الحوادث المرورية تشكل السبب الرئيسي للوفاة في الأربعة عقود الأولى من العمر بالرغم من الانتشار الكبير لبعض الأمراض الأخيرة مثل فقدان المناعة «AIDS» وقد اسمت الاكاديمية القومية لعلوم الحوادث المرورية RIA بمرض المجتمع الحديث. لا شك ان التطور الحضاري في المدن والمجتمعات المختلفة أسهم في زيادة الحوادث المرورية بسبب زيادة المركبات والتضخم السكاني وزيارة المدن على حساب الريف للخدمات الأساسية وسبل كسب العيش. ان حوادث المرور تعتبر من أهم المهددات البشرية ما يتبعها من آثار نفسية ومادية واجتماعية. كثيراً ما نرى ونسمع أو نقرأ في مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة عن حصول حوادث مرورية كما يحدث عندنا في طرق المرور السريع – هيا – مدني أخيراً. ولا شك ان نتائج هذه الحوادث توثر على أهل المصابين والخسائر المادية والبشرية وتؤثر المصابين بعاهات نفسياً.. وما يترتب عليهم من النواحي الاجتماعية من وفاة واصابات – شلل – كسور وآثار اجتماعية، كثرة اليتامى لعدم وجود عائل وتعرض السائق للاصابة يجعله غير قادر على العمل وحدوث اضطراب في المجتمع. معالجة موضوع حوادث المرور والحد منها بصورة عامة لا شك أن هنالك خططا عالمية صارمة للمحافظة على أمن الطرقات في فرنسا عقوبة السرعة الجنونية تصل إلى حدود العشر سنوات سجن في حالة التراكم المخالفات تدفع غرامة باهظة 150 ألف يورو. في السويد من يقود وهو ثمل تسحب رخصته مع عدم اعادتها له إلا بعد عامين. في بريطانيا تم تنظيم دوريات بسيارات مجهزة بكاميرات لتحديد الالترام بالسرعة بالدقة التامة. وللحد من خطورة حوادث المرور لابد من اعتماد استراتيجية متكاملة تطبق بشكل دقيق. بضرورة وضع المخطط الاستراتيجي المتكامل من ذوي الاختصاص في مجالات الأمن والسلامة الطرقية والتربية وعلم النفس والاجتماع والاعلام وغيرها.. مع ضرورة التوعية بجميع الوسائط الاعلامية.. ضرورة وأهمية الاحصائيات والتحليل المروري.. ووضع آلية لتطبيق نتائج الدراسات والأبحاث.. مع تحليل الخصائص النسبية والاجتماعية لسائقي المركبات.. وتفعيل دور مراكز تعليم القيادة على أن يتم باشراف اختصاصيين على مستوى عالٍ.. تكثيف الحملات المرورية والتشدد في قمع وردع المخالفين. وللحد منها أيضاً بناء على ما تقدم:- أولاً: من قبل سلطات المرور: – التشدد في تطبيق قانون المرور خاصة التي تؤدي إلى الحواث. – التشدد في منح رخص القيادة وتشديد الحجز ورفع قيمة الغرامات لمخالفات محددة. – انارة الطرقات الرئيسية ليلاً والداخلية بالتنسيق مع الاجهزة الرسمية والشعبية (اللجان الشعبية). – تفعيل دور المحليات في وضع اشارات المرور في التقاطعات والجسور والانفاق والطرق الضيقة. – تصريف مياه الأمطار دون تجمعها كبحيرات والاهتمام بالانفاق والجسور لعبور المشاة. – بناء جدران حماية عند المنعطفات الخطرة لتحول دون وقوع المركبات خاصة عند سوء الرؤية مع ضرورة وضع كاميرات الاوتوستراءات لتصوير وضبط مخالفات المرور. وعلى المواطن أن يثقف نفسه مرورياً.. الاهتمام وصيانة المركبة يومياً ودورياً.. التقيد بحزام الأمان وعدم استعمال الهاتف.. ان ينتبه إلى عدوه اللدود السرعة الزائدة.. الانتباه لمفاجآت الطريق.. أن يمتنع من تناول الكحول وبعض الأدوية المخدرة.. وتجنب الغضب والانفعال أثناء القيادة مع ضرورة الالتزام بالمسار والسلوك المحدد وفوق ذلك ضرورة أن لا يشغل أجزاء الطريق المعدة لغيره.. وأخيراً أشير إلى أن تقديرات منظمة السلامة العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية تقول ان ما يزيد عن 300.000 انسان يموت تحت العجلات من المراهقين. أي بمعدل حالة قتل كل 50 ثانية وان الاصابات معظمها يصل إلى حد الاعاقة الكلية أو الجزئية عددها بين 10 و15 مليون اصابة بمعدل اصابة واحدة كل ثانيتين تقريباً. وتعرف المراهقة المرورية بأنها التصرفات السلوكية الخاطئة التي يقوم بها السائق بوعي أو دون وعي وهي تتنافى مع التشريعات وقواعد المرور.. والمراهقة المرورية لا تقتصر على فئة عمرية بذاتها وإن كان معظم الذين يقعون في دائرتها هم الصبية والشباب من سن 15-25 فيما يبلغ على المستوى الاقليمي العربي حوالي نصف مليون حادث مرور تحصد 26 ألف قتيل و250 ألف جريح تقريباً. كما أشرت في مقال سابق ان الحوادث خطأ لواحد من ثلاث العربة، السائق، الطريق، فإن العنصر البشري ممثلاً بسائق السيارة يشكل مالا يقل عن 75% في التسبب بوقوع الحوادث وتوزع النسبة الباقية على الطريق والسيارة بالرغم أن بالسودان يمكن زيادة نسبة الطريق خاصة في طرق الولايات.. باختصار ان الالتزام بقواعد السلامة المرورية بدون تفاصيل من سرعة معقولة.. الانتباه واليقظة التامة.. الاحتفاظ بالمسافات الآمنة بين المركب والأخرى.. عدم التلهي بأمور أخرى أثناء القيادة.. استعمال الاضاءة العالية عند مقابلة سيارة أخرى ليلاً.. عدم قيادة مركبة وأنت مصاب بعاهة جسدية أو مرضية.. التخطي حسب القواعد المرورية.. عدم تقديم المركبة إلى المعاينة الميكانيكية اللازمة.. الخروج بصورة مفاجئة من الطرقات الجانبية إلى الطرق الرئيسية.. التجاوز في الطرقات الضيقة وعند المنعطفات.. ايقاف المركبات في غير الأماكن المسموح بها.. عرض المركبات المعروضة للبيع أو وضع المهملة منها (الأنقاض) على الطرقات العامة وكذلك ترك الحيوانات على الطرقات العامة. باختصار أشير إلى ضرورة الحملات الإعلامية بنشر مواضيع في الصحف واشراكها في تعميم التوعية على المواطنين تشمل مواضيع المرور التي يعلم جيداً قادة المرور عندنا ورجال المرور أهميتها في مجالات السرعة ومخاطرها الخ.. والاهتمام بصيانة المركبة وبث اعلانات تلفزيونية. والتحية لرجال المرور وربنا يجعل لكم في كل خطوة سلامة.