زمااااان عندما كنا طلابا بمرحلة الاساس، من الذكريات التي ما زالت في ذاكرتي ولم تنجح السنوات في زحزحتها.. المظاهرات.. ايوه المظاهرات الواحدة دي... ما ان تخرج المظاهرة حتى ندعو الله ان يتأخر اولياء امورنا في الحضور لاخذنا حتى نشارك.. وعقولنا الصغيرة لا تستوعب ما يحدث بعضنا يهتف حبيبكم مين؟ نميري.. والبعض الاخر يسب ويشتم «عيش ما في موية مافي انحنا معاك يا القذافي». وساعتها كل الذي يجول بعقولنا وبداخل نفوسنا «بعد الله حلانا من حصة الحساب دي الليلة عيدنا»!! بعد مرور سنوات وسنوات ادركت عزيزي القارئ ان المهم فقط هو الاكل والشراب ولا غير.. واذا ما مصدقين كلامي دا انظروا حواليكم وهاكم بعض الادلة. التعليم دا.. تتعلم وتتثقف للنهاية لتتفاجأ في الآخر بأنك لم تصل الى مبتغاك وقد يصادفك احد زملاء الدراسة من الذين كانوا مستهترين بكل شيء وهو حامد وشاكر وحقق كل مبتغاه.. عندها قد يرضى يتوسط ليك ويساعدك فتجد لسان حالك يقول كلمات اغنية وردي «انا استاهل»..! اذا كنت في اي مكتب او شركة «وجاء وقت الفطور» مهما كانت اهمية ما حضرت لاجله ستجد «اللامبالاة» وسيتوقف المسؤول ويجيك بعد اتناشر «طبعا الفطور عندنا بياخد فترة طويلة خلاص وحتى اليوم ما حصل صدر قرار بانو فترة الافطار تكون ساعة او نصف ساعة.. اها اي انسان وضميرو في المسألة دي». ناس المكتب دا وين؟ مشو الفطور الشغل دا واقف كده راجين منو؟ دي فترة الفطور «وتكون الساعة اتناشر» غايتو يا اخوانا البركة في ناس المدارس ديل انهم لحدي هسا عندهم جرس وتوقيت ملتزمين بيه.. الاخوات المتزوجات عندهن مقولة ثابتة «الراجل بمسكو الاكل.. ولا الاطفال.. الاكل وبس» يعني باختصار الواحدة اذا بقت طباخة وفالحة وخلتو اكل تمام مستحيل يمشي يعرس ليهو واحدة تانية» اذن عزيزي القارئ حسب مشاهداتي ودراساتي الشخصية نحن كشعب عندنا الاكل والوجبات تأتي في المقام الاول قبل كل شيء.. يكفي انها الوحيدة التي تفيدنا والتي نعمل من اجلها والتي ليس لدينا سواها. اخاف ان يأتي اليوم الذي اقول فيه الماضي والحاضر والمستقبل. بعدين مسؤولين من الخير حبوباتنا زمان مش قالن في الاكل «اكل ودسو براهو بطلع حسو» هسا الزمن العلينا ده شنو البتاكلو وتدسو ويظهر ليه بعدها حس ولا خبر.. لا يوجد اطلاقا.. اذن الاكل متفرد كالعادة باشياء لا توجد عند من سواه. الآن.. رجاء: ارمي الجريدة دي وقوم على المطبخ والحلة دي وبالهنا وبالشفاء... «جرايد شنو؟ هو خلاص يعني هو الدراسة العديل الناس ما استفادت منها». اها ودعتكم لي الله النمشي على التلاجة وهو ذاتو تلاجات الزمن دا تلاجات شنو؟ ما مليانة مويه سااااكت.. عاد الزمن دا «في اكل ببيت لي باكر»؟؟ وما معروف يمكن الموية ذااااتها تنتهي نهاية اليوم.