحاب القرار تنبهوا أخيراً لسنار التي كانت مظلومة من وزير او وزير دولة لفترة ليست بالقصيرة، ويبقى على دكتور خليل تحريك كثير من الملفات المغلقة والتي علاها غبار النسيان، والصادق محمد على ابن الجزيرة والبرياب دخوله أيضاً كان مفاجأة، ونتفاءل خيراً بهذا المجاهد لتقليل شكاوى المواطنين من انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي، ونستبشر خيراً بعهد جديد للثقافة يدير ملفاته الأخ السموءل خلف الله، صاحب الأروقة رغم ما رشح من تسريبات بترشيح راشد دياب لذات المنصب، وسعاد عبد الرازق هي مفاجأة المفاجآت الوزارية كونها تعمل بعيداً عن الإعلام وفي صمت، خرج زوجها ودخلت هي، لكننا نتفاءل بإصلاح حال التعليم في عهدها، ودخول عدد من الشباب للتشكيلة الحكومية الاتحادية والولائية هو بمثابة دماء جديدة ضخت في شرايين الحكومة لتظهر كفاءتها وتميزها، فكثير من الولايات قدمت مبادرات جيدة باختيارها لشباب مثل ولاية غرب دارفور باختيارها للأخ ابو القاسم بركة وزيراً للشؤون الاجتماعية والإعلام ونائباً للوالي، وهو كادر شبابي عمل بأمانة الشباب الاتحادية وبالخدمة الوطنية، وولاية النيل الأبيض ربما سبقت كل الولايات بالتقاطها لقفاز المبادرة بتعيينها للأخ الصحافي عبد الماجد عبد الحميد صاحب عمود «صدى الخبر»، وهو اختيار صادف أهله لما نعلمه من خُلق وتمسك بالمبادئ والقيم، وقول الحق ولو على نفسه. ولعل اختيار صحافي محترف يمارس العمل الصحفي يومياً هو أيضاً نصر لقبيلة الصحافيين المظلومة دوماً، والمتهمة بكشف حال الحكومة، حيث انها لا تقدم سوى النقد، وبالتأكيد مهمة الصحافة إبراز مواطن الخلل لتقوم الدولة بمهمتها في إزالة هذا الخلل، واختيار فتح الرحمن الجعلي معتمداً للقلابات بولاية القضارف يفتح بوابة إعلامية كبيرة لتلك المحلية البعيدة، كون الأخ الجعلى اعلامياً وكاتباً. وكنا نتمنى أن نسمع اسم امرأة تتقلد وزارة المالية او الخارجية او الدفاع، لكن يبدو ان مثل هذه الأمنيات لا محل لها من الإعراب في ظل تكلس البعض في مناصبهم والرؤية الغريبة للمرأة التي لا زالت تحصرها في الرعاية الاجتماعية رغم تحقيق مكاسب في وزارات اخرى. ورغم ضخامة عدد الوزراء ووزراء الدولة، الا اننا نتمنى ان نجد عملاً يحدث عن نفسه، ونتمنى أن نرى الوزراء الجدد وهم أقرب للمواطن، يفتحون ابوابهم لتلقي الشكاوى وإيجاد الحلول، والا يصعدوا الأبراج العاجية ويغلقوا اذانهم عن أنين المحتاجين والفقراء والمشردين والمتسولين والمظلومين والمحبوسين لحين السداد، وعن المرضى الذين لا يجدون علاجاً.. خففوا عن المواطنين حتى يخفف الله عنكم يوم الحساب.. أعانكم الله في مهمتكم. مرايا أخيرة: لم يتردد اسم الأستاذة رجاء حسن خليفة لتولي اية حقيبة وزارية، رغم ما تردد من شائعات تقول بقرب دخولها لوزارة اتحادية.. ترى ما سبب هذا الأمر؟ أم أن الأستاذة رجاء اعتذرت مثلما اعتذر عدد من الوزراء عن مهمة التكليف؟!.. سؤال نبحث له عن إجابة.!!.