رسم تقرير رسمي صور قاتمة لاوضاع الاطفال بجنوب السودان، لافتا الي تصاعد حدة الانتهاكات رغم وجود التشريعات، واتهم حكومة الجنوب بالتقصير في توفير بيئة صحية للاطفال لاسباب سياسية وتشريعية واجتماعية وثقافية. وكشف التقرير المبدئي لانفاذ القوانين الخاصة بحماية وضع الاطفال في السودان، الصادر من المجلس القومي لرعاية الطفولة، والمقرر رفعه للجنة الافريقية لحقوق الطفل، ورفاهيته في يوليو المقبل، كشف عن وجود 1,5 مليون طفل «اكثر من 50% منهم فتيات» خارج نطاق التعليم، ومن بين 400 ألف تلميذ بالمدرسة الابتدائية، اكمل 2% فقط منهم المدرسة الابتدائية، فيما بلغت نسبة متوسط التلاميذ للمعلمين 1:52. وانتقد التقرير تقليص الحكومة لميزانية التعليم من 134 مليون دولار في عام 2006م الي 111 و100 مليون دولار في عامي 2007 و2008م في وقت زاد فيه تسجيل الطلاب بالجنوب من 343 ألفا في 2005م الي 1,5 مليون في عام 2008م . واكد التقرير ، ارتفاع نسبة تفشي الامية الي 80% خاصة وسط النساء بنسبة بلغت 90%. ولفت التقرير الي التزايد المستمر في اعداد المشردين الذين تتراوح اعمارهم مابين 10-15 سنة، خاصة بالمدن الكبيرة مثل جوبا، واو، ملكال، ورومبيك لاسباب اجتماعية «53%» واقتصادية «26%» و«17%» بسبب عوامل اخري. وقال التقرير، ان هؤلاء الاطفال يواجهون بتحديات عديدة تعرض حياتهم للخطر بصورة جادة كالجوع حسب افادة 32% منهم، والعنف والاعتداء بنسبة 30% بواسطة الشرطة وضباط الامن خاصة اثناء الليل، فيما ابلغ 22% منهم بان المشاكل الصحية والممارسات الجنسية تجعلهم اكثر عرضة للامراض . وكشف التقرير عن تيتم اكثر من 50000 طفل نتيجة الحرب الاهلية، مقرا بعدم وجود معلومات عن الابوين ل 170000 طفل. ونوه التقرير الي ان تفشي فيروس نقص المناعة المكتسب الايدز من العناصر التي ساهمت في انتشار الايتام، وعزا ذلك لنقص التعليم الجنسي بكل من المدارس والمنازل. واوضح ان 99 من كل 100 امرأة لا يعلمن شيئا عن الايدز ولا يدرين الوسائل الرئيسية لحماية انفسهن مقابل 10% فقط من النساء يعلمن بصور كافية الوسائل التي تحميهن .