في الوقت الذي يشكو فيه الآباء والمعلمون النقصان الحاد في الكتاب المدرسي بصورة تهدد العام الدراسي، كشفت جولة واسعة قامت بها الصحافة وسط باعة الكتب بالخرطوم وام درمان عن توفر جميع الكتب وبكميات كبيرة. الباعة ذهبوا الى التأكيد على قدرتهم على توفير اية كميات للراغبين من اولياء الامور واسر المدارس، وهنا تتبادر الى الذهن العديد من الاسئلة منها هل جاءت وفرة الكتاب المدرسي بالسوق في اطار السعي للوفرة وان الوزارة تبارك مثل هذا التوجه ام ان تلك الكتب وجدت طريقها للسوق اثر التسرب ؟ وهل الكتاب المدرسي ملك لوزارة التربية والتعليم العام ام انه مشاع لجميع المطابع ؟ وقبيل انتظار الاجابة ننقل في المساحة التالية ما قاله باعة الكتاب المدرسي يقر أحمد عبدالله بوجود وفرة في الكتاب المدرسي لمرحلتي الاساس والثانوي حيث يبلغ عدد الكتب الخاصة بالصف الاول الثانوي (19) والصف الثاني (21) كتاباً وقيمة الواحد منها جميعا (5) جنيهات وبالنسبة للصف الثالث الثانوي فلدينا (10) كتب قيمة الواحد (8) جنيهات باستثناء الكيمياء والاحياء اذ يبلغ سعر الواحد منهما (15) جنيهاً اما كتب مرحلة الاساس فسعر الواحد منها يتراوح بين (4-5) جنيهات ونحن نقوم بشراء الكتب من موزعي المطابع ولا ندري شيئا عن مصادرها ومطابعها الا من خلال خلفية الكتاب . سألت احمد ان كانت الكتب قد جاءت شاملة احدث التعديلات والتنقيح الذي طال المنهج مؤخرا فقال حسب ما جاء في الكتاب فانه يمثل الطبعة الثانية المنقحة ،واتفق مع احمد احد زملائه في المهنة الذي اضاف ان هنالك بعض الافراد الذين يأتون للسوق في اوقات مختلفة يحملون اكياسا بها كميات من الكتب تتضمن عددا من المواد الاكاديمية في كافة المراحل الدراسية، وانهم يقومون بالشراء وفقا للمتاح لديهم من الاموال ونسبة لانهم يفترشون الارض لا يستطيعون شراء كميات كبيرة حتى لا تتعرض للتلف فتوردهم الخسائر المادية كما انهم معرضون لمداهمة الكشات مضيفا ان الوزارة قامت بعمل تصاديق للشركات والمطابع التابعة لها وتزع مخرجات هذه المطابع على الباعة والمكتبات بهدف توفير الكتاب باسعار معقولة. وعن ابرز المطابع قال مطبعة الحرية وأحمد صالح للمدخلات الثقافية ومطبعة آفاق الحاسوب و(ARO) دخلنا احدى المكتبات الكبرى بوسط الخرطوم وجدناها وارففها قد اكتظت بالكتاب المدرسي وغيره من كتب، سألنا احد عمال المطبعة فقال بوفرة الكتاب المدرسي وبشأن الاسعار فقال انها تتفاوت بين يوم وآخر وما نلتزم به اليوم من اسعار قد لا نلتزم به غدا وفي حالة الطلبيات الكبيرة فيجب على المدرسة ان تحدد كمية الكتب واضاف ( كان علينا شحن كتب مدرسية للاستوائية بيد اننا لم نصل الى تحديد قيمتها وهنالك كميات اخرى معدة للترحيل الى مدينة الضعين) . أحد معلمي المرحلة الثانوية انتقد تسرب الكتاب المدرسي للاسواق باسعار فوق طاقة اولياء الامور وذلك بادعاء زيادة اسعار الورق، مضيفا انه في الوقت الذي تعاني فيه المدارس الحكومية بسبب عدم توفر الكتاب المدرسي تقوم بعض المطابع بعرضه بأسعار دونها كثيرا قدرات المواطنين.