كشفت «العربية»، لأول مرة، هوية اثنين من قادة المتمردين الدارفوريين، اللذين تتفاوض معهما المحكمة الجنائية الدولية، منذ أشهر، للمثول طوعا أمامها في لاهاي، للإجابة عن أسئلة تتعلق بالهجوم على قوات الاتحاد الأفريقي في حسكنيتة الذي وقع في سبتمبر 2007، وفق ما أفادت مصادر مطلعة في الأممالمتحدة تحدثت إلى «العربية»،امس بشرط عدم الكشف عن هويتها. والمتمردان هما الزعيمان عبد الله بندا، وصالح جربو جاموس،وقد أصدر قضاة المحكمة مذكرتين سريتين باستدعائهما للمثول أمامها والإجابة عن أسئلة تتعلق بإتهام المدعي العام لهما بالمسؤولية عن مذبحة حسكنيتة التى راح ضحيتها 12 جنديا من الاتحاد الأفريقي، وأكثر من مئة دارفوري مع جرح مئات آخرين. وأبقت المحكمة على هوية هذين المتمردين الدارفوريين طي السرية، رغم أن المدعي العام لويس مورينو اوكامبو، يتهمهما، مع الزعيم المتمرد بحر إدريس أبو قردة، بالمسؤولية عن هذه المذبحة التي أدت أيضا إلى تشريد أكثر من 15 ألف دارفوري، أبقت عليها في طي السرية. وكان عبد الله بندا قائداً عسكرياً في واحدة من أكبر مجموعات التمرد في دارفور، وهي «حركة العدل والمساواة» التي يقودها خليل إبراهيم، ولكن في يوليو عام 2007 اختلف معه خليل إبراهيم وأقاله عن منصبه،وشمل الخلاف أيضا، بحر إدريس أبو قردة،حينها قرر بندا تشكيل مجموعة منشقة عن الحركة الأم، أطلق عليها اسم «حركة العدل والمساواة- القيادة المشتركة». أما أبو قردة فترأس «الجبهة المتحدة للمقاومة» التي تضم عددا من المجموعات المتمردة الصغيرة ومن بينها «حركة العدل والمساواة - القيادة المشتركة». أما المطلوب الثاني جربو جاموس فلا يعرف عنه الكثير،فهو ينتمي إلى حركة «جيش تحرير السودان- جناح الوحدة»، ويعتقد أنه هو الذي شن الهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في حسكنيتة، بالاشتراك مع مقاتلين من الحركتين اللتين يقودهما عبد الله بندا وبحر إدريس أبو قردة. يذكر أن مكتب المدعي العام وعد أبو قردة، قبل قدومه إلى لاهاي، بحرية السفر ومغادرة هولندا بعد جلستي مايو وأكتوبر من العام الماضي،لكن إذا جاء قرار القضاة هذه المرة بوجوب اعتقاله ومحاكمته، فستتغير قواعد اللعبة بأكملها،فكثيرون يشككون فيما إذا كان أبو قردة سيأتي طوعا إلى لاهاي، إذا ما جاء قرار القضاة هذه المرة على غير ما يهواه. ومنح القضاة ، مكتب المدعي العام حتى الأربعاء المقبل، الثالث من فبراير، لضمان مثول المتمردين بندا وجاموس طوعا أمامهم في لاهاي. وأفادت المصادر ل «العربية» أن الأممالمتحدة تلعب دورا في نقل أحد الرجلين أو كليهما من دارفور باستخدام طائرة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة.